أكد زعيم تيار يسار الوسط الإيطالي رومانو برودي في روما أن المعارضة التي يتزعمها يمكنها الآن بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة حكم إيطاليا إلى السنوات الخمس المقبلة، فيما رفض رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني التسليم بهزيمته قائلا «ان هناك العديد من المخالفات التي تحيط بفرز الاصوات ويجب التحقق منها».
وذكرت قناة «سكاي إيطاليا» أن تحالف برودي فاز بالغالبية في مجلس الشيوخ بفضل أصوات الناخبين الإيطاليين في الخارج. وهذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها للإيطاليين في الخارج بالمشاركة وفقا للائحة صدقت عليها حكومة برلسكوني. وقالت القناة إن تحالف برودي حصل على 158 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 156 لتحالف «بيت الحريات» بزعامة رئيس الوزراء الحالي سيلفيو برلسكوني. وأفادت النتائج النهائية التي أعلنت فوز اتحاد يسار الوسط بزعامة رئيس المفوضية الأوروبية السابق بغالبية بسيطة في مجلس النواب في الانتخابات العامة الإيطالية.
وبعد الانتهاء من عملية فرز أصوات الناخبين التي استمرت أكثر من 12 ساعة أعلن أن برودي ألحق الهزيمة بتحالف برلسكوني وذلك بفارق ضئيل بنسبة 49,8 في المئة لبرودي مقابل نسبة 49,7 في المئة لبرلسكوني حسبما أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية.
وأعلن برودي فوزه في الانتخابات وقال أمام آلاف من أنصاره المتجمعين خارج مقره في روما خلال الساعات الأولى «لقد فزنا. لقد كانت معركة صعبة جدا، لكن الفوز جاء في النهاية». وأكد عزمه تشكيل حكومة قوية في البلاد، وقال إن الحكومة المقبلة ستكون لكل الإيطاليين.
وأعرب عن أمله في العمل مع أحزاب المعارضة بشأن القضايا الأساسية وفي مقدمتها الإصلاحات على أساس قواعد مشتركة. وأظهرت بيانات وزارة الداخلية أن برودي سيحصل على 341 مقعداً في مجلس النواب في مقابل 277 مقعداً لصالح برلسكوني.
وفي حال فرز أصوات الناخبين في الداخل فقط فإن برلسكوني سيحصل على 155 مقعداً مقابل 154 مقعداً لبرودي. ورداً على هذه النتائج قال يمين الوسط في بيان نعترض على أن يسار الوسط فاز في الانتخابات، وبيت الحريات سيسأل إذا ما كان فزر الأصوات تم التحقق منه»، مضيفاً أن البيانات التي في حوزته تشير إلى 500 ألف صوت على الأقل باطلة».
وسيؤدي فوز برودي إلى إعادة نظر في توجهات السياسة الإيطالية في الداخل والخارج. ففي أوروبا من المتوقع أن تستعيد ايطاليا دورها كعضو ناشط في بناء أوروبا مع حلول برودي، محل برلوسكوني المشكك في الاتحاد الأوروبي. أما على صعيد أميركا، فإن هزيمة برلوسكوني ستحرم الرئيس الأميركي جورج بوش من أحد اقرب حلفائه بعد أن خسر رئيس الوزراء الاسباني السابق خوسيه ماريا اثنار الذي هزمه الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو في الانتخابات التشريعية.
وعلى صعيد العراق، تعهد برودي سحب القوات الإيطالية المنتشرة في العراق وعددها 3 آلاف جندي في أسرع وقت ممكن بالتشاور مع السلطات العراقية، أما على صعيد «إسرائيل» بعد أن اعتمد برلوسكوني موقفاً اعتبر أكثر انحيازاً لـ «إسرائيل»، من المتوقع أن يعود برودي إلى الخط التقليدي باعتماد موقف أكثر توازنا بين الفلسطينيين والإسرائيليين
العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ