العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ

الخيارات الأميركية لتجميد «النووي الإيراني» محدودة

تضاءلت بشدة الخيارات المتاحة أمام أميركا للتعامل مع التحدي الإيراني للمطالب الدولية وستعتمد في الغالب على دول أخرى لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وصعدت إيران من حدة الخلاف عندما أعلنت قبل أيام أنها نجحت في تخصيب اليورانيوم في إشارة إلا أنها لا تنوي الانصياع لمطالبة مجلس الأمن لها بوقف هذه العملية بحلول 28 أبريل/ نيسان الجاري.

وبعد أن أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشكل احتفالي مثير عن نجاح بلاده في تخصيب اليورانيوم، دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مجلس الأمن لاتخاذ «خطوات قوية» والإعلان عن «عواقب» الإجراء الإيراني. ولكن هناك معارضة في مجلس الأمن من قبل الصين وروسيا لفرض عقوبات على إيران التي تقول إن طموحها النووي محدد بإنتاج الطاقة وليس الأسلحة. ودفعت معارضة روسيا والصين للعقوبات التي ستؤثر على علاقاتهما التجارية بإيران وأميركا لان تبحث شكل الخطوات التي يمكن اتخاذها خارج إطار المجلس لإرغام إيران على الانصياع. وبخلاف العمل العسكري الذي لم يستبعده الرئيس جورج بوش فإن الخيارات المتاحة أمام واشنطن للتعامل مع المشكلة بمفردها محدودة.

فالعقوبات الأميركية المفروضة ضد إيران شاملة تقريبا منذ 25 عاما ولا يمكن تشديدها إلا في مجالات محدودة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شين مكورماك الأربعاء الماضي «المدى المتاح في هذا الخصوص محدود للغاية فيما يتعلق بالولايات المتحدة» والدول الأخرى «لديها نطاق أكبر بكثير للتحرك فيما يتعلق باتخاذ إجراءات بدءا من فرض حظر السفر ووصولا إلى العقوبات الاقتصادية». ويضع هذا الأمر الرئيس جورج بوش في موقف المضطر للضغط على الدول لاتخاذ إجراءات والعمل لصالحه. وعلى رغم الخلافات بشأن كيفية التعامل مع الأزمة الإيرانية فإن القوى الكبرى متحدة بشكل أو بآخر على ضرورة الحيلولة بين إيران وبين تطوير السلاح النووي. ويعتقد المحلل المتخصص في شئون عدم الانتشار النووي جوزيف كيرينكيون أن النهج الدبلوماسي الفعال الوحيد المتاح أمام واشنطن لكي تسلكه في هذه المرحلة هو المشاركة في المفاوضات. وقال «يجب أن تعي أن السياسة الحالية فشلت في كبح جماح الطموح النووي الإيراني». وحتى هذه اللحظة يصر المسئولون الأميركيون على أن هدفهم يتمحور في حل الأزمة دبلوماسيا في مجلس الأمن.

وتنوي إيران الآن توسيع نطاق أنشطتها النووية لدعم قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وقال نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي إن البلاد ستبني 54 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم من أجل مفاعل الطاقة النووية. ويشكك الكثير من المحللين فيما إذا كانت إيران قادرة على دعم وتطوير جهودها النووية للمستويات التي ترغب فيها ويعتبرون إعلان سعيدي من قبيل الدعاية.

د ب أ

العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً