أراح الشباب باربار من عناء المباراة الفاصلة مع الأهلي، ونال نصيبه من الأخير في ختام دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد لهذا الموسم، ملحقا به الخسارة الثالثة على التوالي خلال الجولات الثلاث الماضية. الشباب حقق فوزا مستحقا جدا بنتيجة 27-26 بعد مباراة حبست أنفاس أكثر من 1400 متفرج حضروا الصالة لمتابعة المباراة المصيرية للأهلي وباربار، وأنهى الشباب الشوط الأول لصالحه أيضا 15-12.
وعقب نهاية المباراة توج نجوم باربار أبطالا لدوري موسم 2008/2009، وذلك للمرة الرابع في تاريخهم المشرف في المنافسة على البطولات المحلية الذي بدأ مع بداية العقد الحالي، فيما توقف رصيد الأهلي عند 13 بطولة. واحتلفت الجماهير الباربارية مع لاعبيهم بهذا التتويج في الصالة على المدرجات ومن ثم على أرضية الصالة وبعد ذلك خارج الصالة في زفة من الصالة إلى موقع القرية في شارع البديع، وحيت الجماهير الباربارية لاعبي باربار على النتيجة التي حققوها أمام الأهلي.
وبهذه النتيجة يكون باربار على قمة الهرم برصيد 25 نقطة، والأهلي في المركز الثاني برصيد 23 نقطة، والشباب في المركز الثالث برصيد 20 نقطة، الدير في المركز الرابع برصيد 18 نقطة، التضامن في المركز الخامس برصيد 18 نقطة بأفضلية فوز الدير على التضامن في الدور، وأخير الاتفاق في المركز السادس برصيد 17 نقطة.
وبالعودة لأجواء المباراة، فقد قدم الشباب واحدة من أفضل عروضه في هذا الموسم، والأهلي كذلك قدم أداء طيبا على رغم الخسارة ولعب بروح عالية إلا أن الحراسة لم تسعفه في الوقت الذي أضاع فرص عدة على مدار شوطي المباراة تألق الحارس الدولي أحمد منصور في التصدي لأكثر من 85 في المئة منها، الحراسة في الشباب بالإضافة إلى التركيز أمام المرمى واستغلال الفرص السانحة والانطلاق السريع في الهجوم الخاطف بعد إضاعة الأهلي الفرص أو بعد الأخطاء الهجومية التي ارتكبها بكثرة في الشوط الأول بالتحديد، الواعد حسين الصياد والجناح الصاعد مهدي سعد ايضا كان لهما دور بارز في الفوز الذي تحقق، ولكن رجل المباراة الأول بلا منازع هو الحارس أحمد منصور الذي يعتبر العامل الأبرز والأهم في الفوز الشبابي.
وبدأ الأهلي المباراة في الدفاع المباراة في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم علي حسين، فيما بدأ الشباب كالعادة بطريقة 6/صفر، البداية حملت أفضلية للشباب الذي تقدم في النتيجة 2-0 خلال الدقيقتين الأوليين، التفوق الشبابي جاء من خلال الهجوم الخاطف الذي لم يكن نتيجة قوة دفاع الشباب بل لإضاعة الفرص في الأهلي، واستبدل مدرب الأهلي يورك ماجيك الضارب صادق علي بأحمد عبدالنبي بعد أن أعطى فرصة للأهلي للتصويب ولكنه لم يوفق، مشاركة أحمد عبدالنبي جاءت بهدف تغيير اسلوب الهجومي إلى الاعتماد على لاعبين على الدائرة، هذا التغيير أعطى الاهلي الفرصة للوصول إلى مرمى أحمد منصور، لثلاث مرات وقلص الفارق إلى هدف 3-2 ثم 4-3 مع الدقيقة السابعة بتألق لافت لمحمد ميرزا على الدائرة.
وفي الدقائق التالية، بدأ حسين الصياد يأخذ زمام المبادرة في التسجيل من خلال اجتهادات فردية قاد من خلالها الشباب إلى التسجيل في حين أن سعيد جوهر وأحمد عبدالنبي ومحمد ميرزا عملا بجماعية في العمق الدفاعي الشبابي غير المتمركز بالشكل السليم وقادا الأهلي إلى التقدم في النتيجة لأول مرة في المباراة 7-6 مع الدقيقة 12، وساعد الأهلي في ذلك إيقاف لاعب الشباب صادق خميس لمدة دقيقتين، واستعاد الشباب في الدقيقة 15 الأفضلية في النتيجة 9-8 نتيجة لتألق الحارس أحمد منصور بالدرجة الأولى في التعامل مع التصويبات الأهلاوية من الخط الخلفي إلى جانب تألق أمين القلاف على الدائرة في الهجوم الخاطف، وتحولت النتيجة إلى 11-8 خلال دقيقة واحدة للسبب ذاته، الأمر الذي أجبر مدرب الأهلي على طلب الوقت المستقطع.
الأهلي أجرى بعض التغييرات على مستوى العناصر في الجانب الهجومي، فأشرك رائد المرزوق عوضا عن محمود الونة وأعاد صادق علي إلى اللعب مجددا، وجاء إيقاف سعيد جوهر لمدة دقيقتين ليوقف اختبار هذه التغييرات وليعطي الفرصة للشاب لتوسيع الفارق إلى 4 أهدف 12-8، وعلى رغم تقليص الأهلي الفارق في النتيجة إلى هدفين 12-10 عند الدقيقة 21 إلا أن الأخطاء الفردية الهجومية حرمته من مواصلة التقدم في الوقت الذي لوحظ التراجع على أداء الشباب في الجانب الهجومي بالتحديد، لذلك استعان مدرب الشباب عصام عبدالله بجاسم السلاطنة الذي أضفى فاعلية نسبية على الهجوم، وتحولت النتيجة إلى 14-11 مع حلول الدقيقة 25. وفشل الأهلي في استغلال نفص الشباب لإيقاف صادق خميس من جديد ولم يقلص الفارق إلا لهدفين 14-12 بسبب إضاعة الفرص، وأنهى الشباب الشوط الأول بعد ذلك 15-12.
وفي الشوط الثاني، فاجأ الشباب الأهلي بهدفين سريعين من خلال الهجوم الخاطف رفع بهما الفارق في النتيجة إلى 5 أهداف 17-12 مع الدقيقة الأولى، الأهلي تأثر خلال الدقيقة الماضية بالنقص لإيقاف أحمد طرادة لمدة دقيقتين في الدقيقة 29 من الشوط الأول، وأنقذ صلاح عبدالجليل الأهلي من هدفين من يد حسين الصياد وفي المقابل قام أحمد منصور بالدور ذاته بالنسبة للشباب، وبقيت النتيجة من دون أن تتغير حتى الدقيقة الرابعة التي شهدت تسجيل أول هدف للأهلي في الشوط الثاني من يد سعيد جوهر.
التماسك الدفاعي وإيقاف أمين القلاف لمدة دقيقتين كادا يضعان الأهلي على أبواب التعادل ولكن الحارس أحمد منصور كان له رأي آخر وتصدى لانفرادين صريحين وانفراد آخر تكفل القائم به، وتحولت النتيجة إلى 18-15 مع الدقيقة الثامنة، ومع تبادل إضاعة الفرص والأخطاء الفردية من قبل الفريقين انتقلت النتيجة إلى 19-16 لصالح الشباب، ثم صارت 19-17، وأضاع ماهر عاشور فرصة تقليص الفارق إلى هدف انفراد صريح تألق أحمد منصور في التصدي له ولكنه عاد في الدقيقة التالية وسجل هدف التقليص إلى هدف. وتميز الأهلي خلال الدقائق الثلاث الماضية بالتماسك الدفاعي وخصوصا الدفاع الأمامي الذي أحكم السيطرة على السلاطنة والصياد وحد من تصويباتهم من الخط الخلفي، واستفاد الأهلي من إيقاف الصياد أقل ما يمكن وأدرك التعادل 19-19 مع حلول الدقيقة 18 الأمر الذي أجبر مدرب الشباب على طلب الوقت المستقطع.
وقاد حسين الصياد الشباب إلى العودة للمقدمة من جديد 21-20 وحصل على عقوبة إيقاف لمدة دقيقتين على علي حسين ولم يستفد منه الفريق في الدقيقتين التاليتين لتألق الحارس خالد عباس، وقبل النقص أضاع سعيد جوهر رمية 7 أمتار واثناء النقص أضاع حسين الصياد 7 أمتار أيضا، وفك مهدي سعد نتيجة فارق الهدف بتسجيله هدفا عبر الهجوم الخاطف وأعاد سعيد جوهر فارق الهدف سريعا بمجهود فردي، مهدي سعد أعاد فارق الهدفين وأعاد مالك كريم فارق الهدف لتتحول النتيجة إلى 23-22 مع الدقيقة24، واستعاد بعد ذلك الشباب فارق الـ 3 أهداف 25-22 مع الدقيقة 26 نتيجة تألق الصياد الهجومي وتواضع الحراسة الأهلاوية وقوة حوائط الصد الشبابية، الدقيقة هذه شهدت تسجيل حسين فخر هدف التقليص من رمية 7 أمتار كسبها محمد ميرزا وكسب إلى جانبها إيقاف على حسين مكي، وسجل بعد ذلك مالك كريم هدف التقليص إلى هدف وعاد بعد ذلك وأضاع انفرادا تصدى له أحمد منصور كان يستحق عليه رمية 7 أمتار لاحتكاك مهدي سعد معه ولكن طاقم المباراة كان له كلام آخر. وفي الدقيقة التالية (28) غضبت الجماهير الأهلاوية واللاعبين على عدم احتساب رمية 7 أمتار لعلي حسين لتتوقف المباراة لنحو 4 دقائق، وعادت المباراة إلى اللعب ونجح حسين فخر في خطف كرة من حسين مكي وحولها إلى ماهر عاشور الذي أضاعها بدوره وبقيت النتيجة 25-24 قبل دقيقة من النهاية، وفي الدقيقة 29:20 احتسب طاقم المباراة رمية 7 أمتار صحيحة لحسين الصياد سجل مهدي سعد منها هدف فارق الـ 3 أهداف لتنتهي المباراة حسابيا، وانتهت بنتيجة 27-26. أدار المباراة الطاقم الدولي التونسي الأسعد وحاتم الجريبي.
أشار رئيس نادي باربار حسن الشويخ الى أن البطولة الرابعة في المواسم الأخيرة جاءت على رغم المعاناة والمشكلات التي كان يعاني منها الفريق نظير الإصابات التي تملأ الصفوف مثل محمود عبدالقادر الذي شارك في بعض اللقاءات وكذلك بعض اللاعبين الأساسيين كالحارس حسن النشيط، قائلا: «على رغم أيضا ما حدث في المباراة الأولى بيننا والأهلي في الدور الأول والحوادث التي حدثت وهضم فيها حقنا والذي مازلنا نطالب به حتى اليوم، تمكن الفريق من العودة للمنافسة على البطولة ويحقق البطولة، وخصوصا أن المستوى الفني للفرق الستة في الدورة السداسية لهذا الموسم لا يعطيك المجال لترشيح أي فريق سيحقق البطولة، على رغم أن الكثير كان يقول ويرشح فريق الأهلي لتحقيق الدوري وهو صاحب البطولة».
وأضاف «تعثرات حدثت للأهلي وفي النهاية مضت الأمور لصالحنا وحققنا البطولة، ونحن فخورون بما قدمه الشباب في مباراة الأمس والتي حقق فيها الفوز على الأهلي ومكننا من تحقيق البطولة من دون الحاجة إلى مباراة فاصلة ونهائية يوم الثلثاء المقبل».
وتابع «حقيقة أنا فخور ومعجب بما قدمه فريق الشباب ليس في هذه المباراة فقط وإنما منذ بداية الدورة السداسية والتي تمكن فيها من هزيمتنا في اللقاء الافتتاحي ومن ثم تلاعب بالأهلي في مباراته الثانية، لولا الأمور التي حدثت خارج إرادة الفريق وتركت انطباعا سيئا عند الفريق ولكنهم قدموا مستوى جيدا طوال الموسم».
وعن توقعاته قبل اللقاء قال: «صراحة توقعت أن تنتقل البطولة إلى مباراة فاصلة وأن يفوز الأهلي في مباراة الأمس، وخصوصا أن الأخير أجرى تغييرا في جهازه الفني وتغيرت نفسياتهم، إلا أن الشبابيين خرجوا بمعنويات أكبر وتمثل برد الاعتبار لفريق الأهلي وقدموا أداء رجوليا حققوا من خلاله الفوز على منافسه الأهلي وهذا ما أفادنا بالدرجة الأولى».
عبر حارس الفريق البارباري الدولي تيسير محسن عن سعادته الغامرة بتحقيق درع دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد للمرة الرابعة والعودة لملامسة الدرع بعد غياب موسمين، مبينا أن ذلك تحقق بدعاء الأمهات اللاتي وقفن إلى جانب الفريق في كل مبارياته.
وقال: «توقعت سيناريو مباراة الأمس بين الأهلي والشباب بعد مشاهدتي للمستوى المتذبذب الذي قدمه الأهلي في المباراة، ولذلك كان طبيعيا أن يسقط الأهلي في فخ الهزيمة من الشباب وهو ما أدى لأن يفوز فريقنا بالبطولة».
وأضاف «توقعت قبل اللقاء أن تنتقل البطولة إلى مباراة فاصلة يوم الثلثاء المقبل، إلا أن المستوى الذي قدمه الأهلي أمس لا يوحي بذلك ما أدى لهزيمتهم».
وأوضح أن الفريق كان يسعى منذ بداية الموسم إلى تحقيق اللقب واستعادة اللقب الذي فقدناه لموسمين لصالح الأهلي والنجمة وهو ما تحقق بعدما كان الجميع يرشح الأهلي للفوز باللقب، إلا أن ذلك لم يحدث وتمكنا من تحقيق اللقب بجهد الجميع وبإخلاص الفريق الذي سعى للمنافسة حتى آخر لحظات البطولة، مبينا بأن السيناريو الذي تحقق من خلال البطولة لباربار كان مثيرا إلى أبعد الحدود وهو ما جعل للبطولة الحالية طعما آخر.
أوضح لاعب الفريق وأفضل لاعب في الجولة التاسعة من الدوري بعد تألقه في لقاء فريقه والأهلي عبدالله علي أن السيناريو الذي تحقق من خلاله اللقب لباربار لم يكن متوقعا، مبينا أن إحساسا بتحقيق البطولة يوم أمس كان يخالجه، لكن أن يكون ذلك بعيدا عنه بسبب كونه في المستشفى لم يكن متوقعا.
وقال: «لم أكن في المباراة ووصلني خبر فوز الفريق باللقب وفوز الشباب بالمباراة وهو ما جعلني أخرج مسرعا من المستشفى ناحية الصالة وذلك للمشاركة في احتفالية الفريق بالبطولة».
أوضح لاعب الفريق محمد جاسم أن تحقق البطولة بهذه الطريقة لم يكن متوقعا بالنسبة إليه مع وضعه لسيناريو كهذا، مبينا أن اتصال أحدى زملائه كان في الصالة وهو من قام بإخباره بفوز الشباب لأسرع نحو الصالة للاحتفال بالبطولة مع الفريق. وقال: «كان لدي شك في أن يحقق الشباب مفاجأة ويفوز أو يتعادل مع الأهلي ومن ثم تنتقل البطولة لصالحنا، ولكن هذا ما حصل وتحققت البطولة التي كان الفريق يسعى إليها منذ بداية البطولة. وأهديها إلى أمهات قريتي وأخص جمهور الفريق الذي لازم الفريق طوال مبارياته في الموسم ووقف إلى جانبه في الفوز والخسارة».
لم يتمكن الفريق البارباري من الاحتفال مع جماهيره بالشكل المتوقع في صالة بيت التمويل، وخصوصا أن اللقاء لا يخص فريقهم بالدرجة الأولى، لتنتقل الأفراح إلى القرية التي خرجت عن بكرة أبيها بعد سماعها نبأ فوز فريق الشباب بالمباراة الختامية للدوري، لتتواصل الفرحة بين أهالي الجماهير الذي خرجوا إلى الشوارع مع اللاعبين الذين قدموا رافعين درع الدوري من الصالة.
العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ