وقعت هزة جديدة أمس بقوة 3,4 درجات على مقياس ريختر في مناطق بمحافظة لرستان الإيرانية، في حين أنهت السلطات عمليات الإغاثة في البحث عن ناجين سقطوا من جراء الزلزال الذي ضرب غرب إيران الجمعة وأسفر عن مقتل 66 وتشريد نحو 15 ألف شخص.
وقالت المؤسسة الجيوفيزيائية التابعة لجامعة طهران إن مركز الزلزال الجديد يقع في ضواحي مدينة بروجرد. ومن جهتها صححت وزارة الداخلية الإيرانية عدد ضحايا الزلزال الذي وقع في إقليم لوريستان غربي إيران وقالت إنه 66 قتيلاً.
وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية نقلت عن متحدث باسم إدارة التعامل مع آثار الكوارث الطبيعية أن محصلة القتلى توقفت عند 70 قتيلاً فضلا عن إصابة أكثر من 1200 آخرين. وقال نائب وزير الداخلية محمد باقر ذو القدر إنه بعد نهاية عمليات الإغاثة ثبت أن عدد الضحايا المسجلين بلغ 66 قتيلا و1267 مصاباً. ويتوقع أن يتوفى بعض المصابين بجراح بالغة في المستشفيات التي نقلوا إليها.
وأكد ذو القدر أنه بعد سلسلة الزلازل التي ضربت الإقليم فإن عملية الإغاثة «انتهت» ولا يتوقع وجود أي ضحايا آخرين تحت الأنقاض. وأكد ذو القدر أن الزلازل الثلاثة أسفرت عن تشريد نحو 15 ألف عائلة. وقال نائب وزير الداخلية إن توفير مأوى مؤقت للمشردين سيكون المهمة الأساسية للحكومة. وذكر شهود العيان في المناطق التي أضيرت من جراء الزلازل أن جهود أسر الضحايا لدفن الجثث تصطدم بتعقيدات وعقبات من جراء تأخير مسئولي الحكومة المحلية لعمليات تسليم تلك الجثث إلى الأهالي لدفنها. كما أفاد الشهود بأن ممثلي مكتب الحاكم الإقليمي يحتفظون بالجثث بغرض تسجيل بعض البيانات.
وعلى رغم ذلك فإن الأهالي قاموا بحفر القبور وتجهيزها في مدافنهم المحلية، ويقيمون شعائرهم التقليدية الخاصة بدفن الموتى أمام القبور الخاوية. وتضررت 330 قرية من الزلازل ودمر بعضها بصورة كاملة وسويت بالأرض. وأفادت شبكة «خبر» بأن شبكات الكهرباء وخطوط التليفون عادت إلى العمل بالإقليم مرة أخرى. وانتقل مسئولو الحكومة إلى المناطق المتضررة لتقدير حجم الخسائر المادية. وأمضى الناجون ليلتهم في العراء خوفاً من وقوع هزات ارتدادية. وتجمع نحو 500 شخص من القرى التي تضررت أمام مكتب محافظ لورستان مطالبين بخيم ومواد غذائية وأغطية.
وقال المسئول المحلي للهلال الأحمر محمد علي دريكوندي «للأسف لم نكن قادرين على تأمين الخيم لكل الذين تضرروا من الزلزال».
وأرسلت وزارة الأوضاع الطارئة الروسية فريقاً من رجال الإنقاذ وشحنة من المساعدة الإنسانية إلى إيران. وقالت الوزارة إن فريق رجال الإنقاذ انطلق على متن طائرة اليوشين 76 مصطحبا معه مستشفى ميدانياً. كما انطلقت طائرة أخرى محملة بالمواد الغذائية والخيم والأغطية وأجهزة تدفئة كهربائية. كما أمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بإرسال مساعدات إنسانية بقيمة 3 ملايين دولار إلى المتضررين. وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أن المسئول الثالث في الوزارة نيكولاس بيرنز اتصل مباشرة بسفير إيران في الأمم المتحدة لعرض مساعدة أميركا بعد الهزة الأرضية التي ضربت إيران.
طهران - وكالات
بدأت أمس المرحلة الثانية من المناورات البحرية الإيرانية في الخليج وبحر عمان، في حين دعا الرئيس الأميركي جورج بوش طهران الامتثال لبيان مجلس الأمن. وقال المتحدث باسم المناورات المسماة «مقر محرم» محمد العميد يوسف دشتي إن «القوات المشاركة ستستخدم مجموعات عسكرية في هذه المرحلة من المناورات كما ستستخدم المعدات والقدرات البحرية». وأشار إلى أن العمليات تجرى في منطقة تمتد من ميناء كناوه حتى جزيرة لاوان في الخليج هدفها «تقييم الجهوزية العامة وتوقع هجوم العدو الوهمي والدفاع مقابل ذلك والرد على الخسائر الكبيرة الناجمة عن الهجمات البحرية والصاروخية للعدو الوهمي وتنفيذ هجمات مدمرة ضد العدو وإلحاق خسائر فادحة به ومطاردته». وتستمر المناورات حتى الخميس المقبل.
وجاءت المناورات في وقت أعلن فيه بوش أن من مصلحة إيران أن تصغي «بانتباه شديد» إلى الرسالة التي وجهها إليها مجلس الأمن بشأن أنشطتها النووية. وقال «الجميع موافق على القول إن على الإيرانيين ألا يمتلكوا السلاح النووي، والقدرة على إنتاج السلاح النووي أو المعرفة لإنتاج السلاح النووي». لكن بوش لم يرد على سؤال عن احتمال فرض عقوبات إذا لم تمتثل إيران خلال ثلاثين يوما مطالب مجلس الأمن. وأشار تقرير لصحيفة «فرانكفورتر الجماينة» الألمانية إلى احتمال أن تكون الخطوة المقبلة المطالبة بفرض عقوبات ضد إيران، لافتا إلى أنه من الممكن أن تصدر مثل هذه القرارات عن طريق مجلس الأمن أو أن تقوم بعض الدول باتخاذ قرارات فردية من جانبها بفرض مقاطعة مع إيران. وأوضح التقرير أن دراسات تجرى بشأن فرض عقوبات على سفر أعضاء القيادة الإيرانية أو سفر الطلاب الدارسين في الخارج كما تناقش فكرة فرض حظر ومقاطعة على تصدير الأسلحة أو أي معدات خاصة بالمفاعلات النووية، ولكن إذا ما تعرضت إيران لعقوبات تجارية ستكون ألمانيا وفرنسا أول المتضررين لأنهما أكبر مستورد للنفط الإيراني. في حين، قال وزير الخارجية الإيراني منوجهر متقي إن الموعد النهائي الذي حدده مجلس الأمن «يزيد تعقيد» النزاع النووي. وقال إن «الموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة جعل من الصعب على كل الأطراف اتخاذ الخطوات المقبلة من أجل تسوية الخلاف بشكل عقلاني».
وعلى الصعيد ذاته، نفت الهند بشدة التقارير التي أفادت بأنها تقوم بتدريب قوات من البحرية الإيرانية ووصفتها ها بالمضللة ولا أساس لها من الصحة. وصرح وكيل الشئون الخارجية الهندية شيام ساران بأنه نفى خلال لقاءاته مع أعضاء في الكونغرس الأميركي التقارير عن أن سفينة حربية إيرانية قد أتمت برنامجا تدريبيا في الهند ووصف هذه التقارير بأنها تستهدف التضليل والتشويش
العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ