العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ

أمجد رسمي: حين يتحدث الكاريكاتير عن «المسكوت عنه» تجد الشارع منصتاً

في حوار خاص بـ «الوسط»

جيل الرسامين الشباب الذين تفخر الصحف باستقطابهم فهم يعُتبرون رصيداً طويل الامد لنشاط وحيوية ونبض (على رغم خطورته) لهذه المطبوعات أسبوعية كانت أم شهرية، فلم نكن مترددين أبدا في أن نتحاور مع رسام كاريكاتير شاب في سنه... كبير في تعبيره بريشته، التقينا الرسام أمجد رسمي وكان لنا هذا الحوار الكاريكاتيري.

من هو أمجد رسمي ؟

- وُلدت في عمّان (الاردن) العام 1974 وعائلتي من قرية فلسطينية تسمى (كفرعانه) قضاء مدينة الله... درست في معهد الفنون الجميلة في عمّان وحصلت بعد ذلك على عضوية رابطة التشكيليين الاردنيين، انضممت للصحافة في سن مبكرة كرسام كاريكاتير متعاون لفترة وجيزة ثم أصبحت رسام كاريكاتير يومي، ونشرت في الكثير من المطبوعات المحلية والعربية الى أن تفرغت للعمل مع صحيفة «الشرق الاوسط» ومجلة المجلة وصحيفة «sweN barA».

هل هناك طفل اسمه كاريكاتير ينمو معك؟

- لم يعد طفلا... لقد أصبح قادرا على المواجهة...

ما هو الكاريكاتير بالنسبة إليك... وكيف تحدد انتماءك له؟

- أرى أحيانا أن الكاريكاتير الرديء (مهنة) والكاريكاتير الجيد (قضية)... يلتبس عليك الأمر أحيانا في تحديد ذلك... خصوصاً عندما تشعر للحظة أن قضيتك هي مهنتك وبالتالي فالانتماء يكون لما تؤمن به حتى لو كنت مخطئا وانتماؤك في غير محله...

ما هو توزيع النسب بين الفكرة والخط في اللوحة الكاريكاتيرية عند رسمي؟

- الفكرة والخط في الكاريكاتير (قيمة واحدة) لأنك تطرح ما تراه من خلال الرسم أصلا... تبدأ بالخطوط وتنتهي بالفكرة...

هل بدأت تشكيليا... وصرت كاريكاتيريا... أم مازالت هناك علاقة بينهما عند رسمي؟

- العلاقة بين التشكيل والكاريكاتير علاقة تكاملية... فالكاريكاتير فن بصري كما هو الحال بالتشكيل... لذلك أستطيع القول أنني بدأت تشكيليا ومازلت من خلال اهتمامي بالجوانب التشكيلية في تكوين الرسم الكاريكاتيري...

المراقب لأعمالك يلحظ المبالغة في التفاصيل (الحشود)... وهذا يتنافى وميزة الكاريكاتير في الاختصار في الخطوط... فما تعليقك؟

- أختلف مع هذا المراقب فيما يتعلق بالتفاصيل... وربما أختلف معه أيضا عن مفهوم (التفاصيل)... أسلوب الرسم لدي يعتمد على ما يسمى (التكثيف والاختزال) وأجمع بينهما من خلال توزيع الكتلة على المساحة بشكل مريح بصريا... نوع من التوازن في التكنيك، والاختصار في الخطوط مدرسة من عدة مدارس فنية لكنها ليست الأساس في هذا الفن تحديدا مع أنني من محبيها.

بما تفسر شعبية رسم الكاريكاتير عن باقي الفنون الأخرى؟

- ببساطة لأنه فن ساخر... وحين يتحدث الكاريكاتير عن (المسكوت عنه) تجد الشارع منصتا.

ما الجديد الذي تحاول تقديمه غير اخوانك الكاريكاتيريين؟

- فأنا مازلت في عملية بحث وتقييم دائم لتجربتي... وخصوصاً أن لدي إطلاعاً جيداً على تجارب الكثير من الزملاء على الساحة...

أين وصل فن الكاريكاتير مع غزو الفضائيات هل تطور... أم تراجع؟

- وجود الفضائيات عامل مساعد لانتشار الكاريكاتير ولا أرى أنها ستؤثر عليه سلبا... بل على العكس... يمكن أن تسهم في تطوره من خلال طرحه كمادة إعلامية أساسية.

ما هي الفترة الزمنية (بالثانية) التي تطلبها من القارئ حتى يستوعب لوحتك الكاريكاتيرية؟

- لا أدري... لكنني أتمنى أن يستوعب الفكرة بأسرع وقت ممكن، أعمل على تبسيط وسلاسة المعنى قدر المستطاع، لكن ذلك يتوقف على نوعية القارئ نفسه ومدى فهمه ومتابعته.

هل تنتقم من أحد في رسوماتك الكاريكاتيرية؟

- لست مع هذا المصطلح (انتقام)... ربما يمكن أن نسميه نقداً لاذعاً أو جارحاً.

وماذا عن العمل مع الصحافة الدولية والعالمية؟

- عموماً، العمل في الصحافة الدولية عمل في غاية الحساسية والصعوبة، إذ لا يمكن لك كرسام أن تتخصص في غالبية الاحيان... هناك رقابة (ذاتية) تذكرك دائما بأنك تخاطب القارئ العربي من البحر الى البحر... على المستوى المحلي يمكن لأي مسئول أحيانا أن يتقبل النقد فهو يعتبره نقداً ذاتياً أو نقد الشقيق... لكنه لن يتقبله أبدا من الخارج... هكذا يعتبروننا...

الكاريكاتير في الوطن العربي؟ أين وصل؟ وما هو موقعه في العالم مع وجود كثرة من الرسامين لاسيما الشباب من هذا الجيل... وهل أنت راض عنهم؟

- هناك تجارب مميزه في العالم العربي لكنها مرتبطة بمستوى المؤسسات الإعلامية التي تتبناها، وهي مؤثرة خصوصاً على صعيد الانتشار... كما أن هناك مشكلة أخرى يواجهها الرسام الجيد، تكمن في مدى قدرة المسئول الإعلامي على تقييم تجربة هذا الفنان... وإن حدث وأحسن التقييم يقوم باحتكار هذه الموهبة لمؤسسته فقط، فالدخل المتدني والرقابة الحكومية وغياب القارئ كلها عوامل أساسية تمنع رسام الكاريكاتير العربي من التطور

العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً