صرح اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي للأطفال بمجمع السلمانية الطبي أسامة عبدالكريم بأن عامل الجو من العوامل المهمة في الإصابة بالربو بين الأطفال والكبار، كما أنه من المحفزات الأساسية المؤدية إلى حدوث النوبات الحادة بين المصابين به، لافتاً إلى أن ممارسة الرياضة مهمة للمصابين بالربو عكس الاعتقاد الشائع أنها غير جيدة للمصابين به ولكن بعضهم يحتاجون لأدوية معينة لمساعدتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية ومنها الرياضة.
وأشار في حديث خاص بـ «الوسط» إلى أن «هناك أسئلة كثيرة للمرضى وذويهم عن بعض الحقائق المتعلقة بالربو، ونحن نؤكد دائما ان نسبة التحسن عند الأطفال جيدة وأدوية الربو مثل الموسعات الوقتية لا تؤدي إلى الإدمان ولا يؤثر الاستيرويد على نمو الأطفال إذا كانت الجرعة مناسبة بل إن المرض إذا كان حادا ولم يعالج بالأدوية المناسبة يكون تأثيره أكبر على نمو الأطفال وهذا نتيجة دراسات كثيرة».
وقال «يؤثر الجو كثيرا على المصابين بالربو خصوصاً من لديهم حساسية من الغبار الذي يعتبر أحد المحفزات الأساسية على نوبات الربو، لأن القصيبات الهوائية للمصابين بالمرض تتحسس من الغبار بشكل كبير وتختلف درجة التحسس من مريض إلى آخر، كما ان الزكام أحد المحفزات خصوصاً عند الأطفال ، وتتمثل أعراض النوبة في ضيق التنفس وصفير وضيق في الصدر والسعال المستمر».
وأوضح «أما المحفزات الأخرى للربو فهي التدخين الذي يؤدي إلى حدوث النوبات عند الأطفال وزيادة أعراض الربو لدى المصابين منهم، فتدخين الآباء في المنزل أو السيارة بمعية أطفالهم جريمة بحق الأطفال وحتى لو دخن الأب خارج المنزل ثم دخله فهو يحمل في ملابسه جزيئات الدخان التي يستنشقها الأطفال ويتعرضون لمخاطر أزمة الربو، ومن المحفزات أيضا الحيوانات والجو البارد وبعض أنواع الطحالب».
ونصح عبدالكريم المرضى وجمهور الناس بالوقاية من الجو المغبر المشبع بالأتربة وعدم التعرض له لفترات طويلة، ووجه إلى ضرورة التوجه للمركز الصحي أو قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي عند ظهور أية أعراض لا يتمكن المريض من التخفيف منها باستعمال أدويته.
وعن علاج الربو تحدث عن ان هناك قسمين من العلاجات الأول هو العلاج الوقتي أو ما يسمى بعلاج النوبة الحادة الذي يتكون من موسعات الشعب الهوائية مثل الفنتولين والثاني هو العلاج الوقائي الذي يصفه الطبيب للمصابين بالنوبات المتكررة مثل الأستيرويد البخاخ الذي ينظف القصيبات الهوائية من الافرازات المخاطية ويزيل التهاباتها، والعلاجان الوقتي والوقائي مهمان جدا، داعياً المرضى الذين يستخدمون الأدوية الوقائية إلى عدم التوقف عنها إلا باستشارة الطبيب لأنها تفيد في تقليل اثر المحفزات على المريض إذا استمر في استعمالها ولكن لابد من الإشارة إلى أنه ليس كل مريض يحتاج إليها.
وواصل «هناك درجات لشدة الربو بحسب التصنيف العالمي وهي البسيط والمتوسط والشديد، ينقسم النوع البسيط إلى قسمين القسم الأول عادة لا يحتاج المصابون به لأدوية الوقاية، أما المصابون بالقسم الثاني فهم يحتاجون إليها، أما المتوسط والشديد فالمصابون بهما يحتاجون لأدوية وقائية والطبيب المختص وحده هو الذي يمكن أن يشخص درجة المرض عند المريض وحاجته للعلاج الوقائي»، مؤكدا أهمية طلب الاستشارة الطبية إذا دعت الحاجة لأن التهاون في علاج الربو الشديد وتأجيل استشارة الطبيب إلى أن تتطور حالة المريض إلى الأسوأ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها الفشل التنفسي.
صرح رئيس قسم الأورام والقائم بأعمال رئيس قسم الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي جلال المسقطي بأنه لا توجد زيادة في أعداد المترددين على قسم الطوارئ من المصابين بالربو والأمراض التنفسية بسبب ما تشهده المملكة من جو مغبر، مشيرا إلى أن القسم مستعد لاستقبال أي حالات طارئة وأية زيادة في أعدادها من خلال فريق العمل والتجهيزات المتوافرة.
ولدى سؤاله عن أكثر الحالات المرضية التي قد تنتكس من جراء الجو المشبع بالغبار أجاب المسقطي «الأطفال عموما أكثر حساسية هذا الجو يليهم كبار السن ومن يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي وأمراض الصدر وضيق الشعب الهوائية والأمراض المزمنة وضعف قدرات الرئة»
العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ