العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ

أميركا تواجه الملف الإيراني بـ «الفستق والسجاد الكاشاني»!

ستطالب الولايات المتحدة القوى الكبرى الاخرى في العالم بدراسة ما تصفه بعقوبات محددة ضد إيران مع قرب انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن التابع للامم المتحدة في 30 ابريل/ نيسان لطهران بخصوص برنامجها النووي. وقفزت أسعار النفط الاثنين متخطية 70 دولارا للبرميل لاول مرة منذ نحو ثمانية اشهر اذ اثار مواصلة إيران لبرنامجها النووي مخاوف في الاسواق من أن تقوم الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية المنتجة للنفط.

غير أن المحادثات الأميركية الرامية إلى وضع أسس لاستخدام محتمل للقوة يتوقع أن تواجه بالرفض عندما تجتمع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا مع ألمانيا. وتعارض روسيا والصين بقوة فرض عقوبات أو استخدام القوة. وباستثناء الولايات المتحدة تعارض الدول الاخرى دائمة العضوية بما فيها بريطانيا الحليف القوي لواشنطن العمل العسكري. وفي الاسبوع الماضي أعلنت إيران انها خصبت اليورانيوم لاستخدامه في محطات الطاقة الأمر الذي أجج الخلاف الدبلوماسي مع الغرب الذي يشتبه في أن طهران تحاول صنع قنبلة نووية. وتقول إيران انها تسعى للحصول على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء فحسب.

وقالت الولايات المتحدة التي تفرض بالفعل عقوبات واسعة ضد إيران انها تريد من مجلس الأمن أن يكون مستعدا لاتخاذ تحرك دبلوماسي قوي بما في ذلك اجراءات محددة مثل تجميد أصول وفرض قيود على السفر. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن «اننا فعلنا في هذه المرحلة كل ما هو متاح في يدنا. ولم يبق سوى الفستق والابسطة الكاشانية» في إشارة على ما يبدو إلى فرض حظر على اهم صادرات إيران. وتقول الولايات المتحدة انها لا تسعى إلى فرض قيود على قطاعي النفط والغاز الإيرانيين لانها لا ترغب في خلق مصاعب للشعب الإيراني. وتعد إيران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم. ودعا مجلس الأمن الدولي طهران في 29 من مارس/ آذار لايقاف انشطة التخصيب وطلب من محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يقدم تقريرا عن مدى استجابة إيران في غضون 30 يوما.

وقال مكورماك للصحافيين انه لا يتوقع اتخاذ أية قرارات كبرى خلال الاجتماع الذي يعقد في العاصمة الروسية موسكو. وقال «نتوقع عندما يجتمع مجلس الأمن المرة القادمة لمواصلة النظر في قضية إيران بعد التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يكونوا مستعدين للقيام بتحرك دبلوماسي قوي». وقالت إيران الاثنين انها لن تذعن للتهديد أو الترهيب من جانب الولايات المتحدة من أجل ايقاف انشطتها لتخصيب اليورانيوم ولكنها ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحتى الان تقول وكالة الطاقة الذرية وعلى رغم ثلاث سنوات من التفتيش انها غير قادرة على التأكد من ان البرنامج النووي الإيراني ذو طبيعة سلمية بحتة لكنها في الوقت نفسه لم تعثر على دليل دامغ على سعي طهران لإنتاج اسلحة ذرية. وانتقد مسئول إيراني بارز تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس الاسبوع الماضي قالت فيها إنه يجب على مجلس الأمن أن يدرس اتخاذ اجراءت قوية ضد إيران مثل اصدار قرار يمكن ان يؤدي إلى فرض عقوبات أو يضع الاساس لاستخدام القوة ضد طهران. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن علي لاريجاني الامين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني قوله «اعتقد ان عصر التهديدات والترهيب قد ولى... وعلى اي مستوى فإن هذه التصريحات لن تثمر». وتابع قائلا «عبرنا دائما عن استعدادنا للسماح لمفتشي (الوكالة الدولية للطاقة) بالمجيء إلى إيران وزيارة مواقعنا النووية».

وقال مسئولو الوكالة الدولية للطاقة عقب زيارة مديرها العام لطهران واجرائه محادثات بها الاسبوع الماضي ان مفتشين كبارا من الوكالة سيزورون إيران هذا الاسبوع. وقالت الولايات المتحدة ان تصريح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بان بلاده تجري حاليا بحوثا على جهاز للطرد المركزي من نوع بي - 2 الذي بمقدوره تخصيب اليورانيوم بسرعة يبعث على القلق الشديد. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض «العمل السري في اجهزة طرد مركزية من نوع بي - 2 سيكون انتهاكا اخر لالتزامات إيران بموجب اتفاق الضمانات اضافة إلى الانتهاكات التي حددها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالفعل»

العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً