أطلق مسلحون من حركة «فتح» نيران أسلحتهم في الهواء في استعراض للقوة في غزة أمس في تحد لدعوة رئيس الوزراء إسماعيل هنية بالانسحاب من الشوارع. وطالب النشطاء هنية باعتقال أعضاء فصيل منافس ألقوا باللوم عليه في الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص في أعمال عنف مثلت تحدياً خطيراً لـ «حماس»، وأطلق نحو 300 مسلح الأعيرة النارية في الهواء فيما هدد القيادي البارز بحركة «فتح» سمير المشهراوي باتخاذ إجراءات إذا لم يعتقل هنية زعيماً بلجان المقاومة الشعبية الذي يلقون باللوم عليه في اشتباكات الجمعة.
غزة، القاهرة، تل أبيب - أ ف ب، رويترز، يو بي آي
سارع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس إلى دعوة الفصائل إلى ضبط النفس غداة الاشتباكات التي أدت إلى مقتل 3 أشخاص في أعقاب اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في غزة، ووصف هذه الحوادث بـ «الشيء الخطير الذي لن نسمح بتكراره».
ودعا هنية في مؤتمر صحافي الفصائل إلى «عدم إلقاء التهم جزافا وإنهاء حالة التوتر بإبعاد المسلحين المدنيين عن الشوارع وباستمرار متابعة هذا الموضوع لأن هذا شيء خطير ولن نسمح بتكراره». وأوضح أن «الحكومة منذ وقعت الحوادث وهي على اجتماع دائم وتتابع كل التطورات وحتى وقت متأخر من الليل».
وأقر هنية بأن «الثقافة السائدة في الشارع الفلسطيني خلال السنوات الماضية هي ثقافة تحتاج إلى وقت حتى نجدد الثقة لجهة حفظ النظام والانضباط والقانون وعدم الاحتكام إلى السلاح تحت أي ظرف من الظروف وان يكون القانون دائماً هو سيد الموقف».
واعتبر أن «هناك تصعيدا شاملا ضد الشعب الفلسطيني الهدف منه تركيع الشعب والحكومة (...) ونحن نطالب كل دول العالم والأطراف ذات الصلة، أن تقف أمام مسئولياتها في مواجهة هذا التصعيد الشامل ضد شعبنا الفلسطيني». واندلعت الجمعة الاشتباكات بين عناصر من لجان المقاومة الشعبية ومسلحين فلسطينيين اثر اغتيال القائد العام للجان المقاومة الشعبية أبويوسف القوقا في تفجير سيارة، وأسفرت عن سقوط 3 قتلى و36 جريحا.
وكان وزير الإعلام الفلسطيني يوسف رزقة من «حماس» أعلن مساء الجمعة أن الحكومة قررت في اجتماع طارئ عقدته في غزة تشكيل لجنة تحقيق في اغتيال القوقا «للكشف على المجرمين وتقديمهم إلى العدالة».
وفي وقت لاحق اجتمع رئيس جهاز الأمن الوقائي رشيد أبوشباك مع وزيري الداخلية السابق والحالي وقال إن المسلحين انسحبوا من الشوارع. وقال «لا اعتقد أن هناك مسلحين. الحادث انتهى حتى هذه اللحظة وآمل ألا تكون هنا أية تداعيات». وبشأن نزع أسلحة الفصائل، قال متحدث إن «وزارة الداخلية تميز بين سلاح المقاومة الذي يعرف وجهته جيداً وبين سلاح الفوضى والجريمة والزعزعة على الساحة الفلسطينية»، مضيفاً «هذا السلاح بالتأكيد سيكون لوزارة الداخلية وللأجهزة خلال المرحلة المقبلة دور واضح من أجل عدم ظهوره والحرص على عدم استخدامه في الإساءة للأمن الداخلي».
وأشار إلى أن الوزارة «قامت بإجراء اتصالات ميدانية مع الأطراف المعنية لتطويق الأزمة وتم الإفراج عن احد المعتقلين (لم يذكره) لدى جهة وهي تتابع عملها من اجل نزع فتيل الأزمة عن ساحتنا وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية».
من جهة أخرى، أعلنت كتائب أبوعلي مصطفى، الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن عناصرها أطلقوا فجر أمس صاروخين على معبر صوفا شرق رفح جنوب قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان إنها أطلقت «صاروخين من نوع المصطفى وقد أصاب الصاروخان اهدافهما بدقة وسمع دوي الانفجارات داخل المعبر وردت قوات العدو المتمركزة في المعبر بإطلاق نار كثيف». وفي القدس أفادت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أمس شمال قطاع غزة اثر إطلاق صواريخ من هذه المنطقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقالت الناطقة «بدأت قواتنا قصفا مدفعيا على شمال قطاع غزة رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ على أراضينا انطلاقا من هذه المنطقة»، وأضافت أن الطيران الإسرائيلي هاجم الليلة قبل الماضية المنطقة ذاتها في شمال قطاع غزة.
وتكثف القصف الإسرائيلي المدفعي البري والبحري على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، وواصلت الدبابات المتمركزة شمال وشرق قطاع غزة، والزوارق البحرية قصفها بعشرات القذائف على المناطق المعزولة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمال غزة وأطراف حيي الشجاعية والزيتون شرقا ومنطقة الواحة شمال غرب مدينة غزة.
ومن جهته، دعا الرئيس المصري حسني مبارك «إسرائيل» والفلسطينيين إلى «ضبط النفس» بعد تصاعد العنف والعودة سريعا إلى طاولة المفاوضات، وذلك في مقابلة لصحيفة «أخبار اليوم» نشرت أمس. في غضون ذلك، يباشر الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف اليوم (الأحد) مشاوراته لتعيين الشخصية الأكثر أهلية لتشكيل الائتلاف الحكومي في «إسرائيل»، في حين أن المشاورات غير الرسمية بدأت بعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الإسرائيلية. من ناحية أخرى، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائه رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا انه يعتقد أن بلاده يمكنها القيام بدور مثمر في عملية السلام
العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ