أعلن العراق أمس انه لن يشارك في اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد في القاهرة اليوم (الاربعاء) احتجاجاً على التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري حسني مبارك عن ولاء الشيعة العراقيين لإيران، وأعلن رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري أن حكومته مندهشة من حدة تصريحات مبارك وقررت عدم المشاركة في المحادثات التي تناقش تفاقم العنف في العراق. وقال الجعفري إن العراق لن يحضر على أمل ان يذكر ذلك المعنيين بالحاجة إلى الوقوف إلى جوار الشعب العراقي والدفاع عنه في وجه أية مشكلات تواجهه.
وعلى صعيد تشكيل الحكومة الجديدة يبدو من المؤكد أن الصراع المرير الذي يخوضه الجعفري للبقاء كمرشح للائتلاف العراقي الموحد لرئاسة الوزراء وصل إلى لنهايته تقريباً بعدما قال حزب الفضيلة وهو أحد الأحزاب المشاركة بالائتلاف أمس انه مستعد لترشيح بديل له. لكن مصادر في الائتلاف قالت إن الائتلاف مازال يبحث عن صيغة اليوم تسمح بسحب ترشيح الجعفري من دون أن يؤدي ذلك إلى انقسام التكتل وذلك بعدما فشل أمس في الوصول إلى حل للأزمة.
ميدانياً قتل أمس 8 أشخاص على الأقل في سلسلة هجمات في العراق، منهم 3 بانفجار قنبلة في مدينة الصدر.
بغداد، القاهرة - أف ب
أعلن العراق أمس انه لن يشارك في اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن العراق في القاهرة احتجاجاً على تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي اتهم فيها الشيعة بالولاء لإيران. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن اللجنة الوزارية العربية بشأن العراق ستجتمع في القاهرة اليوم (الأربعاء) على رغم مقاطعة الحكومة العراقية لهذا الاجتماع. وكان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري قال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء: «اتخذ مجلس الوزراء قراراً بعدم المشاركة في الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده غدا اليوم (الأربعاء) في القاهرة». وأضاف «نأمل أن يذكر هذا الموقف الإخوة بضرورة الاصطفاف إلى جانب الشعب العراقي»، في إشارة إلى تصريحات مبارك. ودعا الجعفري ضمنا الرئيس المصري إلى الاعتذار من الشعب العراقي، وقال: «ليس المهم أن يخطئ الإنسان بل المهم أن يقول إنني أخطأت». وأوضح الجعفري أن «رد الفعل الذي خرج (من الجانب المصري) كان بسيطاً جداً ولا يفي بالغرض ولا يدفع بالشبهة، وقد ورد على لسان مدير مكتب ولا يشير إلى تراجع واعتذار وأسف عما حصل، لذلك اتخذنا هذا القرار الذي ينسجم مع ما يتطلع إليه الشعب العراقي».
وتابع أن «الكرة الآن ليست في الملعب العراقي، فقد أعطينا الفرصة الكافية للمراجعة ونأمل أن يتحلى الآخر بعقلية المراجعة ويرتقي إلى الشجاعة الكافية ليقول إن هذا كان خطأ». وسئل عن الموقف في حال لم تعتذر الحكومة المصرية عن هذه التصريحات، فأجاب «نحن نرفض الإساءة، وفي الوقت نفسه نفتح طريقاً للارتقاء بالعلاقات العراقية مع الآخرين من موقع احترام شعبنا وقيمنا وأفكارنا وحفظ سيادتنا».
وتابع «سنبذل الجهد المطلوب بعد أن يتضح موقف الآخر تجاه هذا الإجراء».
وعما إذا كانت جامعة الدول العربية على علم بهذا الإجراء، أجاب الجعفري «اتصل بي (الأمين العام لجامعة الدول العربية) عمرو موسى وتحدث معي في ضرورة فصل المسارين: مسار مصر والخطاب الذي جاء على لسان الرئيس المصري عن اجتماع جامعة الدول العربية». وأضاف «أخبرته بكل صراحة أن ردود الفعل في العراق قد تتفاقم وتتصاعد بشكل واضح، ولذلك لم يكن أمام الحكومة إلا أن تتفاعل في الاتجاه نفسه والدرجة نفسها». وتابع أن «مجلس الوزراء اجتمع واتخذ القرار ولا رجوع في ذلك»
العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ