العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ

المحرق من دون استسلام قلب المعطيات وتأهل للنهائي لملاقاة «النسور»

في مباراة مجنونة تكرر فيها سيناريو نهائي كأس رئيس المؤسسة

كم هي مجنونة الكرة الطائرة، هذه الكلمات تستحقها هذه اللعبة، إذ ما حصل يوم أمس الأول في لقاء النجمة مع المحرق بالمواجهة الفاصلة من أجل التأهل للمباراة النهائية لهو خير دليل على ذلك، إذ قدم الفريقان سيناريو أشبه بالأفلام الأميركية.

إذ ان النجمة كان قريبا من حسم الفوز والتأهل للمباراة النهائية بنتيجة ساحقة جدا قوامها (3/صفر)، إلا أنه أضاع الفرصة بيده لا بيد منافسه، فعاد المحرق من بعيد وبدأ يظهر مستويات قوية أولا من خلال الثنائي وانشاي ومحمد جاسم مفتاح في الشوط الثالث، وفي الشوطين الرابع والخامس ظهر جميع اللاعبون بمستوى مثالي جدا وسط تشجيع جماهيري كبير، ليحقق المحرق انتصار كان أقرب أن يكون لمصلحة أبناء الرهيب الذين عضوا أصابع الندم طويلا بعد إضاعتهم لفرصة إقصاء صاحب الرقم القياسي في تحقيق بطولات الدوري رفقة النصر من المربع الذهبي ووسط جماهيره الكبيرة.

يحسب للمحرق أنه لم يفقد الأمل أبدا وتمكن بالتالي من تكرار فوزه على منافسه، وبالتالي هذه الكلمات ربما قد كررها الكثيرون من قبلنا، إذ ومنذ ظهور جيل المحرق الذهبي مطلع تسعينات القرن الماضي، والمحرق يحب هذه السيناريوهات التي يعشقها مخرجو الأفلام، ومخرج هذا الفيلم المثير والشيق هذه المرة هو محمد المرباطي الذي حاول جاهدا لكي يستطيع إعادة فريقه من جديد لوضعه الطبيعي سواء بتغييراته أو توجيهات، حتى أكلمها بتغيير خطة أدائه بأكملها منذ الشوط الثالث، وبالتالي استطاع الذيب - كما يحلو لعشاقه تسميته - من كسب الرهان والتأهل للنهائي من جديد بعدما غاب عنه لمدة موسم واحد وهو الماضي.


روح المرباطي

الكل يعلم أن المحرق منذ أن فاوض المرباطي من أجل أن يعود لقيادة المحرق كان هدفه الأول هو إعادة الذيب لمنصات التتويج، وكان لهم ما أرادوا بعد توقيع العقد، إذ تمكن المرباطي من بث روح جديدة لدى لاعبيه الذين لم يظهروا بالشكل الذي يلقي فيهم بالموسم الماضي وبالتالي ارتكبوا عدة أخطاء جعلتهم يخرجوا من ذلك الموسم بخفي حنين، إلا أن المرباطي ومنذ عودته تمكن من كسب أولى بطولات الموسم ولو بصعوبة إلا أنها تحسب له في أول بداية له مع فريقه القديم الجديد، إذ استطاع الفوز ببطولة كأس رئيس المؤسسة.

وكرر السيناريو ذاته بإنقاذ المحرق من الخروج المبكر من منافسه الدوري بتحقيقه انتصارات متتالية في القسم الثاني مكنته من الحلول ثالثا قبل أن يحسم المجريات كلها بالتأهل للنهائي بعدما حول الحسم لفاصلة. الآن ربما عشاق المحرق وما أكثرهم متفائلون بأنهم قادرون على تحقيق الفوز؛ نظرا لوجود المرباطي في دكة البدلاء لا أحد سواه.


عودة مفتاح

وشهدت الفترة الأخيرة عودة محمد جاسم مفتاح إلى مستواه الذي كان يقدمه في بداية الألفية الجديدة على الأقل، إذ لا نريد أن نبالغ بأن نقول أنه عاد لأيام الزمن الجميل والذي كان يحقق من خلال الألقاب وتلو الألقاب جماعية كانت أم فردية في تسعينات القرن الماضي، وهذه العودة بكل تأكيد ستشكل قوة كبيرة للأحمر خصوصا أن عيال الذيب يرغبون بتحقيق لقب الدوري من أجل التأهل للمشاركة في البطولة الخليجية التي يعشقها المحرقاوية كثيرا بتحقيقهم اللقب فيها 9 مرات كان منها 8 متتالية.


جمهور الذيب

وبعدما تحدثنا عن كل ذلك، يجب أن نشير للحضور الجماهيري الكبير الذي حظي به فريق المحرق في المربع الذهبي، وكأننا نعود لأيام البطولات، وتعتبر عودة جماهير المحرق لمدرجات الكرة الطائرة مكسبا حقيقيا للعبة.


الخوف من لاعبينا لا المنافسين... ياسين الميل:

لم نفقد الأمل... والشوط الثالث كان هو الفاصل

أكد مساعد مدرب المحرق ياسين الميل أنهم لم يفقدوا الأمل بل كان لديهم إصرار قوي من أجل العودة من بعيد وتحقيق الفوز في المباراة والتأهل للمباراة النهائية لملاقاة الأهلي يوم السبت المقبل، وقال: «نعم، لم نظهر بالشكل الطيب في أول شوطين وخسرناهما من النجمة الذي أظهر مستوى جيدا. نحن ارتكبنا عدة أخطاء ساهمت في تفوق النجمة علينا وخصوصا أنهم عولوا على قوة الإرسال، ويعتبر أدريان هو «المشكل الأكبر» لنا بهذه المهارة في المباراة خصوصا في الشوط الثاني».

وتابع الميل قائلا: «على رغم أن النجمة كان قريبا من حسم اللقاء لمصلحته فإننا لم نفقد الأمل كليا، لأن المحرق معروف منذ سنوات كثيره بأنه يعود دائما من بعيد، وهذا ما حدث، قاتلنا وحاولنا العمل بكل قوة لكي نعود واستطعنا تحقيق ذلك ولله الحمد».

وأوضح الميل أن أسباب عودة فريقه للمباراة أهمها هو التركيز الكبير الذي كان عليه اللاعبون في هذه الفترة، وقال: «كنا نركز في توجيهاتنا بأن الشوط الثالث سيكون هو الفاصل لا الخامس، وذلك لأن في حال استطعنا تحقيقه سيكون الفوز هو حليفنا بهذا المباراة، وهذا ما حدث، حققنا الشوط وبدأ الفريق يقدم الأداء المعروف عنه وأظهر شخصية كبيرة كما فعلها أمام داركليب في نهائي كأس رئيس المؤسسة هذا العام على سبيل المثال لا الحصر».

وعن أسباب الفوز بحسب وجهة نظره، قال: «بعد تحقيق الشوط الثالث تحرر اللاعبون من الضغط وقدموا مستوى مثاليا جدا بل سيطروا على مجريات اللقاء بأكمله، فتألقت حوائط الصد وكذلك الكرة الأولى بالإضافة للضربات الهجومية».

وعن مستوى محمد مفتاح الكبير الذي قدمه في المباراة، قال: «الكل يعلم أن مفتاح يشكل لاعب الخبرة في الفريق، وهو ظهر في الوقت المناسب ومتى ما يقدم مفتاح مستواه بكل تأكيد سيتغير أداء الفريق، لله الحمد استطاع قيادة الفريق للعودة في الشوط الثالث والسيطرة على مجريات الشوطين الرابع والخامس، وهو بحق يستحق نجومية اللقاء بجدارة

وعن فاضل عباس، قال: «فاضل عباس متى ما قدم مستواه يشكل نقطة قوة للفريق، وعلى رغم أنه لم يكن كذلك في البداية فإنه جمع قواه وتمكن من التألق وتحقيق عدد كبير من النقاط».

وعن اللاعب المحترف وانشاي، قال: «لديه أفضل من المستوى الذي قدمه، ولكن أكرر ما حدث في البداية هو ما كان يخوفنا، إذ الخوف ليس من الفريق المنافس النجمة مع احترامنا الشديد له، بل الخوف كله بأن لاعبينا لا يظهروا بالشكل الذي يليق بهم كأسماء، وبالتالي بإمكاني القول أن مستوى وانشاي مازال متذبذبا».

وتمنى الميل أن يصحح فريقه أخطاءه قبل المباراة النهائية التي ستكون أمام الأهلي، وقال: «نتمنى ألا يحدث تذبذب المستوى في النهائي أيضا، وبالتالي علينا تحضير الفريق بكل مثالية لهذه المباراة الصعبة».

فاضل عباس

من جهته، أكد فاضل عباس أن فريقه حاول بكل ما يلكه من قوة من أجل العودة للقاء ومن ثم تحقيق الفوز والتأهل للمباراة النهائية، وقال: «يحسب لنا العودة لمجريات اللقاء من بعيد وهذا ما عرف عن المحرق منذ زمن وليس من الآن، اللاعبون حاولوا الظهور بمستوى طيب واستطاعوا التغلب على أنفسهم وتمكنوا من تحقيق ذلك، وهذا يحسب للاعبين والجهازين الفني والإداري بكل صراحة».

وعن النهائي قال: «من المبكر التحدث عن النهائي، ولكني أتمنى أن يكون التوفيق حليفنا في المباراة لكي نسعد الجماهير».


النجمة لم يعرف كيف يستثمر تفوقه

المحرق بفضل هدوء المرباطي وعودة مفتاح تأهل للنهائي

ساهم الهدوء والتركيز العالي الذي يتمتع به الكابتن القدير محمد المرباطي وتألق نجم المنتخب البحريني فاضل عباس بالإضافة إلى عودة مستوى اللاعب الكبير محمد جاسم كما كان في فوز المحرق على النجمة، إذ لوحظت الثقة الكبيرة التي تحلى بها محمد المرباطي الأمر الذي ساعده كثير في قراءة النجمة خلال المباراة واتخاذه القرار المناسب في تغيير الدوران في الشوط الثالث الذي يعتبر الفصل في المباراة.

بسبب الإرسالات الضائعة لدى المحرق الـ «12» في الشوطين الأول والثاني التي ساهمت في خسارة المحرق الشوطين وعاب على المحرق كثرة إضاعة الإرسالات، إذ بلغت النسبة مقارنة إلى فريق النجمة 71 في المئة، عمد المرباطي لتغيير نوعية الارسالات معتمدا على الارسالات القصيرة والموجهة على المراكز 1 و 5 و6 على رغم النسبة أكبر على مركز 6 والتي يوجد بها ليبرو فريق النجمة جعفر عبدالنبي، وتشير الإحصاءات المباراة الموضح في الشكل نسبة الارسالات الموجهة على مختلف المراكز.

ونظرا لهذا الأسلوب اعتمد المحرق على حوائط الصد والتي حقق المحرق من خلالها 12 نقطة وكانت لهذه الحوائط الكلمة الكبرى، إذ حصل المحرق في الشوط الرابع على 5 نقاط ويعد الشوط الرابع الأسرع في المباراة والذي انتهى بنتيجة 25/17.

وفي الشق الهجومي اعتمد كثيرا المرباطي على الثنائي فاضل عباس ومحمد جاسم من خلال مركز 3 وخصوصا بعد تغير الدوران في الشوط الثالث والرابع، ونلاحظ من خلال الإحصاءات والرسم البياني لمباراة ان مركز 3 كان مصدر القوة لدى المحرق وسجل المحرق من منتصف الشبكة 26 نقطة.

وبالنسبة إلى فريق النجمة فإنه داخل المباراة أكثر تنظيما عن المباراة السابقة بالإضافة إلى الحماس الذي صاحب الفريق في الشوطين الأول والثاني، واعتمد الكابتن غازي احمد مدرب النجمة في توجيه الارسالات القوية في الأشواط الثلاثة الأولى على مركز 5 إذ وجد مبارك الحايكي، وقد ساهمت هذه الارسالات في فوز النجمة بالشوط الأولى والثاني بعد الجهد الكبير الذي بذله محترف النجمة أدريان في تنفيذ الارسالات القوية في وسط ملعب المحرق، إلا أنه أعطى في الشوطين الرابع والخامس نسبة كبيره في توجيه الإرسال إلى مركز 1 إذ وجد راشد الحايكي ووانشاي.

تأثر النجمة بسوء الاستقبال للكرة الأولى ما عرقل خطط المعدين حسين حبيب ومحمود جاسم وعلى رغم التبديل الذي أجراه غازي عن طريق دخول حسن مرهون بدلا من علي مرهون لم يطرأ أي تحسن في الاستقبال؛ نظرا لتركيز المحرق على ليبرو الفريق جعفر عبدالنبي.

النجمة لم يستثمر المباراة بشكل جيد، ولم يستخدم لاعبي الاحتياط حتى وهو يخسر الشوط الرابع الذي كان من المفترض أن يعطي الفرصة فيه إلى اللاعب محمد عبدالامير ليشارك في المباراة لغرض تهدئة المحترف أدريان وتجهيزه إلى الشوط الخامس، بينما استثمر المحرق جميع الأوراق الأمر الذي يوضح القراءة الذكية والهدوء الذي يملكه الكابتن القدير محمد المرباطي.

محمد جلال

العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً