قال مسئولون أمس (الثلثاء) ان عائلة الملياردير ورئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري توسع استثماراتها في السوق العقارية الاردنية المزدهرة عن طريق مشروع هو الاضخم من نوعه حتى الآن لتطوير مدينة باستثمارات تبلغ خمسة مليارات دولار في ميناء العقبة. ووقع بهاء الحريري النجل الأكبر للملياردير الراحل مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهي الجهاز الذي يدير المنطقة الحرة اتفاقا هذا الاسبوع لتطوير منطقة مساحتها 13,5 مليون متر مربع شمالي ساحل المدينة التي تقع على الحدود مع «اسرائيل» ومصر والمملكة العربية السعودية. وقال بهاء الحريري وهو رئيس مجلس ادارة شركة هورايزون للتطوير القابضة ومقرها بيروت في بيان، انه مشروع عقاري فريد من نوعه سيصبح منطقة جذب للاستثمارات العالمية. وقال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نادر الذهبي ان المدينة الجديدة ستحول المدينة الهادئة التي ازدهرت كمنفذ امدادات رئيسي لبغداد الى مركز اقليمي رئيسي.

وسيشارك في مشروع مدينة العقبة مستثمرون عرب آخرون تجذبهم الى الاردن الاسعار المنخفضة نسبيا مقارنة مع الاسواق الاقليمية الأخرى لتطوير مشروعات عقارية والاستثمار في مساحات واسعة من الاراضي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وقال الذهبي ان أعمال انشاء البنية التحتية للمدينة الجديدة التي من المتوقع أن تضم مركزا مصرفيا للمعاملات الخارجية (أوفشور) ومركزا تجاريا يضم أبراجا مرتفعة وبحيرة صناعية لجذب الشركات الأجنبية العالمية ستبدأ في غضون عام.

والمشروع الجديد هو الثاني الذي تتولاه شركة تابعة لعائلة الحريري خلال عام في مدينة العقبة التي أصبحت منطقة تجارة حرة منذ أكثر من 5 سنوات. وفي فبراير/ شباط الماضي بدأت أعمال البناء في مشروع السراي العقاري الفاخر الذي يبلغ حجم استثماراته 600 مليون دولار وتتولى تنفيذه مجموعة شركات العائلة بقيادة سعودي اوجيه. والمشروع العقاري الاول لسعودي اوجيه هو مشروع مشترك مع الحكومة يجري تشييده الآن باستثمارات تبلغ مليار دولار لتطوير منطقة وسط العاصمة. وباتت عائلة الحريري في الوقت الراهن أكبر مستثمر عقاري في الاردن ومن أكبر المستثمرين الاجانب بمحفظة استثمارية متنوعة تتضمن حصة بنسبة 13 في المئة في البنك العربي. وقال بهاء الحريري ان العائلة وهي من أغنى العائلات في العالم تجذبها القوانين المتحررة في الاردن وسوق عقارية مزدهرة إذ من المتوقع أن يكون الطلب قويا في السنوات المقبلة.

ومن المتوقع أن يسرع مشروع العقبة من تدفق الأموال من المستثمرين العرب في منطقة الخليج الذين تتوافر لديهم السيولة بفضل عائدات النفط، إذ بدأ الكثير منهم فعلاً في استثمار مئات الملايين من الدولارات. وأضاف أن المشروع يفتح الباب أمام كبار المستثمرين العرب. وسرع مستثمرو الخليج العربي بقيادة السعوديين والكويتيين في الشهور الاخيرى وتيرة استثمارات بملايين الدولارات في قطاعات النقل والامداد والتوزيع والتخزين في ميناء العقبة تخدم المنطقة بأسرها مع التركيز بشكل أساسي على العراق. وقال الحريري ان وضع ميناء العقبة كمنطقة حرة وموقعه الاستراتيجي يمنحان فرصا طويلة الامد للمستثمرين العرب والاجانب الراغبين في دخول مشروعات يمكنها خدمة المنطقة.

وأضاف أن شركات الحريري تعتقد هي وشركاؤها أن الاردن تتوافر له عناصر أساسية تجذب كبار المستثمرين العرب الى هذا البلد بموقعه الجغرافي وروابطه مع المملكة العربية السعودية وكل البلدان المجاورة