تأزمت الخلافات بين قادة الكتل النيابية العراقية بشأن أسماء الشخصيات التي ستتولى المناصب العليا في الحكومة، فبعد أن رفض السنة والأكراد ترشيح إبراهيم الجعفري لمنصب رئاسة الوزراء، عارض الائتلاف الموحد مرشحي السنة لمناصب حكومية أخرى. وقالت مصادر ان المرجع الديني السيدعلي السيستاني ومراجع آخرين لن يشاركوا في مؤتمر عمان بشأن العراق. ميدانيا تجددت الاشتباكات في حي الأعظمية في بغداد لليوم الثاني.
واستؤنفت المشاورات السياسية أمس بين الكتل النيابية العراقية بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقال الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق العراقية السنية ظافر العاني «استؤنفت اليوم (أمس) المشاورات بين الكتل البرلمانية المختلفة بعد توقف يوم أمس (الأول) بهدف إعطاء المجال لإجراء التشاور داخل الكتل». وأوضح أن «العملية السياسية تواجه وضعا صعبا وهناك وجهات نظر مختلفة بشأن توزيع المناصب على الكتل السياسية وتسمية الشخصيات لهذه المناصب مع الأخذ في الاعتبار الملاحظات التي تقولها الكيانات السياسية تجاه أي مرشح». وأضاف العاني «اعتقد أننا نحتاج إلى أقل من شهر حتى ترى الحكومة العراقية الجديدة النور». وعما إذا كانت لدى بقية الكتل النيابية تحفظات على أسماء مرشحي جبهة التوافق، قال «هناك تحفظات فقط من لائحة الائتلاف الموحد نشعر أنها غير موضوعية تجاه الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي والمرشح لمنصب رئاسة مجلس النواب وهي رد على تحفظاتنا على الجعفري».
من جهتها، أعلنت «القائمة الوطنية العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي أمس عن ترشيح علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية. وقال راسم العوادي الرجل الثاني في حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها علاوي «لدينا مرشحان للمناصب العليا الأول هو أياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية والثاني لمنصب نائب رئيس الوزراء سيعلن عن اسمه حال تسمية رئيس الوزراء».
لكن هذا الترشيح يقابل برفض من قبل العرب السنة، ورأى ظافر العاني أن «هذا يتجاوز ما هو متفق عليه وما هو من حصة جبهة التوافق». وبشأن تحفظ جبهة التوافق العراقية السنية على هذا الترشيح باعتبار أن المنصب من حصتها، قال راسم العوادي «نحن نقول ان الدستور العراقي لا يقول ان هذا المنصب لسني وهذا لشيعي كما أننا لا نؤمن بالمحاصصة الطائفية ولهذا رشحنا علاوي لهذا المنصب».
من جانبه، أكد عضو لائحة الائتلاف الموحد سامي العسكري «وصول عدد المرشحين لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية إلى 6 أشخاص». وأضاف «لم يتم تقليص هذا العدد بين الكتل البرلمانية المختلفة»، من دون أن يتطرق إلى أسماء المرشحين. وبشأن مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراء، قال العسكري إن «الجعفري ما زال هو المرشح الرسمي للائتلاف وهذا ما أبلغه شفويا رئيس القائمة عبدالعزيز الحكيم للقوائم النيابية المعترضة». وعن سبب رفض طارق الهاشمي لتولي منصب رئيس مجلس النواب، قال العسكري «تم رفض الهاشمي من قبل الائتلاف لان رئاسة البرلمان تحتاج إلى شخصية مرنة وطلبنا ترشيح أياد السامرائي بدلا من الهاشمي ولم يأتنا الرد حتى الآن».
وقال إن تشكيل الحكومة العراقية يحتاج «من 3 إلى 4 أسابيع». إلى ذلك قال الهاشمي ان «جميع الكتل البرلمانية اتفقت من حيث المبدأ على تشكيل تكتل برلماني جديد بعيدا عن الائتلاف العراقي الموحد بهدف إنقاذ العملية السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف الهاشمي أن قادة الائتلاف الموحد مسئولون عن تعطيل العملية السياسية لعدم اتفاقهم على مرشح لرئاسة الحكومة». من جهة أخرى أعلنت مصادر مقربة من المراجع الدينية في مدينة النجف أمس أن السيستاني وعدداً من المراجع قرروا عدم المشاركة في مؤتمر القيادات الدينية العراقية الذي سيعقد في عمان في 22 ابريل/ نيسان الجاري. ويهدف هذا المؤتمر الذي سيعقد بالتعاون مع جامعة الدول العربية إلى نزع «الفتيل الديني» وعدم استخدامه في «نزاع طائفي» بين العراقيين. وقال مصدر من مكتب السيستاني ان «السيستاني قرر عدم المشاركة في المؤتمر الذي دعا إليه الملك الأردني عبدالله الثاني». ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل ولا إذا كان هناك من سينوب عن السيستاني في المؤتمر.
وفي سياق متصل قال مصدر دبلوماسي مسئول بالجامعة العربية أمس ان رئيس مكتب الجامعة العربية في بغداد الدبلوماسي المغربي مختار لماني وصل إلى العاصمة العراقية لافتتاح المكتب وقد قدم فعلاً أوراق اعتماده. أمنيا تجددت الاشتباكات في حي الأعظمية ذي الغالبية السنية شمالي بغداد صباح أمس بين مسلحين يرتدون زي الشرطة وبين أهالي المنطقة ، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح. وذكرت قناة «الجزيرة» أن أهالي الأعظمية شيعوا صباح أمس عددا من الذين سقطوا خلال مواجهات أمس الأول. كما قتل 7 عراقيين وجرح 33 آخرون أمس في سلسلة انفجارات وقعت في مناطق متفرقة في العاصمة (بغداد). من جانبه، أعلن الجيش الأميركي أمس أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المارينز ومسلحين هاجموا مقر محافظة الانبار (غرب) بسيارات مفخخة وصواريخ في مدينة الرمادي. وفي الفلوجة طالب فصيل مسلح أمس أهالي المدينة بمقاطعة السلع والمنتجات الإيرانية.
وذكرت منشورات تحمل اسم «سرايا المجاهدين» أن «أسباب هذا الإجراء تعود إلى أن الإيرانيين اعترفوا على لسان وزير خارجيتهم انهم ساعدوا الولايات المتحدة في الدخول إلى العراق واحتلاله»
العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ