تعبَتْ الشمس تغسل بالنهار... النهار
تسقي الكون جوعٍ يشتهيني رغيف
في لهيب الملامح... للزمان انكسار
كيف تغفي النوافذ في الصباح المخيف؟
أحمد شامي
اسرفي بالتغلّي واذبحيني ولَه
رغم صدّك أجيلك غارقٍ بالهوى
اخلفي في وعودك ووعديني بْدَله
يسبق الرجل قلبٍ إحترق واستوى
حمد بن سعيد العامري
غربة احلام... واحباب... ومحابر
غربة اقلام... وظلال وسكينه
لا البحر كان في مدّه مثابر
ولا السفينه خذتْ طبع السفينه
عيّاد الشمري
الرفاع الغربي - لحدان صباح الكبيسي (الحفيد)
ما هو الخاص الذي تم التطرق له والذي تم خلطه بالعام؟ وما هو العام الذي يراد منا أن نتكلم فيه غير أمور الساحة الشعرية؟ وهل إذا تكلمنا فيما يخص الساحة أو يخصنا كشعراء في مملكتنا اتهمنا بأننا نتدخل في خصوصيات الأخ المتصل؟ وما هي المعايير التي يريد ذلك المتصل أن يتحلى بها كتاب الأعمدة؟ هل يريد خفض الشعراء الحقيقيين الذين لا يقدمون له أدنى قدر من الولاء، أم يريد أن تكون الأعمدة بمثابة التطبيل لأناس لم يتجاوزوا مرحلة وزن القصيدة حتى الآن؟! أم ماذا يريد؟! وما الذي أزعجه أو خاف منه ذاك المتصل، بالمعد المجيد الشاعر جعفر الجمري؟ هل يريد حشد أكبر عدد ممكن ضد الأقلام التي تحاول أن تلقي الضوء على الممارسات الخاطئة ضد الشعراء في البحرين؟ وثانياً ماذا وراء التهديد الدائم بالمساءلة القانونية؟ وعلى ماذا يتم السؤال؟ فالكل هنا له الحرية، ألا يعلم المتصل أن أول بند من بنود الميثاق الذي تم التصويت عليه بالغالبية الساحقة «أن ذات الملك مصونة لا تمس» ولم ينص الميثاق على أن الوزير أو النائب أو المعد الفلاني لا يمس هو أيضاً فيفعل ما يفعل من دون أن يحاسب أو ينتقد لا، وألف لا؛ فنحن الشعراء نرفض تلك التهديدات ومن له أي اعتراض على الميثاق فليأتنا به، فإننا سئمنا من التهديدات والتلويح باستخدام «الفيتو» دائماً ونحن على يقين تام بأن الفيتو المزعوم لا يحمي إلا من يمارس الإرهاب على الشعوب الصادقة والنظيفة.
أخي الشاعر جعفر الجمري إن ما كُتب في هطولك إلى الأعلى لهو أكبر دافع لي أن استمر في المسيرة التي بدأتها والتي لن تنتهي إن شاء الله إلا بإصلاح ذات البين بين الشعراء الحقيقيين وبروزهم مرة أخرى شاء المتصل أم لم يشأ. وأعلن هنا أني مستعد لأية مساءلة قانونية إذ تطرقت إلى ما يسميه المتصل بخلط العام بالخاص علاوة على أنني أعرف تمام المعرفة ما هو سبب الاتصال ولماذا تم، أما عن موضوع العمود السابق فسأكتب ما يمليه علي ضميري عما حدث وجرى ومن رأى غير ذلك فله أن يبرر ويبرهن للجمهور والشعراء الأسباب التي دعت إلى الخلل (المقصود) حقيقة في تلك الألغاز أو فليسمها ما شاء أن يسميها فأنا لا أدعي أنني لا أقع في الخطأ، ولكن في مثل هذا الخطأ فإنني أنزه نفسي - وكل من لديه ذرة غيرة على الساحة - من أن يقع في مثل ذلك الخطأ المتعمد وسيكشف النقاب كما وعدت في الأعمدة المقبلة وبعدها فليعتذر من يريد أن يعتذر بطريقته «الخاصة أو الخصوصية» أو يكابر فنحن في زمن المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ.
وبالمناسبة أخي الشاعر جعفر فأنت تعلم أن ما أكتبه من أعمدة وبطريقتي الخاصة لا يستطيع أحد أن يتهمها أنها تهدف لخصوصية شخص بعينه بل وباسمه لأنني والحمدلله علمت بتلك التهديدات من زمن ليس بالقصير ولقد أصابني منها ما أصابني وأنت تعلم، ولكني أعمد في مقالاتي وأعمدتي أن أذكر الفعل غير الصحيح من الأشخاص الذين يرتكبون تلك الاخطاء المتعمدة ضد الشعراء والساحة فأذكرها وإذا كان أحد يشمئز من ذكر الأخطاء فذلك يحتاج إلى غربلة نفس من جديد لأنه يعيش في مرحلة «شذوذ فكري ونفسي» بل وبمجرد رفع الدعوى سيعلم الجميع أن المدعي هو الذي يقوم بتلك الأخطاء المتعمدة بل وهو المقصود بالأعمدة التي أكتبها أنا أو غيري من أصحاب الأقلام الصادقة كقلمك الجميل والمحنك وحينها سنقلب ظهر المجن على صاحبه.
لا نؤيد جميعاً الدخول في خصوصيات البشر وفي الوقت نفسه لا نحب من يتدخل في خصوصياتنا سواء كنا نحب فلاناً أو نكره فلاناً وبالمكشوف «راجع نفسك يا أخي».
لم اتدخل يوماً من الأيام في خصوصية أي شخص ولن اتدخل ولكن الأمور العامة عامة، لأنها ملك الجميع وكما هو معروف «لك بيتك والوطن للجميع».
هل من المعقول أن نطلب من النواب عدم التدخل في شئون المواطنين وعدم اقتراح الخطط المستقبلية لهم لأنها خصوصية لهم لا يحق لأي نائب التدخل فيها؟ فإن كان هناك نواب للحياة الاجتماعية فأنا أحد نواب الساحة الشعرية، ولكن من غير محسوبية لأي أحد من الأطراف وغيري كثير!
اترك حرام القوت ما هو بيملاك
كل البطون الجايعه ما ملاها
رشفة حلال اتسد جوعك ومضماك
تسوى مشاريب الحرام وغثاها
واحفظ لسانك لا يجرّك ويبلاك
أخذ الثمينه لو على مشتراها
الهرج ميزانك ويكشف خفاياك
كلمه تعيبك لا تبيّن نباها
راشد بن زميع القحطاني
شعر - جعفر المرخي
(أ) تواصل ثانٍ يغمرنا به الشاعر جعفر المرخي، ونحن في «ريضان» لا نملك إلا أن نفرد قلوبنا قبل صفحاتنا للأصوات الحرة والجميلة والنقية. والمرخي أحدهم.
قلت لحروفي تعالي واحسبي
أصعب الأحيان لما تتعبي
احسبيها واكتبي ما تكتبي
أعرف أنك ما تردّي مطلبي
بالمعاني جاي لومي واعتبي
شارد الهوجاس حزني مذهبي
من دموعي غسّليني وأشربي
همي شيخ الأمس وأحزاني صبي
قلت بك للياس ليت أمي وأبي
كم جنيت الجهد واليأس الغبي
أعزفي لحن المواجع واطربي
بين هذا وذاك ضايع مركبي
يا طيوف الوجد فيضي واشجبي
وانثريني كيف ما رادت عيوني
يا حروف الشعر وجنوني ظنوني
أعرف أنك يالحبيبه ما تخوني
ولو شعرت بهم ميزاني تكوني
هذا سوط الضيق جرّح لي سكوني
صرت أنا السجان وأفكاري سجوني
غصة الأنفاس والظلمه جفوني
والفرح بحار كم سافر بدوني
أنجبوا حظي قبل ما ينجبوني
يجهلوا طيبي كثر ما يجهلوني
بالجهل كم ناس ظنهم يرشدوني
أسكن القرطاس وأتحدى شجوني
هوّنيها يا حروف ولا تهوني
(ب)أعتقد أن المرخي خلال الشهور الماضية عمل على إحداث انعطافة في تجربته، تلمّس أثرها كثير من الشعراء، حتى أولئك الذين يختلفون معه لم يخفوا إعجابهم - وإنْ بصمت - بتلك الانعطافة.
شعر - إبراهيم المقابي
(أ) عطر... ومطر... وسهر... ثلاثة تأخذك إلى حيث للنهار روعته، ولليل مناجاته وألفته... وللشعر قراءته التي لا تشبه أية قراءة. إبراهيم المقابي، وإيغال في الاستفزاز النبيل، الاستفزاز الذي يدعك مغموراً بموسيقى الكلام... وكلام الموسيقى. اقرأوا هذه الرائعة.
أحبك يالنهار اللي أحب نوره وأقول أهواه
أحبك يالقريب اللي أنا جنبه وأتمناه
أحبك لي كتبتك شعر فيني وانطقك بشفاه
تجيني واسكنك ورده على خصنٍ خضر أرعاه
إذا ما سلهمك عقلي بفكر الأمس ما ينساه
يحوم الشوق في قلبي وعلى جالك لقى مرساه
غرامي... يالقصيد اللي بذكرك يكتمل معناه
شعوري... يالغلا في حضرتك لا ما نطقت الآه
عيوني... يالحسام اللي يحطك فارس بيمناه
أمانه... يالحبيب اللي بشوفك تخرس الأفواه
أحبك يالمسا لي صرت بين نجوم ترميني
أحبك يالبعيد اللي أبد ما غاب عن عيني
أحبك همسة حروفي وسط سمعي تناديني
بنشوة ماء أحفزها واعطّر منك ايديني
وكنتي أمنيات الأمس وجيتي اليوم تحييني
ياعود الغض خلّيها نداوه منك ترويني
سلامي... بالأمان اللي بثوب الود يكسيني
لقيتك أسعد أيام الغرام وأجمل سنيني
شجوني... يالحنان اللي بوقت الضيق تاويني
أنا اللي انطقك شعر التلاقي وفرحة يميني
(ب) ذات وحشة: همست امرأة إلى الليل بالقول: كلما أمعنت في ظلمتك، كلما تجليت ذهبا ناصعا... فقط لو أن الأحبة هنا لكنت جديرا بالإقامة المؤبدة، لأنهم سيشعلونك حتى مطلع الفجر».
ضاحية السيف - جعفر الديري
أحيا الشاعر الكويتي خالد المريخي مساء السبت 2 أبريل/ نيسان الجاري أمسية شعرية ضمن فعاليات «أيام كويتية في مملكة البحرين» التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام في فندق ريتز كارلتون. وألقى الشاعر المريخي الذي تحظى قصائده وأمسياته الشعرية باقبال كبير من قبل المستمعين وخصوصا الشباب منهم؛ مجموعة من قصائده القديمة والحديثة وكان منها: قصيدة الله يرحم شيخنا قولوا آمين وكانت في رثاء أمير دولة الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، وقصيدة الحق ثابت ما هو بحاجة ثبوت، وقصيدة يوم طلّت نوّرت كل الجهات، وقصيدة يا شيخة البيض وصفك ما يبيله قصيد، وقصيدة يا حلو من طرّز أيامي حلاه. قصائد المريخي امتازت بسلاسة اللغة وقوة الأداء كما امتازت بالغنائية والعذوبة ما جعلها قابلة للتلحين والغناء وكانت كافية لتحريك مشاعر المستمعين الذين غصت بهم قاعة الفندق.
شعر - محمد الجاعد
(أ)«صرت أحب الليل أسهر به معاك ... لو على حساب الجسد كل تْعبي. محمد الجاعد وغنائية ستذكركم بأحبة غابرين... وأحبة في الطرف الأدنى من القلب... عيون وسهر ومشاعر شفاه ووفاء ورجاء، كلها ستتجلى لكم قبل أن تنهوا قراءة رائعته.
قلبي اللي بين خلق الله بغاك
ما عشق إنسان بالدنيا سواك
من غلاتك ما خذ بروحك غلاك
فدوتك روحي وعينيني فداك
انت أصلاً انت بعيوني... ملاك
صرت أحب الليل أسهر به معاك
دام بسمة دنيتي ضحكة شفاك
أنت لو تدري وش يسوّي رضاك
والسعاده تبتسم لي من وفاك
من رضاك أرضى وأبكي من بكاك
والعيون اللي تأمّل في رجاك
خيّروني بين موتي أو جفاك
ما يبي غيرك... ولا... بعدك يبي
ما سبا فكري سوى شخصك... سبي
بيّني له... يالمشاعر... وأكتبي
وقلب من حَبّك غدا... يحبي حبي
وبحياتي... انت... وحدك مطلبي
لو على حْسَاب الجسد كل... اتعبي
والحنان اللي.. بعينك... يختبي
أشعر... أني من كثر حبّك صبي
من عسل ريقك... أضيّع مذهبي
من غضبك يزيد... همّي واغضبي
للعمى... إن كانها... عيرك تبي
استخرت... الموت... والبعد يهبي
(ب)تحتفي «ريضان» في الملف الشهري الـ 11، بالشاعر محمد الجاعد، وأزعم أنه سيكون واحدا من أبهى الملفات التي صدرت، لأن شاعره شخص استثنائي قبل أن يكون شاعرا استثنائيا
العدد 1310 - الجمعة 07 أبريل 2006م الموافق 08 ربيع الاول 1427هـ