أعلنت إيران أمس أنها أصبحت ثامن دولة في العالم تتمكن من تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى. وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس إن إيران انضمت إلى مجموعة الدول التي تمتلك التكنولوجيا النووية وأنها مصممة على الوصول إلى المستوى الصناعي لتخصيب اليورانيوم، بينما قال البيت الأبيض ان طهران تسير في الطريق الخاطئ.
وأوضح احمدي نجاد في خطاب تلفزيوني من مدينة مشهد بشمال شرق إيران «إنني أعلن رسميا انضمام إيران إلى تلك المجموعة من البلدان التي تمتلك التكنولوجيا النووية. هذه نتيجة مقاومة الامة الإيرانية». واضاف «على أساس الضوابط الدولية سنواصل طريقنا حتى نحقق التخصيب على المستوى الصناعي». قائلا ان على الغرب أن يحترم حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.وكان رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغازاده أعلن ان إيران نجحت في تخصيب اليورانيوم إلى المستوى الضروري لإنتاج الوقود النووي، وذلك في تحد لمجلس الأمن الدولي. ويأتي هذا الإعلان قبل 15 يوما من انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لإيران لتعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم. وقال اغازاده في كلمة نقلها التلفزيون مباشرة «في التاسع من ابريل/ نيسان الجاري نجحنا في تخصيب اليورانيوم على درجة 3,5 في المئة»، وهي درجة النقاء المطلوبة للوقود المستخدم في المفاعلات المدنية.
إلى ذلك قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان أمس إن تصريحات إيران الأخيرة بشأن برنامجها النووي تظهر أن طهران «تتحرك في الاتجاه الخاطئ» وأنها إذا استمرت على ذلك فان الولايات المتحدة ستناقش إمكان اتخاذ خطوات تالية مع أعضاء مجلس الأمن. وفي وقت سابق أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن إيران نجحت في تشغيل وحدة تضم 164 جهاز طرد لتخصيب اليورانيوم في نطنز. ونقلت وكالة «ايسنا» الطلابية تصريحات رفسنجاني من الوكالة الكويتية بقوله إن «إيران شغلت أول وحدة من 164 جهاز طرد وأدخلت إليها غاز «يو اف 6» ونجحت في الحصول على إنتاج صناعي» من اليورانيوم المخصب.
وقال عضو البرلمان تيمور علي أصغري إن أحمدي نجاد أبلغ اجتماعا لعلماء الدين أن أركان عملية التخصيب اكتملت «بحيث أصبحت إيران بين الدول الأعضاء في نادي الطاقة الذرية».
وقال دبلوماسي أوروبي لدى سؤاله عن الأنباء السارة التي أعلن عنها احمدي نجاد «ربما تكون بدء تغذية الأجهزة البالغ عددها 164. وقد يكون هذا التطور المنطقي للتقدم منذ أواخر مارس/آذار الماضي. لن تكون هذه مفاجأة». وقال مسئولون نوويون إيرانيون إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 في المئة يتطلب تشغيل 164 جهازاً للطرد تقوم بتدوير اليورانيوم بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز المادة المشعة. وتخصيب نسبة 3,5 يسمح باستخدامه كوقود لتشغيل محطة نووية. أما اليورانيوم العالي التخصيب الضروري لإنتاج قنبلة ذرية فهو يتطلب نسبة تخصيب عالية تصل إلى 90 في المئة. وقال عضو البرلمان غلام رضا مصباحي «بعد الأنباء النووية الطيبة ستبدأ الحرب النفسية ضدنا». وأضاف «يمكنني القول إنه ستكون هناك حملة إعلامية دولية ضدنا في الأيام القليلة المقبلة بسبب الأنباء التي أعلنها الرئيس». وهذا الإعلان بمثابة انتكاسة كبيرة لجهود الأمم المتحدة لحمل إيران على تعليق أعمال تخصيب اليورانيوم كما فعلت من قبل. ويتوقع أن يصل مدير عام الوكالة محمد البرادعي اليوم الأربعاء إلى إيران إذ يجري غداً (الخميس) محادثات مع مسئولين إيرانيين، وأي إعلان عن إحراز تقدم في أعمال التخصيب من جانب إيران قد يسبب حرجا أثناء الزيارة.
إلى ذلك قال خبراء أميركيون وإسرائيليون إن عملية عسكرية ضد إيران لا يمكن تفاديها ويمكن أن تحدث في العام 2007. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن الخبراء قولهم إن الوقت الأنسب لعملية عسكرية ضد إيران سيكون بعدما تصل إيران إلى مراحل متقدمة في تشغيل المفاعل النووي لتخصيب اليورانيوم، وقبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش. وأضافوا أن أميركا ستقود الهجوم ،لكن يمكن أن تشارك فيه دول أخرى.
الرياض، طهران - أف ب
طلبت الرياض من موسكو منع أية محاولة من واشنطن للحصول على غطاء دولي للهجوم على إيران، بحسب دبلوماسي روسي.
وقال الدبلوماسي الروسي في المملكة إن رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان «حث روسيا على العمل على منع تبني مجلس الأمن قراراً يمكن أن تستخدمه أميركا لتبرير هجوم عسكري يهدف إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية».
وأشار إلى أن ذلك تم أثناء زيارة قام بها حديثا الأمير بندر لروسيا. وكان الأمير بندر التقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في موسكو في 4 ابريل/ نيسان الجاري.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار إن بلاده مستعدة لتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول المنطقة، وذلك بعد مرور أسبوع على انتهاء المناورات في الخليج
العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ