بدأ المحرق مشواره في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس لكرة القدم 2006 بفوز غير مقنع وعقيم الذي حققه على الفريق البنغالي (اتحاد الأخوة) المتواضع فنياً وبدنياً وتكتيكياً ومهارياً بهدفين نظيفين فقط حصد معهما النقاط الثلاث وهي الأهم في مثل هذه التصفيات.
أحرز هدفي الأحمر ريكو في الدقيقة 3 ومدافع الفريق البنغالي برأسه بالخطأ في مرماه في الدقيقة 10 من الشوط الثاني.
سيطر المحرق كلياً على مجريات المباراة بشوطيه ولعب على مسافات الملعب ولكن التنفيذ كان خاطئاً طوال هذه الفترة الزمنية ولعب باسلوب عقيم لم يجد له فيه الحلول الكفيلة التي تخرجه من الحصار المطبق عليه من قبل الفريق الضيف المتكتل في منطقة جزائه إلى درجة أنه في بعض أوقات المباراة وجد في منطقة الجزاء 9 لاعبين وهذا يدل على أن الفريق الضيف ليس لديه استراتيجية يلعب بها حتى في الجانب الدفاعي.
المحرق خلال الشوط الأول كان يلعب على الورق بطريقة 442 ولكنها تتغير سريعاً إلى 262 عبر انطلاقات بدر في الجهة اليمنى وصلاح عبدالله مع بعض الانطلاقات بالمبادلة مع بن ياسين ولكن هذه الجهة لم تفعل جيداً على رغم انطلاقات صلاح الهجومية ولكنها لم تكن ذات فاعلية فيما عهد لمحمود عبدالرحمن باللعب داخل الوسط وكان الاجدر أن يفتح الطريق لمحمود عبدالرحمن بالانطلاق من الجهة اليسرى لكون محمود لديه القدرة الفنية في صناعة الكرات العرضية... إضافة إلى ذلك افتقر الأحمر إلى إيجاد الحلول الأخرى كالتسديد الخارجي كخيار بديل للحصار المطبق في جهة وبالتالي عانى كثيراً في هذا الجانب واضطر إلى اللعب بالكرات الطويلة والعالية غير المركزة التي كانت دائماً من نصيب الدفاع البنغالي المتركز جيداً في ظل هذا الوضع ضاع وتاه الفريق ولعب على الوقت ولكن يفكر بهاجس الهدف المبكر ما جعله مشتت الفكر والذهنية في معظم الكرات الهجومية وأيضاً أضاعته لبعض الكرات الخطرة أمام المرمى ومنها تسديدة ريكو القوية التي ارتطمت بالعارضة عند الدقيقة 7 ووقفت هذه الفرص الضائعه عائقاً لـتغيير الأسلوب وأما الفريق البنغالي فلعب بحسب الفنية المتواضعه وعمد إلى غلق الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين وعدم اعطاء الفرصة والحرية للاعبي المحرق بالتحكم بالكرة وعمد إلى الضغط على حامل الكرة بقوة ما افقد المحرق التركيز وجعله يتسرع ويتعجل الأمور في التسجيل ما آخر تسجيل الأهداف إلى الشوط الثاني.
الشوط الثاني
في الشوط الثاني كان الهدف الأول المبكر الذي احرزه المحرق عن طريق مهاجمه ريكو عند الدقيقة 3، إثر ركنية لعبها الدوسري أمام المرمى لتصل إلى علي عامر الذي لدغها عرضية لريكو أمام المرمى ولعبها قوية في سقف المرمى، هذا الهدف رفع عن الفريق هاجس الوقت واعطاه الدافع القوي في الانطلاق مع بعض التغييرات في الأسلوب، إذ عمد مدرب الفريق إلى إعطاء محمود عبدالرحمن الانطلاقة من الجهة اليسرى أكثر من الشوط الأول إضافة إلى ذلك دفع حسن زاهر إلى الهجوم وعمد ريكو إلى العودة إلى الخلف من أجل خلق فراغات ومسافات فارغة استطاع ان يضيف الهدف الثاني إثر ركلة ركنية لعبها الدوسري عالية ومرت من الحارس على رأس المدافع محمد حسين بالخطأ في مرماه عند الدقيقة 10.
بعد الهدف توقعنا أن المحرق كشف أوراقه وخرج عن الأداء السلبي ولكنه فاجأنا بأن يلعب بالأسلوب نفسه الذي كان عليه خلال الشوط الأول واكتفى فقط بالتمرير فيما بين اللاعبين بالكرات على مسافات الملعب العرضية وأهدر بها الوقت من دون أن تكون لديه الفاعلية وكانت المشكلة في المحرق أن يلعب الذي يتحرك من دون كرة كلف نفسه في خلق مسافات فارغة للاعب الآخر وكان الأمر لا يعنيه ما أوجد صعوبة بالغة في اكتساح الحصار البنغالي وخصوصاً في ظل هذه الظروف.
إضافة إلى هذه الأمور أصر في بعض فترات المباراة على نقل الكرة في مسافات ضيقة من دون فائدة على رغم إمكانات المنافس المتواضعة.
ما أوقعه في الأخطاء حتى التبديلات التي أجراها المدرب، إذ دخل محمود عبدالرزاق بدلاً من رياض بدر بهدف زيادة عدد اللاعبين في الحال الهجومية ولكن لم تتغير الأمور وواصل الفريق الأسلوب نفسه وأيضاً ينطبق ذلك مع دخول محمد جعفر وفوزي مبارك. عموماً المحرق حقق الأهم وهما النقطتان في ظل ضغط مبارياته في الدوري الممتاز والبطولة الآسيوية وهو يحتاج إلى الفوز مريح وقد عمد إلى تحقيقه في أمسية البارحة.
أما مدرب المحرق الوطني خليفة الزياني فقد قال:«قرأنا المباراة منذ بدايتها حتى نعرف الفريق المنافس وإمكاناته الفنية واتضح لنا جلياً أنه يلعب بطريقة دفاعية بحتة ولم نوفق منذ استغلال الفرص أمام المرمى».
وأضاف «في فترة الاستراحة قمنا بعلاج السلبيات وركزنا على طريقة اللعب وغيرنا فيها، وخصوصاً في المثلث الهجومي وقمنا بفتح الملعب من الخارج واستطعنا إحراز هدفين، وكان لاستعجال خلال الشوط الأول كثر في إضاعة الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى».
وتابع جاء الهدفان من أخطاء دفاعية ولم يأتيا عن طريق هجمات مرسومة، وأن الأهداف دائماً تأتي عن طريق الأخطاء، والكرات الثابتة تدربنا عليها جيداً في الفترة الماضية وأضعنا خلال الشوط الأول أكثر من 4 فرص سهلة».
وعن عدم إجرائه للتبديل خلال الشوط الأول، رد الزياني قائلاً:«تركنا المجال لإعطاء فرصة أكبر في اللعب عندما لاحظت أن الفريق بدأ في التدني قمت بالتبديل لتنشيط حال الفريق في الشوط الثاني».
وأضاف «في الشوط الثاني لو لاحظتم أن حسن زاهر دفعت به إلى الأمام وعمدت إلى ريكو في الخلف وركزنا في الجهة اليسرى وصارت لنا بعض الكرات الهجومية الخطرة العرضية».
وتابع «هذه أول مباراة أقود بها الفريق وكانوا يلعبون بطريقة وأسلوب مغاير عما أريده وهدفنا الآن التجانس والتفاهم والمباريات المقبلة، نأمل أن يكون الفريق في وضع أفضل وأن نحقق النتائج الإيجابية».
وعن استعداداته لمباراة العهد اللبناني قال:«كل شيء في وقته جيد، وهناك أسبوعان لكل حادث حديث، وكل ما نعرفه عن الفريق اللبناني هو أنه متصدر في لبنان وأكيد أنه قوي ونعرف أن جماهيره متعطشة لكرة القدم».
المدرب البنغالي: الخطآن الفادحان سبب الخسارة
في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء المباراة، قال مدرب اتحاد الاخوة البنغالي وازد غازي: «إن الفريقين قدما مباراة جيدة واستفاد المحرق من خطأين فادحين وخرج بهما فائزاً، وهذا يعتبر حظاً عاثراً، وأعتقد أن سبب الخسارة هذه الأخطاء، والمحرق لعب مباراة جيدة والتعادل كان هو السائد في المباراة لولا هذه الأخطاء».
من جانب آخر، قال مدير الفريق البنغالي أمير خان إنهم اعتمدوا على الهجوم المضاد من الدفاع على أساس ليس للفريق أية معلومات كافية عن المحرق.
وقال عن سبب تبديل حارس المرمى الأساسي: «إن الخطأ الذي ارتكبه هو وزميله المدافع جعل المدرب يضطر إلى تبديله لاهتزاز حالته النفسية».
إلى ذلك، قال إنه غير راض عن مستوى الفريق لأن معظم اللاعبين صغار السن وإنهم في المنتخب الوطني غير أساسيين.
العدد 1279 - الثلثاء 07 مارس 2006م الموافق 06 صفر 1427هـ