العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ

هنية: لسنا طراطير وسنأكل الزعتر والزيتون

رد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بقوة أمس على قرارات الرئاسة الفلسطينية سحب المزيد من صلاحيات حكومته، بالقول إنه ووزراءه ليسوا «طراطير».

وقال هنية أمام آلاف المصلين في مخيم جباليا، شمال غزة والذين خرجوا لاحقاً احتجاجاً على الحصار الذي يتعرضون له من قبل المجتمع الدولي، في محاولة لإجبار حكومة «حماس» على الاعتراف بـ «إسرائيل» والتفاوض «سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات إلا لله رب العالمين (...) ولن نهون ولن نتراجع»، مضيفاً أن حكومته «لم يمض عليها إلا أسبوعان وإذا بالعالم يقوم قومة واحدة: حصار وتهديدات وقطع مساعدات ومحاولات إفشال ووضع عراقيل وسحب صلاحيات ومراسيم». وفي وقت لاحق حظرت واشنطن كل العمليات التجارية مع حكومة حماس وأستثنت من ذلك من يملكون رخصة للتعامل مع الحكومة الفلسطينية .


أميركا تحبط بيان «الأمن» لإدانة الهجمات... الزهار يبدأ جولة «الدعم» وخامنئي يدعو المسلمين للمساعدة

هنية لعباس: حكومة «حماس» ليست من الطراطير

عواصم - وكالات

رد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بقوة أمس على قرارات الرئاسة الفلسطينية بسحب المزيد من صلاحيات حكومته التي شكلتها حركة «حماس»، أواخر الشهر الجاري، بالقول إنه ووزراءه ليسوا «طراطير». وأم هنية آلاف المصلين في مسجد الخلفاء الراشدين بمخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة بعد خطبة طويلة ألقاها وسط حراسة وأمام الآلاف من الجموع التي استعدت للخروج إلى شوارع غزة، احتجاجا على الحصار الذي تتعرض له حكومة «حماس» من قبل المجتمع الدولي، في محاولة لإجبارها على الاعتراف بحق «إسرائيل» في الوجود والتفاوض معها.

وقال هنية: «سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات إلا لله رب العالمين (..) ولن نهون ولن نتراجع...»، مضيفا «أن الحكومة الفلسطينية لم يمض عليها إلا أسبوعان من تسلم الحكم وإذا بالعالم يقوم قومة واحدة: حصار وتهديدات وقطع مساعدات ومحاولات افشال ووضع عراقيل وسحب صلاحيات ومراسيم». وتابع «بسحب الصلاحيات ستصبح الحكومة الفلسطينية معلقة في الهواء ولا مسئولة عن سلطات وتصبح هكذا فقط مسئولة أمام الشعب عن دفع الرواتب وما دون ذلك يوجه إلى هذه الجهة أو تلك»، في إشارة إلى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية. وقال هنية بصوت مجلجل وقد بدا الغضب واضحا على قسمات وجهه «نحن حريصون على مصالح شعبنا ومع تكامل البرامج ونحن كذلك نلتزم كما قال عمر بن الخطاب، لست بالخب ولا الخب يخدعني... أنا مش طرطور ولا الوزراء ولا الحكومة، هذا شعب اختار حكومته وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعب». ويرى مراقبون أن خطاب هنية يعد أقوى انتقاد لعباس والقيادة الفلسطينية، وبدا واضحا أن ملامح أزمة بين الطرفين تلوح في الأفق.

يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر أخيرا جملة من القرارات سحب بموجبها صلاحيات إدارة المعابر من الحكومة الفلسطينية، كما أصدر عدة مراسيم رئاسية بتعيين مدير للأمن العام ونقل عدد من وكلاء الوزارات، الأمر الذي أثار حفيظة حكومة «حماس».

إلى ذلك، خرجت مسيرات حاشدة في أنحاء قطاع غزة كافة شارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين تلبية لدعوة من حركة «حماس» إلى دعم الحكومة ورفض الحصار الدولي المفروض عليها. وكانت الولايات المتحدة أحبطت الجهود التي بذلت في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان ينتقد الهجمات التي شنتها «إسرائيل» على الفلسطينيين الأسبوع الماضي.

وقال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون للصحافيين إثر جلسة مغلقة لممثلي الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس: «خلصنا، بعد مداولات مطولة، إلى عدم إصدار بيان رئاسي عن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط. وأعتقد أنها النتيجة الصحيحة». وأضاف بولتون «أن الولايات المتحدة تؤيد وجهة النظر التي اعتبرت أن مسودة النص لم تكن منصفة أو متوازنة وغير منسجمة مع سياستنا المعتمدة بعدم الاستعداد لتأييد نص يحرف الحقيقة في المنطقة، لذلك رفضناها»، لكن قطر، الممثلة للمجموعة العربية، دعت إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين المقبل لمناقشة مسألة الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين من دون اقتراع.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أنها ستسمح للسلطة الفلسطينية بالإبقاء على مكتبها في واشنطن مفتوحا لستة أشهر إضافية، «لأنه لايزال قناة مفيدة للاتصال مع رئيس السلطة الفلسطينية الملتزم بمبادئ السلام».

وفي سياق البحث عن دعم، وصل وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، أمس مصر في مستهل جولة عربية تقوده إلى عدة دول عربية. وقال الزهار إن الجولة تأتي بهدف حشد الدعم السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية، معربا عن أمله بأن تثمر الجولة عن تلبية احتياجات السلطة الفلسطينية لصرف رواتب الموظفين. ويرافق الزهار خلال جولته الأولى منذ توليه منصب وزير الخارجية، وفد من الوزارة إذ من المقرر أن تشمل مصر والأردن وسورية والكويت والسعودية، وربما تشمل أيضا دولا عربية وأجنبية أخرى. وسيلتقي اليوم في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي.

وفي طهران، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله السيدعلي خامنئي لدى افتتاح أعمال مؤتمر دولي لدعم الشعب الفلسطيني أمس المسلمين إلى «مساعدة الفلسطينيين بكل الوسائل»، وذلك في رد ضمني على قرار الأوروبيين والأميركيين وقف المساعدات المباشرة للحكومة الفلسطينية. وقال خامنئي: «لا يمكن للعالم الإسلامي أن يلزم الصمت وألا يحرك ساكنا حيال الظلم» الذي يتعرض له الفلسطينيون. وأضاف أن «معاناتكم هي معاناتنا وشهداؤكم هم شهداؤنا». وتابع متوجها إلى الفلسطينيين «من واجب الدول الإسلامية مساعدتكم بشتى الوسائل المتاحة».

كما أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن حكومته أطلقت حملة جمع تبرعات لتقديم المساعدة المالية من خلال مواقع على شبكة الانترنت والقنوات الفضائية العربية وبدعم من جامعة الدول العربية

العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً