العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ

كنيسة تصلي بالغناء الراقص تعيد البريق إلى حي هارلم في نيويورك

خلال سنوات العشرينات من القرن الماضي كان حي هارلم في جزيرة مانهاتن بمدينة نيويورك يصخب بالموسيقى وأندية الرقص والمسارح... ولكن أضواء الحي انطفأت خلال سنوات الكساد الكبير في الثلاثينات.

انهارت مباني الحي وأغلقت المحال أبوابها. وسرعان ما أصبح هارلم أكبر جيت للسود في أميركا. وخضعت الشوارع لأباطرة المخدرات والجريمة بل أن الحي بكامله اختفى من خرائط السياحة التي توقفت خطوطها عند الشارع رقم 110 الذي يبدأ عنده حي هارلم.

ولكن خلال السنوات الماضية تحول هارلم إلى حي حديث وبراق سواء بالنسبة إلى السائحين أو لسكان نيويورك أنفسهم.

وتزايدت في هارلم حركة ترميم المباني ذات اللون البني التي تمثل الوصف التقليدي للمباني السكنية في نيويورك كما أصبحت نوادي ومطاعم حي هارلم ملتقى الصفوة من شباب المدينة. وبعد فترتين رئاسيتين اختار الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون أن يكون هارلم هو مقر مكتبه ولذلك لم يكن مستغرباً أن يدور الحديث عما يوصف بأنه صحوة ثانية لذلك الحي.

وكانت الصحوة الاولى في العشرينات وتمثلت في حركة فنية قادها المثقفون والمؤلفون والرسامون والموسيقيون من الاميركيين الافارقة من أمثال الممثلين لويس أرمسترونغ وجوزفين بيكر اللذين ذاعت شهرتهما على مسرح أبولو في الشارع 125.

وفي العام 1934 بدأ المسرح بتقديم ليلة للهواة مازالت تمثل فقرة ثابتة في برنامجه حتى اليوم وفيها تتاح فرصة الظهور على المسرح أمام الجمهور لكل من يعتقد أو تعتقد أن لديه أو لديها موهبة فنية.

والان يزور الكثيرون من السياح وسكان نيويورك حي هارلم لسماع موسيقى الجاز أو العزف المنفرد وكذلك الاناشيد الموسيقية الراقصة أو لحضور قداس في كنيسة البشارة المعمدانية الاثيوبية الجديدة.

بل إن هناك قداسا غنائياً موسيقياً يقام مساء كل خميس في كنيسة جريتر هود الصهيونية التذكارية وهو قداس كان من بنات أفكار القس ستيفن بوج ومغني الاناشيد الموسيقية الراقصة المخضرم كورتيس بلو ويجتذب هذا القداس نحو مئة من المراهقين أسبوعيا يأتون كي «يرقصوا» طلبا للمغفرة.

كذلك فإن هارلم أصبحت مقصدا لعشاق فنون النحت والرسم الافريقية المعاصرة إذ تحفل متاحف الحي بأعمال مشاهير الفنانين والرسامين والمصورين فضلا عن مهرجان موسيقى هارلم الشهير الذي يقام في أغسطس / آب من كل عام.هناك أيضا التسوق في هارلم إذ يمكن للزوار شراء العطور والبخور والملابس ذات الطابع الإفريقي.

الطعام أيضا تجربة ممتعة في هارلم وهناك مطاعم شهيرة تجتذب الفنانين والمشاهير من جميع أنحاء نيويورك مساء يوم السبت من كل أسبوع. والكل سعيد بأن الحي الذي كان يوماً موصوماً بالرعب والخوف عاد إلى التألق من جديد

العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً