قال مصدر دبلوماسي روسي إن لقاء موسكو بين الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا انتهى مساء أمس من دون اتخاذ أي قرارات ذات أهمية تذكر. وأضاف المصدر ذاته، أنه نوقشت في اللقاء المغلق - الذي استمر 3 ساعات على مستوى نواب وزراء خارجية الدول المشاركين - مسألة اتخاذ موقف جماعي للدول الست إزاء إيران في ضوء عودة مجلس الأمن الدولي إلى النظر في ملف إيران النووي في نهاية الشهر الجاري.
عواصم - وكالات
استبق الرئيس الأميركي جورج بوش عقد جلسة المباحثات الدولية في موسكو أمس، معلنا أن «كل الخيارات مطروحة» من أجل منع إيران من التزود بالسلاح النووي، مؤكدا في الوقت نفسه انه يسعى إلى حل دبلوماسي للازمة. في حين أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بأن «الجيش الإيراني سيقطع يد أي معتد».
وقالت قناة «الجزيرة» نقلا عن مراسلها في موسكو ان المحادثات السداسية بشأن النووي الإيراني فشلت في التوصل الى حل توافقي.
وقال بوش للصحافيين ردا على سؤال عن احتمال استخدام القوة وأسلحة نووية تكتيكية ضد إيران، كما ذكرت الصحف، «كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وكان بوش رفض تقارير بهذا المعنى الأسبوع الماضي، واصفا إياها بأنها «مجرد تكهنات». وقال أمس ردا على أسئلة الصحافيين في حديقة البيت الأبيض واثر إعلانه تعيين المدير الجديد لشئون الموازنة، «نريد حل هذه المشكلة بالدبلوماسية ونعمل جاهدين لهذا الغرض».
وأضاف أن أفضل وسيلة للتوصل إلى ذلك هي عبر «بذل جهد موحد مع الدول التي تقر بالخطر المتمثل بإيران الحائزة على السلاح النووي». وأشار إلى انه سيبحث الازمة النووية الإيرانية خلال محادثات يجريها غدا الخميس في البيت الأبيض مع نظيره الصيني هو جينتاو الذي تعارض بلاده فرض عقوبات في مجلس الأمن على طهران. في المقابل، أعرب متحدث باسم الخارجية الروسية قبيل انعقاد المباحثات الدولية في موسكو عن معارضة بلاده لفكرة فرض عقوبات على القيادة الإيرانية. وقال «إننا مقتنعون أن فرض العقوبات واستخدام العنف لن يؤديا إلى التوصل إلى حل». وتأتي التصريحات في نفس الوقت الذي التقي فيه نواب وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا للتوصل إلى حل بشأن أزمة الملف النووي الإيراني.
في الوقت نفسه، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي الدول الست من فرض ضغوط سياسية على طهران. ونقل عنه قوله في طهران إن «الضغط السياسي على الجمهورية الإسلامية سيكون له أثر عكسي». ومن جهته، أعلن الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني في الكويت أن بلاده «مستعدة» للمواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة وحذر من «العواقب الخطيرة» لهجوم تشنه واشنطن عليها. كما وجه رفسنجاني تحذيرا إلى «إسرائيل» مشيرا إلى أن الدولة العبرية لن تجرؤ على مهاجمة إيران التي تملك«''اليد الطولى». كما أكد رفسنجاني أن مسئولا إيرانيا موجود حاليا في الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر بدعوة من علماء أميركيين وليس لإجراء أية محادثات رسمية مع مسئولين أميركيين. وقال إن المسئول «تلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر ينظمه علماء أميركيون في أميركا». سوف يلقي كلمة أمام المؤتمر«دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل عن هذا المؤتمر».
وأضاف «لقد سمعت معلومات مفادها انه أجرى لقاءات مع رسميين أميركيين لكن إيران نفت ذلك». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك الاثنين إن محمد نهونديان المستشار الاقتصادي لكبير مفاوضي الملف النووي الايرانية علي لاريجاني موجود في واشنطن. إلى ذلك، قال مسئول إيراني بارز إن مفتشين كبارا تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصلون إلى إيران يوم الجمعة المقبل لزيارة مواقع نووية من بينها منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز. وخلال استعراض جرى جنوب طهران قال الرئيس الإيراني «يجب أن يكون الجيش مجهزا ومستعدا دائما ويجب أن يتقن احدث ما توصلت إليه التكنولوجيا للرد على أي عدوان»، مؤكدا أن إيران «تريد السلام والأمن والتقدم لكل الشعوب وخصوصا لشعوب دول المنطقة». وأضاف «أن جيش إيران القوي هو في خدمة السلام والأمن ولا يشكل تهديدا لأحد. ولكن في وجه الأعداء، فانه مثل الشهب. وسيقطع يد أي معتد ويترك الأعداء في خزي وعار». وعبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ من تصاعد الموقف النووي في المنطقة من الإعلان الإيراني الأخير بقدرتها على تخصيب اليورانيوم. وقال «إن الملف النووي في الشرق الأوسط يجب أن يعاد النظر فيه بشكل كامل لوقف السياسة المضطربة إزاء هذا الملف». وفي الإطار ذاته، قالت الخارجية الصينية إن مبعوثا صينيا كبيرا أبلغ مسئولين إيرانيين بأن بكين يساورها القلق من المواجهة الدولية المتفاقمة بشأن خطط إيران النووية لكنها مازالت تأمل في التوصل إلى حل من خلال التفاوض
العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ