شكا مواطنون تراجع الرعاية الصحية المقدمة في جناح العناية القصوى للأطفال المواليد والخدج (307) بمجمع السلمانية الطبي، إذ تعرض ثلاثة أطفال إلى الإصابة بعدوى جرثومية في الدم.

وتساءل المواطنون: «أين إدارة المستشفى من هذا الوضع؟ ولماذا لا يلقى أطفالنا الرعاية الكافية في هذا الجناح؟ وكيف يطلب من الممرضة الواحدة العناية بتسعة أطفال في الوقت نفسه؟ فكيف يتأتى لها رعاية هذا العدد والمحافظة على سلامتهم ؟!».

وتحدثت المواطنة (خ. أ) عن تجربتها حينما نقل طفلها إلى الجناح (307) قائلة: «عايشت كيف تعمل ممرضات هذا الجناح عملا شاقا، تعتني الممرضة فيه بما مجموعه عشرة أطفال إلى اثني عشر طفلاً أحياناً، كلهم صغار جداً وبحاجة إلى عناية فائقة من رضاعة وتبديل الحفاظ والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضرورة الرفق والتأني الشديدين في حمل الطفل ومعالجته».

وأوضحت «يجب على الممرضات غسل أيديهن عند الانتقال من العناية بطفل إلى آخر لمنع انتقال الجراثيم بين الأطفال، ولكن كيف يتأتى ذلك في ظل العدد الكبير من الأطفال الذين يقع على عاتق الممرضة رعايتهم؟ وهل الممرضة رجل آلي لتعتني بعشرة أطفال (خدج) في وقت واحد؟».

وقال أحد الآباء «أصيب طفلي بجرثومة في الدم ما أدى إلى تعرضه لضيق شديد في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة وكادت تودي بحياته، ولولا رحمة الله تعالى لفقدت فلذة كبدي».

أما المواطن (ح. ي) وهو أب لطفل في الجناح فذكر أن المسافة الفاصلة بين الأطفال صغيرة ولا تتجاوز المتر الأمر الذي يسهل انتقال الجراثيم والفيروسات بين الأطفال في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى أجواء صحية لمساعدتهم على التماثل للشفاء، بينما يؤدي الوضع الحالي إلى انتقال الجراثيم والفيروسات بين الأطفال بسهولة.

وحاولت «الوسط» الاتصال بعدد من الممرضات في الجناح لاستطلاع آرائهن بشأن هذا الموضوع إلا أنهن رفضن الحديث خوفا من محاسبتهن من قبل المسئولين، خصوصاً بعد التعميم الذي أصدرته وزيرة الصحة لجميع المسئولين ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام والموظفين في الوزارة والذي يحظر على العاملين فيها الإفضاء بأي تصريح أو بيان عن أعمال الوظيفة لأية وسيلة إعلامية من غير الحصول على موافقة الوزارة أو عرض الموضوع على إدارة العلاقات العامة والدولية ويطبق على المخالفين لائحة المخالفات والجزاءات الملحقة بنظام الخدمة المدنية.

وكانت «الوسط» نشرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إصابة خمسة أطفال بالتهابات جرثومية بعد تحسن حالتهم الصحية ونقلهم إلى قسم الرعاية المتوسطة ما استدعى إرجاعهم إلى العناية القصوى للأطفال الخدج.

يذكر أن الصحف المحلية نشرت قبل ما يقارب العام إرسال ممرضات الجناح المذكور رسالة إلى رئيسة الممرضات شارحات فيها ظروفهن والضغط الكبير الذي يعانينه والعمل المتواصل من دون إجازة طوال 12 يوماً متواصلة بمعدل ممرضة لكل ثمانية أطفال، وطالبن فيها بزيادة عدد الممرضات في الجناح، وكانت النتيجة زيادة عدد الأطفال لكل ممرضة إلى 10 أو 12 طفلاً وإعطاء الممرضات الإجازة بناء على ذلك ما أدى إلى النتائج الحالية