واصلت الصحف العبرية التعليق على مشروع رئيس الوزراء بالوكالة إيهود أولمرت الذي ينوي إذا ما فاز حزبه «كديما» بانتخابات «الكنيست» وكلف برئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، القيام بخطوة أحادية في الضفة الغربية وتحديد حدود «إسرائيل» النهائية من الآن وحتى 2010. فاعتبر أحدهم انه إذا تخلى الإسرائيليون عن الضفة الغربية لن يبقى لديهم أية أوراق رابحة تمنع الهجمات. لكن أحد مراكز الدراسات الأميركية قرأ التحديات الجديدة التي تواجه الحزب الإسرائيلي الصاعد أي «كديما» كما حركة «حماس» فلاحظ ضبابية تلف صورة التطورات على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية.
«كديما» و«حماس» يتلمسان الطريق
واستعرض «غلوبل إنتلجنس»، مركز الدراسات الاستراتيجية والجيوسياسية، من على موقعه على الانترنت، التحديات الجديدة التي تواجه حركة «حماس» من جهة وحزب «كديما» من جهة أخرى. ولاحظ ان الطرفين يحاولان تلمس الطريق في ظروف غير مألوفة وإثبات صحة توجهاتهما كل داخل مجتمعه. فـ «كديما» يجب أن يبرهن أنه قادر على الحكم بغياب آرييل شارون عن القيادة بينما على «حماس» أن تثبت انها شريك جدي للسلام رغم ما أسماه جذورها «الإرهابية» وتاريخها العسكري. ولفت المركز الأميركي، إلى ان التحدي الأكبر الذي يواجه حزب «كديما» في هذه المرحلة هو الشرخ الذي ظهر داخل صفوفه بشأن خطط الانسحاب الجديدة من الضفة الغربية. فبعد أن أعلن أعضاء رفيعون في الحزب وآخرهم المدير السابق لجهاز «شن بت» آفي ديختر ان «كديما» سيباشر فور فوزه في الانتخابات بالعمل على تنفيذ انسحابات من الضفة الغربية، أعرب رئيس الحكومة السابق شمعون بيريز ووزير التربية مائير شيتريت عن اعتراضهما على تنفيذ انسحابات جديدة وطالبا باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس خطة «خريطة الطريق».
«غلوبل إنتلجنس»: ضبابية التطورات الإسرائيلية -الفلسطينية
ورأى المركز انه بغض النظر عن الدوافع وراء رفض بيريز خطة الانسحاب الجديدة، فإن «كديما» تضرر كثيرا من هذا الانقسام. فهذا الحزب يبدو مترددا ومفككا ويفتقد لسقف سياسي محدد. في المقابل، لاحظ المركز ان التحديات التي تواجهها «حماس» ليست خطيرة جدا باستثناء التهديدات الأمنية الإسرائيلية باغتيال قيادييها وعلى رأسهم المكلف تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة إسماعيل هنية. فالحركة تحظى بثقة متزايدة فلسطينياً رغم الخطوات المضادة التي تتخذها «فتح»، لافتا إلى لجوء بعض نواب حركة «فتح» إلى تقديم طعن إلى المحكمة العليا في القرارات الجديدة التي ألغت جميع القرارات السابقة، فضلا عن مقاطعة نواب «فتح» لاجتماعات المجلس. وفي ختام مقالته، لاحظ المجلس ضبابية صورة التطورات على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية، إلا ان الواضح هو ان الطرفين ليسا في عجلة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
النزاع المسلح بدأ يعطي ثماراً
وعلقت «جيروزاليم بوست» في افتتاحيتها على إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة إيهود أولمرت عن عزمه رسم الحدود النهائية لـ «إسرائيل» من طرف واحد بحلول العام 2010 وأن يتبع هذا الترسيم إلى حد بعيد مسار الجدار الفاصل في الضفة الغربية ويشمل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى واستكمال ربط مستوطنة «معاليه آدوميم» بالقدس المحتلة. فعبرت «جيروزاليم بوست» بداية عن معارضتها لهذا المخطط لعدة أسباب أهمها انه يشكل ضربة قاضية لخطة «خريطة الطريق». إلا ان الصحيفة العبرية أعربت عن قلقها من أن تدفع خطط أولمرت للانسحاب من الضفة، الفلسطينيين إلى مواصلة حربهم ضد «إسرائيل» باعتبار ان النزاع المسلح بدأ يعطي ثمارا. فإذا تخلى الإسرائيليون عن الضفة الغربية، لن يبقى بين أيدي «تل أبيب» أية أوراق رابحة تجبر الفلسطينيين على وقف هجماتهم ضد «إسرائيل». لافتة إلى ضرورة أن تثبت الدولة العبرية ان الخيار الفلسطيني بمواصلة النزاع المسلح سيترتب عليه تداعيات «جغرافية» سلبية على الدولة الفلسطينية المقبلة.
وشددت «جيروزاليم بوست» ختاما على ضرورة أن يترك الترسيم الأحادي للحدود الإسرائيلية مجالا للتفاوض إن لم تكن «إسرائيل» تخطط للعيش إلى الأبد من دون سلام شامل ورسمي مع جيرانها.
العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ