العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ

لا مفر من خطة أولمرت

أقرت الصحف العبرية بأن نتائج الانتخابات العامة في الكنيست لم تعط أيا من الأحزاب حق الحسم وخصوصا حزب «كديما» الذي يطمح زعماؤه أن يقود خطة أحادية للانسحاب من أجزاء من الضفة تؤدي في نهايتها إلى رسم حدود الدولة العبرية. لكنها تعزت بتقليص الفارق في المقاعد بين حزب «كاديما» (28 مقعدا) وحزب العمل (20 مقعدا) ما يعزز موقع العماليين في الائتلاف الحكومي الذي سيشكله إيهود أولمرت. وإذ توقعت أن تشمل الحكومة المقبلة أيضا كلا من حزب «يهيدوت هاتوراه» وحزب المتقاعدين ما يمنح الحكومة غالبية 66 - 67 نائبا. ومع ضم «شاس» أو حركة «ميرتس» سيقوى ويشتد الدعم للحكومة. ما قد يساهم في تنفيذ خطة إيهود أولمرت، الذي حثه الجميع على عدم التراجع عن وعوده فإذا لم تنفذ خطة الانسحاب الآن فلن ترى النور أبداً. وسجل في هذا السياق ما سموه الدور التاريخي لـ «كديما». ولم يعد أمام أولمرت مفر من تنفيذ خطته. لكن الواقع الانتخابي حدا بآخرين إلى الدعوة إلى تغيير النظام الانتخابي في «إسرائيل» فهذه الانتخابات وضعف المشاركة دللت على عدم ثقة الناخب الإسرائيلي بالنظام السياسي.

«هآرتس»: الدور التاريخي لـ «كديما»

في افتتاحية تحت عنوان «الدور التاريخي لكديما» حذرت «هآرتس» من التداعيات السلبية للتراجع عن تنفيذ خطة الانسحاب من الضفة، وأبرز هذه التداعيات أن تضطر «إسرائيل» إلى إجراء انتخابات مبكرة. وفي المستهل، لاحظت ان غالبية الإسرائيليين فقدوا الثقة بحزب «ليكود» وزعيمه بنيامين نتنياهو. لذلك فمن الضروري أن يباشر هذا الحزب بتجديد نفسه وترتيب أولوياته إذا كان يريد استعادة موقعه على الخريطة السياسية الإسرائيلية وتكريس نفسه مجددا في قيادة الحكومات الإسرائيلية وذلك عبر تعديل مواقفه المتشددة والنظر إلى المستقبل بعين عصرية تتلاءم مع التطورات التي شهدها الشارع الإسرائيلي خصوصا لجهة تأييد فكرة الانسحاب من الأراضي المحتلة. داعية «ليكود» إلى التخلي عن بعض السياسات البالية التي مازال يتبناها منذ أيام رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن. وأوضح ان «ليكود» انتزع السلطة في العام 1977 مستغلاً الحساسيات الإثنية بين اليهود الشرقيين والغربيين والتي كانت وراء مغامرة الاستيطان في الأراضي المحتلة، ولكن الواقع تغير كثيراً الآن إذ إن غالبية الإسرائيليين أصبحت تؤيد إخلاء المستوطنات.

«خطة الإنطواء» لم تحظ بالأصوات لتنفيذها

في المقابل، لاحظت الصحيفة ان حزب «كديما» الذي تبنى «خطة الانطواء» لم يحظ بما يكفي من الأصوات لتنفيذها، لذلك فهو مضطر إلى اللجوء إلى ائتلاف حكومي مع «العمل» و«ميريتس» اللذان يدعمان الانسحاب. ولكن «هآرتس» أعربت في السياق عن قلقها من بعض تصريحات قادة «كديما» الذي ألمحوا أخيراً إلى ان الانسحاب من الضفة ليس مسألة ملحة وأنه قد لا يتحقق خلال السنة الأولى من ولاية الحكومة. محذرة من ان خطة الانسحاب إذا لم تنفذ الآن فلن ترى النور أبداً. وختمت مشددة على ضرورة أن يفي «كديما» بوعده بإخراج «إسرائيل» من الضفة الغربية ورسم حدود الدولة العبرية، محذرةً من ان التخلي عن هذا المشروع قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة.

يجب تغيير نظام الانتخابات

أشارت «جيروزاليم بوست» في افتتاحيتها، إلى ان الجمهور الإسرائيلي منح إيهود أولمرت تفويضا لتنفيذ خطته في الضفة. ولكنها لاحظت ان نسبة الأصوات المنخفضة التي حصل عليها «كديما» تظهر حقيقة ان الدعم الشعبي لهذا الحزب ضعيف ولا يتلاءم مع أهمية خطة الانفصال الأحادية. فحصول أولمرت على 28 مقعدا في الانتخابات يعني انه خسر ربع المقاعد التي كان من المتوقع أن يحصل عليها آرييل شارون لو لم يزل في قيادة الحزب. ولكنها أعربت عن التفاؤل لأن الأحزاب المؤيدة للانسحاب أي «كديما» و«العمل» و«ميريتس» قد تفوقت على الأحزاب المعارضة بـ 20 مقعدا ما يعني ان حظوظ تنفيذ خطة أولمرت قد تضاعفت. انطلاقا من ذلك، رأت انه لم يعد أمام أولمرت مفر من تنفيذ خطته، ولكنها لفتت إلى ان ثمة واجبات أخرى أمام أولمرت أبرزها الحصول على الدعم الدولي المطلوب لرسم حدود «إسرائيل» أحاديا، إذ إن التأييد الدولي من شأنه أن يولد المزيد من الدعم في الداخل. أما على المستوى الاقتصادي، فدعت أولمرت إلى تبني سياسات لمعالجة المشكلات الاجتماعية وتصحيح الأخطاء في السياسة الاقتصادية والعمل على تفادي الركود وإجراء إصلاحات لتحقيق النمو والعدالة الاجتماعية. ولكن الأهم من كل ذلك برأي «جيروزاليم بوست»، هو ضرورة تغيير النظام الانتخابي، معتبرة ان انخفاض نسبة الاقتراع في الانتخابات الأخيرة مؤشر على ضعف الثقة بالنظام السياسي في «إسرائيل»

العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً