دشنت شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) مركزاً متطوراً لحفظ البيانات تكلف نحو 3,5 ملايين دينار (9 ملايين دولار) ويعمل كمقر لتخزين وإدارة ونشر البيانات والمعلومات الخاصة بالشركات والمؤسسات الأخرى العاملة في المملكة بالتعاون مع الشركة العربية لخدمة المعلومات (أنيس).

ويهدف النظام المتطور إلى توفير المتابعة المستمرة للبيانات المخزنة في حالات الطوارئ أو العطل الفنية مثل انقطاع الكهرباء وكذلك في حالات الحاجة إليها من قبل الشركات وخصوصاً المؤسسات المالية العاملة في المملكة التي لا تستغني عن مثل هذا الإجراء لحفظ بيانات الزبائن المالية وبالتالي إعطاء المملكة ميزة إضافية كمركز مالي متقدم.

ويقدم المركز الواقع في المنامة في الوقت الحاضر خدماته إلى نحو 20 شركة ومؤسسة ولكن المسئولين في بتلكو يقولون إن هذا المركز يمكن استخدامه من قبل الإدارات الحكومية وكذلك المؤسسات والشركات العامة خارج البحرين التي ترغب في حفظ البيانات المهمة وأن شركة بتلكو تسعى كذلك إلى وضع هذه الخدمة في الوحدات التي تمتلك بتلكو حصة فيها في الدول المجاورة.

وتقول الشركة إن المركز يوفر نظاماً مضمون العمل في جميع الظروف ويوفر إمكان المتابعة المستمرة للبيانات المخزنة بالإضافة إلى أن المركز يوفر رقابة أمنية للمحتوى والشبكة ورقابة بينية وإطفاء تلقائياً للحريق ومزود بأنظمة إنذار مبكر وإمدادات مستمرة للطاقة الكهربائية مع توفر 4 أنظمة احتياطية مهيأة لتزويد الطاقة عند الحاجة. وقال بيان رسمي إن خدمة الانترنت متوفرة كذلك على مستوى المنطقة وبقية دول العالم باعتبارها إحدى الخدمات الرئيسية التي يوفرها المركز وقال مدير عام القطاع التجاري في بتلكو عبدالواحد زينل إن المركز تكلف 3,5 ملايين دينار.

الرئيس التنفيذي لشركة أنيس يعقوب العوضي قال إن المركز يمثل «خدمة استراتيجية لقطاع المؤسسات في البحرين التي ستمكن المملكة من تعزيز موقعها باعتبارها مركزاً إقليمياً ودولياً» وأن المركز يوفر حالياً مواقع بديلة للخدمات وسيقوم قريباً بتوفير خدمات مدارة مثل مواقع متخصصة لحفظ معلومات الشركة وخدمات أمن وتحويل المعلومات.

وقال بيان الشركة «من المؤمل أن يلبي مركز بتلكو المتطور لحفظ البيانات (إنفوت) الطلبات المتزايدة في السوق لحماية البيانات واستعادتها في أوقات الكوارث وتقليص الخسائر التي تتكبدها المؤسسات والشركات في سبيل المحافظة على التسهيلات المتوافرة لديها لاسترجاع المعلومات».

وكانت شركة بتلكو التي لديها واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في المملكة تنفق «مبالغ ضخمة» تقدر بملايين الدولارات على هذه الخدمة عن طريق شركات أخرى. وسيوفر المركز للشركات المبالغ التي كانت تستثمرها بالإضافة إلى تقديم خدماته للكثير من المؤسسات المالية التي تعمل في البحرين وخصوصاً بعد فتح قطاع الاتصالات للمنافسة.

وكان مركز البيانات السابق لدى بتلكو يركز على خدمات الاتصالات ولا تتوفر فيه خدمة تقنية المعلومات وهو الأمر الذي حدا بالشركة إلى إنشاء المركز المتطور بالتعاون مع «أنيس» وهي شركة التقنيات المملوكة بالكامل تقريباً إلى بتلكو، وأنيس هي شركة رائدة في مجال دمج الأنظمة والشبكات التي تمتلكها بتلكو وتوفر حلول تقنيات المعلومات والاتصالات للزبائن.

وذكر العوضي «هناك الآن حلول مقدمة في السوق لا تليق بمكانة المصارف أو المؤسسات المالية وشركات التأمين وهذه الحلول مقدمة من قبل شركات صغيرة في بيئة غير مهيئة لأي تهديد أمني ولذلك قمنا بالتركيز على أن يعمل المركز لأشهر عدة من دون الاعتماد على مصدر طاقة خارجي وفي الوقت نفسه يكون آمنا ضد المخاطر سواء من الانترنت أو أية مخاطر أمنية أخرى».

وأضاف «كل ذلك يصب في خلق بيئة تحافظ على ريادة البحرين في تقديم الخدمات المالية».

ومنذ أن فتحت البحرين أبواب قطاع الاتصالات للمنافسة الخارجية تسعى بتلكو إلى فتح آفاق عمل جديدة للمحافظة على ربحية الشركة بسبب دخول شركات جديدة إلى سوق البحرين الصغيرة وتقلص حصتها في بعض خدمات الاتصالات.

وشركة بتلكو مملوكة بنسبة 37 في المئة إلى الحكومة البحرينية و20 في المئة إلى شركة البرق واللاسلكي البريطانية المعروفة باسم كيبل آند وايرلس، أما باقي الحصة فيجري تداولها في سوق البحرين للأوراق المالية، وتنوي كيبل آند وايرلس بيع حصتها إلى طرف ثالث وهو الأمر نفسه الذي تعمل عليه الحكومة