تشغل الصحف العبرية الحكومة المقبلة للكيان الإسرائيلي، إذ تدور تخمينات بشأن «خطة الإنطواء» التي أطلقها رئيس الحكومة المكلف إيهود أولمرت قبيل الانتخابات، والتي وعد من خلالها برسم الحدود النهائية لـ «إسرائيل» وتأمين الفصل التام مع الفلسطينيين، وعلى رغم توسعه في شرح مخططاته المقبلة مثل اعتزامه إقامة سيطرة سياسية مشتركة على المدينة ومواقعها الدينية الرئيسية مع دولة فلسطينية مستقبلية، فإن اللافت ان لا أحد يصدق أقواله فـ «خطة الانطواء» باتت «كليشيه» والدليل إشراكه الأحزاب اليمينية المتطرفة وعلى رأسهم زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان. أما اللافت فهو السجال الدائر حول أسباب الصراع على حقيبة الدفاع التي يجهد رئيس حزب «العمل» عمير بيريتس وهو النقابي العمالي للحصول عليها.
أولمرت استبدل الإنطواء بـ «كليشيه»
وأكد جدعون ساميت في «هآرتس» ان حكومة رئيس الوزراء المكلف إيهود أولمرت ستتجنب تقديم أية تنازلات للفلسطينيين أو تنفيذ انسحابات كبرى من الضفة الغربية. وأوضح ان الائتلاف الحكومي الذي ينوي أولمرت تشكيله والذي يضم حزبي «شاس» و«إسرائيل بيتنا» المتطرفين والمعارضين لخطة «الانطواء»، أكبر دليل على ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس مستعدا تنفيذ وعده بالانسحاب من الضفة الغربية. وأضاف ان خطة «الانطواء» قد استبدلت الآن بـ «كليشيه» يقضي بالتنازل عن بعض المناطق المحتلة. وأوضح انه في خطاب الفوز، لم يذكر أولمرت كلمة «الانطواء» بتاتا، مرجحا أن تغيب هذه العبارة أيضاً عن برنامج الحكومة. ونقل في هذا السياق توضيح أحد أقطاب حزب «كديما» حاييم رامون بأن أولمرت ذكر في خطابه ان «إسرائيل» ستتنازل عن أجزاء من الأراضي المحتلة. ولكنه رد على هذا الكلام لافتاً إلى أن ما تعهد به رئيس الوزراء مختلف تماما إذ انه عرض «خطة للانطواء» داخل حدود دائمة خلال مدة لا تزيد عن أربع سنوات. واعتبر أيضا ان ضم حزبي «إسرائيل بيتنا» و«شاس» إلى الحكومة المقبلة من دون تعهد صريح من قبلهما بالموافقة على خطة الفصل، هو أمر مثير للريبة.
ليبرمان «أفعى» الحكومة الإسرائيلية الجديدة
وانتقد ساميت، بشدة قرار أولمرت ضم زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان إلى الحكومة المقبلة، واصفا الأخير بالأفعى. وأضاف ان مشاركة ليبرمان في الحكومة هي بمثابة البشارة للمستوطنين بأن يناموا مطمئنين، فأولمرت لم يطلب من ليبرمان الالتزام بالموافقة على خطة الانفصال كشرط للمشاركة ما يعني ان ما من شيء سيمنعه وحزب «شاس» من رفض الخطة إذا طرحت على الحكومة المقبلة للتصويت. وردا على أسئلة البعض عن سبب قرار أولمرت ضم «شاس» و«إسرائيل بيتنا» إلى الائتلاف، أجاب ساميت ان هذا الرجل لا ينوي تنفيذ انسحابات كبرى من الضفة.
لماذا يرغب بيريتس بتسلم حقيبة الدفاع؟!
وتساءل أفيرام غولان في «هآرتس» عن سبب رغبة رئيس حزب العمل عمير بيريتس في تسلم حقيبة الدفاع في حكومة إيهود أولمرت. فقد يكون بيريتس صالحا لتولي هذا المنصب إلا انه من الضروري معرفة أسباب اهتمامه بهذه الحقيبة. فاستعرض غولان وجهة نظر معارضي هذا التوجه، إذ يعتبر هؤلاء ان بيريتس يخطط إلى الأمام فبعد عام أو اثنين أو إلى زمن انتهاء ولاية حكومة أولمرت، سيكون بإمكان الأمين العام السابق للاتحاد العمالي الإسرائيلي، أن يحظى بلقب وزير الدفاع السابق وعندها لن يشك أحد بأهليته ليكون رئيساً للوزراء. فالرجل الذي تسلم وزارة الدفاع بعد أن أدى قسطه في المجال الاجتماعي هو الأكثر أهلية لتولي رئاسة الوزراء. وعلى رغم ان هذه الفرضية منطقية لكن غولان، اعتبر ان السؤال سيبقى مطروحا بشأن حقيقة دوافع بيريتس للتخلي عن هدفه الطبيعي في الحكومة أي حقيبة المالية بعد أن كرس نفسه زعيما عماليا وأطلق عقيدة التيار الديمقراطي الاجتماعي المدني، والذي قدم للمرة الأولى في تاريخ «إسرائيل» بديلاً سياسياً مناسباً عن التيار اليميني؟ ولماذا يتراجع بيريتس عن التزامه تجاه الناخب الإسرائيلي بوضع سياسة اقتصادية بديلة للسياسات السابقة التي لم تعط أية ثمار على الصعيد المعيشي والاقتصادي والاجتماعي؟
«إسرائيل بيتنا» قد يتخلى عن بعض مبادئه
وهنا دعا غولان، بيريتز، إلى عدم التخلي عن معركته للفوز بوزارة المالية، فعلى الجانب الآخر من الخريطة تقف قوة جديدة تتمثل بزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المتعصب أفيغدور ليبرمان الذي لا يبدو مستعدا للتخلي عن أي من مبادئه للدخول في الائتلاف الحكومي. وحذر بيريتس ورفاقه من التراجع عن مبادئهم لأجل الحصول على مركز محترم في الحكومة أو خوفا من التحديات الصعبة التي قد تواجههم على طريق تحقيق سياستهم الاجتماعية الاقتصادية
العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ