قالت الشرطة البرازيلية أمس إن امرأة لبنانية يشتبه في ضلوعها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري اعتقلت بمدينة ساو باولو.
واعتقلت الشرطة رنا عبدالرحيم قليلات (39 عاماً) التي كانت الشرطة الدولية تبحث عنها في فندق بالمدينة الأحد الماضي بناء على بلاغ. وذكر متحدث باسم الشرطة أنها كانت تحمل جواز سفر مزورا كما حاولت رشوة ضباط إذ عرضت عليهم 200 ألف ريال برازيلي (100 ألف دولار) لتمكينها من المغادرة. ويأتي اعتقال قليلات قبيل رفع رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس بعد غد الخميس تقريره إلى مجلس الأمن بشأن اغتيال الحريري.
على الصعيد السياسي استأنف الزعماء اللبنانيون أمس حوارهم وسط تحذيرات من أن الفشل في تسوية القضايا الشائكة سيلحق الضرر بالاقتصاد المتعثر ويوسع من هوة الخلافات.
بيروت، القدس المحتلة - وكالات
استأنف القادة اللبنانيون أمس حوارهم وسط تفاؤل حذر بالتوصل إلى حل الخلافات التي أدت إلى تعليقه ستة أيام، وخصوصا تلك المرتبطة بقضية مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوب لبنان ومسألة تنحية الرئيس إميل لحود. في وقت ينتظر فيه أن يقدم رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، سيرج برامرتز، تقريره الخميس المقبل إلى الأمم المتحدة.
وحضر جميع القادة اللبنانيين إلى طاولة الحوار في مجلس النواب، فيما تغيب عن الجلسة النائب غسان تويني لأسباب صحية. وكانت المشاورات الجانبية تكثفت قبيل الجلوس مجددا إلى الطاولة في مقر البرلمان، خصوصاً ضمن جبهة «قوى 14 آذار» من جهة وبين حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى.
وكثف زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري مشاوراته مع حلفائه، إذ التقى رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ثم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وأكد مصدر من الأكثرية شارك في المشاورات أنها تركزت بشأن مسألتين رئيسيتين هما «مزارع شبعا ورئاسة الجمهورية». وأوضح أن «مزارع شبعا مرتبطة بقضية ترسيم الحدود مع سورية وبالتالي بمصير سلاح المقاومة»، لافتا إلى أن إثبات لبنانيتها يؤدي إلى «شرعنة سلاح المقاومة في انتظار تحريرها».
وأكد مصدر دبلوماسي غربي وجود «ضوء اخضر أميركي - دولي لروسيا لتبدأ مهمة شاقة مع دمشق» لتقوم بترسيم حدود مزارع شبعا مع لبنان.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أنه لا حل لموضوع مزارع شبعا إلا باتفاق لبنان وسورية على العمل سويا أمام الأمم المتحدة لتثبيت لبنانيتها. وقال لصحيفة «السفير» الصادرة أمس إن التصريحات السياسية وإبداء حسن النوايا لا يكفي في هذا الموضوع بل يفترض القيام بخطوات مشتركة في هذا الاتجاه.
وفي بيروت أكدت الناطقة باسم رئيس لجنة التحقيق الدولية راضية عاشوري أن رئيس لجنة التحقيق الدولية الذي اعتمد منتهى السرية في أعماله، سيرفع تقريره الخميس المقبل إلى الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد أمس الأول لدى وصوله موسكو في زيارة مخصصة للبحث في التقرير الدولي عن اغتيال الحريري أن بلاده «تجري اتصالات ناشطة مع لجنة التحقيق الدولية»، معربا عن الأمل في أن يكون تقريرها «موضوعيا».
من جهة أخرى، ذكرت مصادر لبنانية أن القوات الإسرائيلية وضعت في حالة استنفار على طول الحدود الدولية مع لبنان وأن المراقبين الدوليين فوجئوا بحال التأهب القصوى على حدود «إسرائيل» الشمالية من دون أي مبرر عسكري مباشر.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر تشديد حال التأهب على طول الحدود اللبنانية خشية حدوث هجمات من جانب حزب الله، مشيرة إلى أن هذه التحركات العسكرية ترافقت مع تحركات عسكرية غير عادية في مزارع شبعا. في حين منع الجيش الإسرائيلي المزارعين من العمل في حقولهم المحاذية للحدود مع لبنان «تحسبا من الاحتكاك» مع ناشطي حزب الله في مواقعهم التي تبعد أمتارا معدودة عن هذه الحقول.
يأتي ذلك في وقت اخترقت فيه 4 مقاتلات إسرائيلية أجواء الجنوب اللبناني لمدة 45 دقيقة ونفذت غارات وهمية قبل أن تعود إلى الدولة العبرية
العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ