منح وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة صباح أمس بالاكاديمية الملكية للشرطة رتبة الملازم لعدد من خريجي كليات الشرطة من عدة دول عربية في حفل تخريج الدفعة الثانية من الضباط الجامعيين وفصائل الشرطة المستجدين وشرطة خدمة المجتمع والشرطة النسائية.
وحضر حفل التخرج رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ خليفة بن علي آل خليفة ووكيل وزارة الداخلية اللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة وقيادات وزارة الداخلية وعدد من أهالي الخريجين، وتضم الدفعة الثانية من الضباط الجامعيين 23 مرشحاً جامعياً من عدة تخصصات بالاضافة الى 17 فصيلاً تخرج منهم 562 شرطيا من الذكور والاناث، وتعد هذه هي أول دفعة من الضباط الجامعيين الرجال، إذ سبق الاحتفال بتخريج دفعة من ضابطات الشرطة الجامعيات.
وألقى آمر الكلية الملكية العقيد ابراهيم الغيث كلمة قال فيها ان «احتفال تخريج هذه الدفعات من الفصائل من الشباب هو أصدق مثال لما تفضل به عاهل البلاد المفدى من تطلعات نحو مستقبل مشرق مفعم بالأمل لتسليم الشباب الذين هم قادة المستقبل وعدته، المسئوليات في مختلف ميادين العمل والبناء الوطني مضيفا أن الأكاديمية قامت بتسخير جميع امكاناتها لتواكب بذلك مثيلاتها من الجامعات والأكاديميات الأمنية العريقة وكان ضمن مرحلتها الاولى تحديث وتعديل جميع المناهج ومقررات التدريب الاساسي للشرطة المستجدين وكذلك اضافة مقررات جديدة وإخراجها بالمستوى الذي يليق وتطلعات وزير الداخلية بتطوير الجهاز الأمني في الوزارة، إذ انتهجت الاكاديمية في إطار تحقيقها لهذه التطلعات سياسات حديثة في التدريب والتعليم تتفق والفكر الشرطي الحديث وتتناسب مع التطوير الذي طرأ على الجهاز الامني وتهدف اساسا الى رفع مستوى العاملين في جهاز الأمن العام لاعداد أجيال شابة واعدة مؤمنة بالله قادرة على تحمل مسئولياتها في الحفاظ على أمن هذا الوطن وخدمة مجتمعه متصدية لكل عابث وخارج عن القانون. وقد دخل افراد هذه الدفعة بداية من شهر سبتمبر/أيلول 2005 البرنامج التعليمي والتدريبي الاساسي المقسم الى فصلين دراسيين، اذ تلقوا من خلالهما الكثير من العلوم التي تسهم في بناء ضباط الشرطة كمدخل دراسة العلوم القانونية، المبادئ العامة للنظم السياسية والقانون الدستوري البحريني، ادارة وتنظيم الشرطة، القوانين المكملة لقانون العقوبـات (جنوح الاحداث)، المدخل لمبادئ التحقيق الجنائي، مبادئ الحاسوب ونظم المعلومات، شرح قانون قوات الأمن العام، المبادئ العامة لقانون الاجراءات الجنائية، الضبط الاداري، قانون حقوق الانسان وحرياته الاساسية، اللغة الانجليزية، المبادئ العامة للقانون الاداري، الشريعة الاسلامية (احكام الاسرة)، ادارة العمل الأمني بمديريات الشرطة.
كما تلقى افراد الدورة الكثير من التدريبات الشرطية المتخصصة والتي تهدف الى بناء المتدرب اكاديميا وشرطيا ليتمكن بعد تخرجه من اداء واجباته على الوجه الاكمل.
بعدها قام الوزير بتسليم الرتب العسكرية والشهادات للمرشحين الجامعيين، كما قام بتكريم المتفوقين.
ألتقت إدارة الإعلام الأمني بأهالي الخريجين والشرطة بالأكاديمية الملكية للشرطة بمناسبة تخريج الدفعة الثانية من المرشحين الجامعيين وفصائل الشرطة المستجدين وشرطة خدمة المجتمع، إذ عبرت والدة شرطي خدمة المجتمع حبيب عن سعادتها وفرحتها التي لا توصف في هذا اليوم وتمنت أن يعم الأمن والخير مملكة الأمن وشكرت المسئولين بوزارة الداخلية وعلى رأسهم وزير الداخلية لرعايته لهؤلاء الشباب ودعمهم من أجل خدمة مملكة البحرين.
وأبدى الشرطي حبيب عن استعداده للبدء في العمل وتقديم جميع الخدمات للمواطنين من خلال حماية الأرواح والممتلكات والسعي لمنع ارتكاب الجريمة، أما الشرطي علي فقد أهدى هذه الفرحة إلى والديه وأصدقائه وأشار إلى أنه حصل على الكثير من التدريبات والدورات التعليمية التي يجب أن يحصل عليها رجل الأمن حتى يستطيع التصرف عندما ينزل إلى الشارع مضيفا انه لابد أن يعلم الجميع أن وجود شرطة المجتمع تعتبر خدمة يقدمونها بكل أمانة ووفاء للمجتمع وللوطن وهي نقطة وصل معهم ومع الجهات الأمنية الأخرى لمكافحة جميع أنواع الجرائم وتوعية الشباب بالإرشادات الضرورية التي تمنعهم من الانحراف بجميع أنواعه وللتأكيد أن جميع أفراد المجتمع هم رجال أمن يشاركون القيادة العليا في حفظ الأمن والنظام واحترام القانون.
وتحدث شرطي خدمة المجتمع محمود عن أنه استفاد كثيراً منذ انخراطه في سلك الأمن العام وانتقاله من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية حياة الضبط والربط العسكري والالتزام والنظام الذي لم يكن يتبعه قبل ان يصبح شرطياً، وأضاف أنه يريد البدء في العمل من أجل توصيل المعلومات والدورات التي حصل عليها من الأكاديمية إلى المواطنين وأن يسهم في الحد والقضاء على الجريمة بجميع أنواعها.
وشكر شقيق الشرطي حسين صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى على جهود جلالته لتوفير المعيشة الكريمة للمواطن البحريني من خلال إتاحة المجال لأبناء المملكة بالانخراط في العمل في السلك العسكري من أجل حماية المملكة ومنجزاتها. أما الشرطي المتخرج حسين مهدي علي فقال: «لقد واجهتنا تدريبات ودورات مكثفة وكل هذا من أجل خدمة المملكة وشعبها وكنت عازما على إنهاء الفترة التدريبية والنجاح واثبات الذات على تحمل كل الصعاب وأنا الآن مستعد للعمل مع جميع فئات المجتمع».
إلى ذلك، عبر عبدالله والد الشرطي محمد عن فرحته قائلاً: «لا أستطيع أن أصف سعادتي وأنا انظر إلى ابني وهو يقوم بخدمة هذا الوطن الذي يعطي الكثير من الفرص إلى أبنائه وأن الشرطة تقدم خدمة جليلة ما يؤكد على وعي وإدراك الجهات الأمنية للحفاظ على سلامة هذا المجتمع المتمثلة في شبابه من الانحراف سواء الوقوع في هاوية المخدرات أو التعدي على أموال الغير بطرق غير شرعية أو الانحرافات الأخرى التي تسبب في زعزعه أمن هذا الوطن وهذه جهود كبيرة يقدمها ملك الإصلاح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله فهو يعامل الجميع بكل إنسانية واحترام، بالإضافة إلى خوفه الشديد على مستقبل شباب هذا الوطن».
ووصف عبدالعزيز سبت مبارك والد إحدى الخريجات مشاعره بالقول: «سعادتي كبيرة وأنا أرى ابنتي اليوم وهي تقوم بخدمة مجتمعها وتحفظ أمنه واستقراره وهذا واجب على كل فرد في هذا الوطن الكريم في الحفاظ على نعمة الأمن الذي نعيشه ويحافظ على الشباب من الانحراف أو الانحلال الأخلاقي وأتمنى من الجميع في كل مناطق البحرين أن يتعاونوا معهم ويقدموا لهم المساعدة لأن هذه الشرطة ستقدم للمجتمع التوعية والنصيحة والسعي لمنع ارتكاب الجريمة.
وأكد والد الشرطية أمينة أن مهنة الشرطي ذات اتجاه اجتماعي وأمني، إذ اصبح تغييراً في نطاقها التقليدي والتحرر من قيودها، وتوجيه المجتمع توجيهاً اجتماعياً وامنياً، وأصبحت الشرطة بحق عنصراً من عناصر التكوين الاجتماعي للدولة وليست مجرد جهاز تنفيذي يعمل بوحي القانون فقط وإنما أصبحت جهازاً اجتماعياً يخدم أغراضا كثيرة يستهدفها المجتمع كما أنها مهنة ليست عقابية بل إنها تتطرق إلى حل مشكلات المجتمع والتواصل معهم وكسر الحاجز بين الشرطة والناس
العدد 1308 - الأربعاء 05 أبريل 2006م الموافق 06 ربيع الاول 1427هـ