تفوق حامل اللقب سائق رينو الإسباني فرناندو ألونسو على سائق فيراري الألماني مايكل شوماخر وأحرز المركز الأول في سباق جائزة البحرين الكبرى، الجولة الأولى من بطولة العالم لسيارات الفورمولا 1، على حلبة البحرين الدولية في منطقة الصخير أمس (الأحد).
وقطع ألونسو مسافة السباق البالغة 238,308 كيلومترات والمؤلفة من 57 لفة بزمن 1,29,46,205 ساعة بمعدل سرعة وسطي 18,206 كلم/ساعة، وتقدم على شوماخر والفنلندي كيمي رايكونن (ماكلارين مرسيدس).
والفوز هو الثاني لألونسو في سباق البحرين بعد أن كان حقق ذلك في العام الماضي، علما بأن شوماخر كان الفائز بالنسخة الأولى العام 2004.
جاء السباق مثيرا منذ البداية وتأثر كثيراً بالأنظمة الجديدة التي اعتمدت، وخصوصا في تغيير الإطارات والمحركات، فكانت سرعة السيارات متقاربة في بعض الفترات، كما أن المنافسة بدت واضحة المعالم وقد تنحصر بين الثلاثي ألونسو ومايكل شوماخر ورايكونن في فئة السائقين، وبين رينو وفيراري وماكلارين - مرسيدس في فئة الصانعين.
وكان ألونسو أصغر سائق يتوج بطلا للعالم في الموسم الماضي (24 عاماً)، وخلف بذلك مايكل شوماخر الذي يملك الرقم القياسي بعدد الألقاب (7).
وحقق مايكل شوماخر بداية قوية للموسم أمس الأول عندما سجل أسرع وقت في التجارب الرسمية ليعادل رقم السائق الراحل البرازيلي إيرتون سينا (65 مرة).
كانت انطلاقة السباق صاروخية قفز خلالها ألونسو إلى المركز الثالث خلف سائقي فيراري مباشرة شوماخر والبرازيلي فيليبي ماسا على حساب سائق هوندا البريطاني جنسون باتون قبل أن ينتزع المركز الثاني من ماسا عند المنعطف الثاني للسباق ويبدأ مبكراً جداً الضغط على شوماخر.
واللافت أيضا أن سائق ماكلارين - مرسيدس الفنلندي كيمي رايكونن صعد إلى المركز الحادي عشر بعد اللفات الخمس الأولى على رغم أنه كان انطلق من المركز الأخير (الثاني والعشرين) بسبب عطل في سيارته أدى إلى عدم إكماله التجارب الرسمية أمس الأول (السبت).
وكانت المنافسة على المراكز الأولى شديدة منذ البداية، فأولا أخذ مايكل شوماخر يوسع الفارق تدريجيا إلى أن بلغ نحو ثلاث ثوان بعد اللفة السادسة، بينما كان ماسا يحاول رد اعتباره واستعادة المركز الثاني من ألونسو فحصلت بينهما معركة حقيقية على كل منعطف، ولكن البرازيلي ارتكب خطأ كلفه غاليا حين استعمل المكابح مبكرا قبيل الدخول في أحد المنعطفات، ففقد السيطرة على سيارته التي جنحت عن مسارها وكادت تؤدي إلى حادث مروع مع سيارة ألونسو في اللفة السابعة.
ودخل ماسا إلى غرفة الصيانة مباشرة بعد ذلك لتدارك أي عطل في سيارته، ولكنه مكث فيها طويلا 46,8 ثانية وخرج في مركز متأخر جدا.
وبدأت السيارات التي احتلت المراكز العشرة الأولى في الجولة الثالثة من التجارب الرسمية أمس الأول التي انطلقت بالسباق بكمية الوقود نفسه التي بقيت في خزاناتها، فدخل مايكل شوماخر في اللفة 14 وبقي فيها 8,2 ثوان ليخرج رابعا تاركا المركز الأول لألونسو الذي انتظر حتى اللفة 18 ليدخل بدوره إلى المرآب، ثم لحق به سائق ماكلارين - مرسيدس الكولومبي خوان بابلو مونتويا بعد ثلاث لفات لتعود الأمور إلى ما كانت عليه في البداية.
يذكر أنه يسمح للسائقين بتبديل إطارات سياراتهم بعد الأنظمة الجديدة التي استحدثت هذا الموسم خلافا لما كان معمولا به في العام الماضي.
وخرج سائق رينو الثاني الإيطالي جانكارلو فيسيكيللا من اللفة 19 بسبب عطل في محرك سيارته.
وانطلقت الإثارة ثانية بين مايكل شوماخر وألونسو، إذ انطلق الإسباني بسرعة صاروخية مقلصا الفارق مع المتصدر إلى أجزاء من الثانية سعيا إلى تجاوزه عند أي فرصة سانحة وخصوصاً لدى مواجهتهما السيارات المتأخرة.
واختلف المشهد مجددا لدى التوقف الثاني لمايكل شوماخر وتحديدا في اللفة 35 فعادت الصدارة إلى ألونسو مؤقتا الذي حاول زيادة سرعته قدر الإمكان لتسجيل أكبر فارق ممكن قبل الدخول ثانية إلى غرفة الصيانة في اللفة الثامنة عشرة.
ونجحت خطة فريق رينو تماما، إذ خرج ألونسو أمام شوماخر مباشرة وتحديدا قبل المنعطف الأول بعد الخروج من المرآب، وحاول الألماني استعمال خبرته للتضييق عليه فكان المشهد رائعا تماما انتهى لمصلحة الاسباني الذي انتزع صدارة السباق حتى النهاية.
وبينما كانت الإثارة على أشدها بين ألونسو وشوماخر على المركز الأول، كان رايكونن يحقق المستحيل بقيادة رائعة وضعته خلفهما مباشرة في المركز الثالث بعد أن كان انطلق من المركز الأخير، لكنه توقف مرة واحدة طوال السباق مقابل مرتين لهما.
وانقلب السيناريو في اللفات الست الأخيرة مع محاولات حثيثة هذه المرة من شوماخر لتجاوز ألونسو واستعادة المركز الأول، ولكن الأخير كان يقود ببراعة من دون أي خطأ فبدأ الموسم بأفضل صورة سعيا إلى تكرار انجازه بالاحتفاظ باللقب.
اعتبر سائق رينو الإسباني فرناندو ألونسو بعد فوزه بالمركز الأول لسباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 أنه حقق بداية جيدة في بطولة العالم التي أصبح لها نكهة خاصة بعد التغييرات في أنظمتها. وقال ألونسو:«أعتقد أنها بداية جيدة لنا في هذا الموسم، ففي البداية كنت حذرا بعض الشيء ثم زدت سرعتي في النهاية حتى وصل الفارق إلى نحو ثانية ونصف الثانية ونجحت في الحفاظ على الصدارة حتى اللفة الأخيرة».
وتابع «لاشك أن التغييرات في أنظمة البطولة أعطتها نكهة خاصة، فأي سيارة باتت قادرة على الفوز بأي سباق ورينو هذا الموسم ليست فوق العادة، بل تعادل بإمكاناتها الفرق الأربعة الكبيرة ومنها فيراري».
ومضى الاسباني قائلاً:«كان مايكل شوماخر سريعاً جداً في البداية ولم يكن بإمكاني فعل شيء، ولكن تغيرت الأمور لاحقا وكان أداؤنا جيدا فنجحت في انتزاع المركز الأول بعد توقفي الثاني». من جهته، اعتبر شوماخر أيضا أن بدايته للموسم جيدة بقوله:«يمكنني القول أيضا إنها بداية جيدة لي هذا الموسم على رغم أنني أنهيت السباق في المركز الثاني، فالسيارة جيدة حتى الآن وخصوصا بعدما قدمناه خلال التجارب واليوم (أمس) في السباق».
وأضاف «كان التوقف الثاني حاسما لتحديد صاحب المركز الأول، والكل تابع كم كنت قريبا من ألونسو وكانت لدي الفرصة لتجاوزه، ثم كان سريعا بعد ذلك وخصوصا في اللفات الأخيرة».
وختم قائلاً:«لكنني سعيد بالمركز الثاني على كل حال، لأن البطولة طويلة وكل نقطة فيها مهمة مع أنني كنت أفضل الفوز، ولكن هذا ما حصل».
وبدوره قال سائق ماكلارين - مرسيدس الفنلندي كيمي رايكونن:«ما حصل معي في التجارب الرسمية أمس الأول (السبت) كان مؤسفا لأنني اضطرت إلى الانطلاق من المركز الأخير، ولكنني سعيت إلى تقديم أفضل ما لدي لتحسين مركزي وانا سعيد جداً بالتالي بانهاء السباق في المركز الثالث على رغم أنني واجهت صعوبات كبيرة في تخطي سائقين مثل باتون ومونتويا قبل أن أنجح في ذلك». واعتبر رايكونن أنه «كان من الجيد أن نظهر قدرة سيارة ماكلارين - مرسيدس في بداية هذا الموسم».
اعتبر رئيس الاتحاد البحريني للسيارات الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة سباق اليوم مميزاً من جميع النواحي، وقال:«البطولة كانت مميزة من ناحية التنظيم وزادها تميزاً الإثارة الكبيرة التي شهدها السباق»، وأضاف:«شخصيا توقعت فوز شوماخر بسباق اليوم (أمس) بعد الذي أظهره في تجارب الأمس (أمس الأول) ولم أتوقع أن يحرز بطل العالم الإسباني فرناندو ألونسو المركز الأول ولكن الاستراتيجية التي اعتمدها الفريق أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز المميز وأكدت أن الفوز ببطولة العام الماضي لم يكن محض صادفة وإنما جاء بفضل التفوق الفني والتقني للرينو». وأشاد الشيخ عبدالله بالفعاليات المصاحبة التي تميز بها سباق هذا العام والتي أضفت روحاً من المتعة والإثارة على السباق، وقال:«سترون المزيد في العام المقبل، إذ إننا بدأنا العمل منذ الآن من أجل المحافظة على الموقع العالمي الذي حققته الحلبة».
وعن استضافة حلبة البحرين الدولية للسباق الأول ومدى إمكان تحقيق ذلك في العام المقبل أيضا، قال الشيخ عبدالله:«كان من المفترض أن يقام السباق الأول في استراليا كما كان مقرراً، إلا أن اعتذار استراليا عن استضافة السباق الأول بسبب ارتباطها بألعاب الكومنولف أدى إلى تقدمنا إلى تنظيم السباق الأول، وفعلاً نجحنا بالفوز بحق التنظيم الأول هذا العام من قبل الاتحاد الدولي نتيجة جاهزيتنا التامة لاستقبال هذا الحدث العالمي». وأضاف «في العام المقبل من الممكن أن نستضيف السباق الأول أيضا ومن الممكن أن تستضيفه استراليا إذا أرادت أيضا».
أكد مدير فريق فيراري جون تود أن فريقه كان يحتاج في سباق الأمس إلى قليلاً من الحظ ليحصل على المركز الأول، وقال تود:«عملنا كل شيء ممكن من أجل الفوز وكنا نحتاج فقط إلى قليل من الحظ لتحقيق ذلك»، وأضاف تود «شاهدنا الأداء الرائع للمحرك والإطارات في السباق منذ أول لفة وحتى آخر لفة ولم تواجهنا أية مشكلة فنية في السيارة، وهذا راجع للعمل الجيد الذي قام به الفريق في التجارب الشتوية قبل انطلاقة الموسم».
وقال تود:«إن سباق البحرين أكد أن أربعة فرق ستنافس على البطولة في هذا الموسم، وبالطبع ستكون الفيراري إحدى هذه الفرق».
وعن حصول شوماخر على المركز الثاني، قال تود:«إن شوماخر أدى سباقا رائعا، ولكن السبب الذي ساهم في تأخره للمركز الثاني هي فترة توقفه الأولى في مرآب الصيانة، إذ أخذ وقتا طويلا قبل الانطلاق مرة أخرى بسبب تحميله كمية كبيرة من الوقود وأخرت انطلاقته وساهمت في تقليص الفارق بينه وبين ألونسو».
أما بخصوص
العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ