لكي لا أبدو منحازة للموظفين الصغار، أكتب لكم اليوم عن معاناة المسئولين مع بعض موظفيهم الذين - حتى لو أعدوا جدول نوباتهم بأنفسهم - لما حمدوا ولا شكروا!
فهم يشترطون إجازتهم الأسبوعية في اليوم الذي يشاءون ويستحيل عليك أن تقنعهم بأن حصولهم على ما يريدون - في هذا الشهر، للأسف - متعذر. تماماً كما يستحيل عليك أن تقنعهم بالمجيء إلى العمل في يوم مناسبة دينية مهمة. هذا النوع من الموظفين عادة له لسان أطول من رقبة الزرافة. وإن لم يحصل على إجازة في مناسبة الأربعين أو في التاسع والعاشر من محرم فإنه لن يتوانى عن التهديد بإجازة مرضية، وتنفيذ تهديده حين يحين موعده.
عندما كنت طالبة تحت التدريب شاهدت في أحد المراكز الصحية منظراً لا أنساه، إذ امتلأت قاعة الانتظار وتسجيل المواعيد بالحشود، كل مراجع يحمل في يده ورقة إجازة مرضية ينتظر تصديق المركز عليها بالختم. كان المنظر أشبه بموكب عزاء منه إلى مرضى يطلبون دواء أو علاجا. لم أكن انتبهت أو فطنت إلى أن لمناسبة ذلك اليوم اقتران بحدثه حتى عبرت عن دهشتي من «تصادف» مرض كل هؤلاء الناس في وقت واحد! حينها ذكرني أحد الأطباء أن اليوم هو الحادي والعشرون من شهر رمضان، يوم ذكرى وفاة الإمام علي (ع)، وقال إنهم معتادون على امتلاء المستشفيات بالمتمارضين في المناسبات الدينية الكبيرة. كل حجته أنه «عيب» أن يذهب إلى العمل في يوم مقتل الإمام علي (ع)، و«لا يصح» أن يترك المأتم والعزاء بأيامه المعدودة ليذهب إلى العمل الذي إليه يذهب كل يوم، وانه لن يكون محترما إمامه إن عمل يوم العاشر من محرم!
أينبغي أن نذكرهم بالأحاديث التي تنص على أن العمل عبادة، بل جهاد؟!... هل شعبنا معتاد لهذا الحد على التهاون في العمل وعدم الشعور بأهميته، أم ان تقديرنا للشعائر الدينية أصبح مفرطاً؟ متى سيعرف موظفونا أن حضورهم إلى العمل يحسب في ميزان حسناتهم، ومتى سيدركون أن العبادة ليست مقتصرة على حضور المآتم والاحتفالات الدينية والبكاء؟... متى سيختبرون الشعور بأن العمل حقاً نوع من العبادة، ويمارسونه كعبادة؟ أظن أنه ليس صعباً على من يريد الدعاء في ليلة فضيلة أن يحمل معه كتاب الأدعية إلى الجناح إذ يعمل ويدعو هناك بما يشاء، أم اننا لا نعترف إلا بقدسية المساجد والمآتم وننسى أن الهيئات التعليمية وأماكن العمل هي أيضاً حرم عبادي؟
أعرف بعض الأجنحة تدور فيها حروب طاحنة على الإجازة السنوية في شهر رمضان، وعلى ليلة القدر وأيام محرم وصفر. (طبعاً الحرب العالمية الكبرى فإنها تدور حول أشهر الإجازة الصيفية). مشكلات كبيرة تفسد العلاقات الطيبة بين الزملاء حتى لتصل إلى حد السب أحياناً!... فهل من العدل أن نفسد أخلاقنا من أجل حضور المأتم الذي ينبغي في الأصل أن يهذبنا ويسمو بنفوسنا؟!
استطرد هنا - وأنا أؤكد أن التعامل ومحاولة السيطرة على هذه النوعية من الناس وتغيير نظرتهم إلى الأمور ليس سهلاً - أقول استطرد، لأعلق بما يخامرنا نحن الذين نحضر لأي دوام يعد لنا ونحن نرى انحناء المسئولين لرياح هؤلاء الكلامية. فـهم - المسئولون - تفادياً للمشكلات التي يجلبها معـهم هـؤلاء (الملسونون) يلبون لهم طلباتهم، بينما نحن إن تقدمنا بطلب تغيير نوبة ورفض الطلب خجلنا من معاودته. ذات مرة قلت لإحداهن على سبيل المزاح - وكنت أعني ما أقول - «ليتك (تسلفيني) لسانك لمدة يوم واحد فقط لأستفيد منه في قضاء حاجة!»... نعم ، فنحن - المهذبين - نغار أحياناً منهم ونتمنى لو ملكنا مواهبهم اللسانية!
أيلام المسئولون؟ ربما، لكن تصوروا لو كان لدى المسئول في الجناح الواحد أكثر من موظف على هذه الشاكلة وانه يرضي أحدهم فيزعل الآخر وهكذا، تماما كالأطفال... فماذا يفعل؟ المشكلة الأساسية هنا - في رأيي المتواضع - هي سلوك الموظف، لا رد فعل مسئوله. منهج تفكير الموظف، معتقده، قناعاته، يجب أن ترتقي لتؤمن بأن العمل عبادة - وتطبق ذلك لا تؤمن به شفهيا فحسب. احترام الموظف لنفسه، ولمسئوله، ولزملائه في العمل، وحتى محبته للأئمة الذي يتغيب من أجلهم يجب أن تكون رادعة عن التسباب في مشكلات للآخرين فلا أظن أن أئمتنا (ع) سيفرحهم أن نوقع غيرنا في المشكلات لكي نذهب لنعزيهم.
فيا أيها الموظفون... إذا كان نوم الصائم عبادة، فما بالكم بعمله!... وإذا كان البكاء في المآتم عبادة فما بالكم بالسعي بين غرفة مريض وأخرى؟... وإذا كان حضور مواكب العـزاء عبادة فما بالكم بعيادة مريض؟ وإذا كانت عيادة المريض عبادة فما بالكم برعايته؟
فاعبدوا اللـه إذاً بطريقة أخرى... اجعلوا كل أفعالكم عبادة.
ممرضة
أنوارٌ لامعة وضياءٌ ساحر يجذبُ النفوس في متاهاتٍ من الخيال الذي يجعل الإنسان حائراً تائهاً في مجالات من عمق التفكير فلا يعرفُ الإنسان نفسه... هل أنهُ في اليقظة أم في المنام؟ أم هو ضاحكٌ أم هو حزين؟ هذه الأنوار اللائحة التي شكلت حزماً من الضياء الخاطف للأبصار والجاذب للأرواح، الأمر الذي جعلني في غشوة زمنية وبعد أن أفقتُ سارعتُ إلى مصدر انبعاث مصدر الأضواء فخُيِّلَ لي أنني قد نمتُ مغناطيسياً وبهذا أمكن روحي في بحر متلاطم فغشيت أنا مرة أخرى، الأمر الذي أمكنها أن تعرف تيار ما فجر الأفق ضياءً ومن طريقِ عالِم التموج المغناطيسيِ فأصبحَ في فكرها وبضرس قاطع أنه مصدر النور الذي خلقه الله فأفقت مرةً أخرى فأصبحت بها في عالمِ اليقظة وانطلقتُ في الفضاء الواسع مع انصباب تيارات كتل الأنوار فرأيت مدينة لجمالها وجمال من فيها من بشر ينحني لها الأديب ولا يستطيع التعبير وإن كان قمة من الأدباء، بشر لا بشر كلمات عربية فُصحى.
بَيْدَ أنهم يفصحونَ عن أصوات لها وقعٌ موسيقي ينطق الحجر الصلد تيهاً وطرباً لا تشبه أصوات الناسوت، أشجارٌ باسقاتٌ فيها يانعات ثمارها دقتها وأكلت منها فلا أستطيع التعبير عن حلاوتها، أطيارٌ تغردُ عليها يعجزُ عن وصفها كتابُ لبنان ولو جلسوا على الخمائل الخضراء وداعبهم نسيم لبنان العليل كما قال الشاعر:
ودفقُ الصباح من لبنانِ
كجورج جرداق وجبران خليل جبران وسليمان كتانة كلهم في دفعةٍ واحدةٍ وقفوا رجالاً ونساءً، أطياراً وأشجاراً، كأنهم يرقبون شيئاً مهماً، فسألت واحداً منهم فأجابني: ويكَ غريبُ لا تعرف عن هذه المناسبة، ما هي إلا دقائق معدودة فيبزغ علينا نجمُ النجوم وشمسُ الشموس وكوكبُ الكواكب، من رُسِمَ اسمه في السماءِ أحمد وفي الأرضِ محمد... ومن أنشأ فيه أمير الشعراء قائلاً:
جبت السماوات فيما فوقهن بهن
على منورةٍ ذريتِ لجُمِ
حتى بلغت سماءً لا يطار لها
على جناحٍ ولا يُسعى على قدمِ
وقيلَ كُلُ نبيٍ عند رتبتهِ
فيا محمد هذا العرش فاستلمِ
شريعةٌ لك فجرت العلوم بها
يا قارئ اللوح بل يا لامس القلمِ
أهل عرفت كما قيل الكناية أبلغ من التصريح فهاكَ تصريحاً وكناية... هيا هيا انظر معي الكون بدا يبتسم... انظر إلى هذه البسمة النيّرة هي مقدمة لما قلت إليك سابقاً، نعم لمع النجم... انظر إلى هذا النجم، انظر إلى الكون في حلته القشيبة... اسمع إلى ميس الأشجار على بعضها البعض. وقد شكلت موسيقى سحرية كاستفاق أوراق شجر الجنة... قل معنا دفعة واحدة، بشر وأشجار وأطيار وما في أفق هذه المدينة صرخة واحدة (الله أكبر)، (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله)... نعم، نعم، كل الكون ضياء، الكون كله نور... نجمٌ عملاقي فاق ضياء الضياء.
وُلد الهدى فالكائنات ضياءُ
وفمُ الزمانِ تبسمٌ وثناءُ
الشيخ جعفر الحاج حسن الخال الدرازي
إشارة إلى نشر في صحيفتكم الغراء «الوسط» في عددها الصادر في 14 فبراير/ شباط في الصفحة الأخيرة بزاوية (لماذا) بشأن اقتراح وضح ساعة عند الإشارات الضوئية تبين الوقت المتبقي.
نود الإفادة بأن الساعة المقترحة والتي تبين للسواق الوقت المتبقي حتى ابتداء الإشارة الحمراء تناسب الإشارات الضوئية التي يكون التوقيت فيها ثابتاً ولا يعتمد على حركة المرور على التقاطع. وفي هذه الحال فإن مدة الضوء الأخضر تكون معروفة مسبقاً ومثبتة في برمجة الإشارة، ومن المعروف أن الإشارات الضوئية في المملكة تعمل بطريقة أوتوماتيكية باستعمال مجسمات لكشف حجم المرور الداخل في التقاطع وتمديد وقت الإشارة الخضراء أو إيقافه بحسب الحركة المرورية، لذلك فإن مدة الضوء الأخضر لأي اتجاه تختلف في دورة زمنية للإشارة الضوئية وتختلف من موقع إلى آخر أيضاً.
ومن الواضح أن برمجة إشارات المملكة آلياً له دور كبير في تخفيف الازدحام وتقليل الحوادث على شبكة الطرق، وعليه فإن استعمال الساعة المقترحة غير مناسب على اشارات المملكة التي تتبع أحدث الأنظمة الفنية لبرمجتها وإدارتها. غير ان إدارة تخطيط وتصميم الطرق تتابع أي تطورات تقنية تمكن من استعمال هذه الساعة مع النظام الآلي المستعمل في المملكة.
إشارة الى ما نشر في صحيفتكم الغراء «الوسط» العدد 1294 الصادر في 23 مارس/ آذار 2006 بخصوص طلب إنشاء «مجاري» للصرف الصحي بالمجمع 701 توبلي بتوقيع الأهالي.
نود الافادة بأن توصيل المجمع المذكور مدرج ضمن برنامج إدارة تخطيط ومشروعات الصرف الصحي للعام 2007، وذلك ضمن مشروع توصيل شبكة الصرف الصحي للمجمعين 701 و705.
كما تود الإدارة تأكيد أن توصيل المناطق المذكورة يعتمد على توافر الاعتمادات المالية اللازمة لذلك وبحسب أولويتها وعدم التعارض مع دوائر الخدمات الأخرى للبنية التحتية بالمنطقة.
عدادات الوقوف مجمدة لحين الخصخصة
إشارة إلى ما نشر في صحيفتكم الغراء «الوسط» العدد 1280 الصادر في 9 مارس/ آذار 2006 بخصوص طلب عدادات لمواقف السيارات وحل مشكلة الوقوف والازدحام بشارع الزبارة خلف الكنيسة في المنامة.
نود الإفادة بالآتي: موضوع عدادات الوقوف مجمد حتى انتهاء عملية الخصخصة، يقوم رجال المرور بواجبهم في تحرير المخالفات المرورية وهو أمر أقر به محرر الزاوية.
مجموعة خدمة المجتمع
العلاقات العامة وخدمة المجتمع
وزارة الأشغال والإسكان
العدد 1318 - السبت 15 أبريل 2006م الموافق 16 ربيع الاول 1427هـ