تراجعت المؤشرات السعرية في جميع الأسواق الخليجية الأسبوع الماضي باستثناء السوق السعودي الذي تدارك خسائره بعد تدخل قوي من مجلس الوزراء السعودي، وشهد الكثير من هذه الأسواق تراجعات كبيرة ولاسيما السوق القطري وسط انهيار جميع الدفاعات النفسية، وبات المستثمرون يتربصون بشكل يومي لجني أية أرباح تلوح في الأفق ما يولد ضغوطات مستمرة على الأسعار ويحول من دون انتعاشها.

السوق السعودية

فقد شهدت سوق الأسهم السعودية تذبذباً حاداً في الأداء خلال الأسبوع الماضي، إذ انخفض مؤشر السوق بداية الأسبوع إلى أدنى مستوى له هذا العام وهو 12,076,74 نقطة وذلك بإغلاق يوم الأحد 23 ابريل/ نيسان. وأدى تواصل الهبوط غير المتوقع للسوق على رغم وصول أسعار الكثير من الأسهم الاستثمارية إلى مستويات جذابة إلى إصدار توجيهات من مجلس الوزراء السعودي في اليوم التالي باتخاذ جميع الخطوات والإجراءات المؤدية إلى انتظام السوق وحسن أدائه والتعامل مع جميع العوامل المؤثرة فيه.

هذا وساهمت تلك التوجيهات في تحسين نفسيات المستثمرين وبث الثقة فيهم ما ساهم في ارتفاع حاد لمؤشر سوق الأسهم السعودي، إذ شهد السوق يوم الثلثاء 25 أبريل أكبر نسبة صعود يومية منذ إنشائه بارتفاع نسبته 8,1 في المئة. ومن الجدير ملاحظته أن الارتفاع الأخير في السوق صاحبه عودة المضاربة المكثفة العشوائية في أسهم الشركات ذات المؤشرات المالية الضعيفة مقابل انحسار الإقبال على أسهم الشركات الاستثمارية. وتساهم تلك المضاربة العشوائية في عدم استقرار السوق.

وانخفض «مؤشر بخيت لأكبر 20 سهم مضاربة» بنسبة 4 في المئة مقابل هبوط مؤشر السوق بنسبة 1,76 في المئة، ما يعكس استمرار التصحيح في أسهم المضاربة والذي بدأ في 22 فبراير/ شباط 2006. هذا وأغلق مؤشر تداول لجميع الأسهم يوم الخميس 27 ابـريـل 2006 مسجلاً 13574,99 نقطة بارتفاع نسبته 2,4 في المئة عن إغلاق الأسبوع الماضي. وبذلك يكون المؤشر قد انخفض بنسبة 18,8 في المئة منذ بداية العام. أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد ارتفعت هذا الأسبوع، إذ بلغت 78,8 مليار ريال مقابل 52,6 مليار ريال للأسبوع الماضي. واستحوذت أسهم «سابك» لهذا الأسبوع على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 9 في المئة، تلاها أسهم «مصرف الراجحي» و«مجموعة صافولا» بنسبة 7 في المئة لكل منهما.

سوق الكويت

وفي سوق الكويت للأوراق المالية، عاود مؤشر السوق صعوده مع نهاية الأسبوع بشكل تدريجي مع عمليات جني أرباح على بعض الأسهم ووسط عمليات تجميع ملحوظة على عدد من الأسهم. وارتفع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية بمقدار 33,5 نقطة ليستقر عند 10,254,8 نقطة. وتم التداول في 123 مليون سهم بقيمة 54 مليون دينار.

واتسمت التداولات مع نهاية الاسبوع بالانتقائية والشراء من جهة والمضاربة وجني الأرباح من جهة أخرى، إذ بدا واضحا ومنذ بداية التداولات ان هناك رغبة لدى بعض المجاميع الاستثمارية والصناديق... للدخول على بعض الأسهم لتجميعها بأقل الأسعار، إذ من المتوقع ان تستمر عمليات التجميع على بعض الأسهم الواعدة خلال تداولات الأسبوع المقبل. هذا واتسمت تداولات قطاع المصارف بالضعف الشديد، مع استثناء عمليات الشراء الملحوظة على سهم الأهلي والذي ارتفع بمقدار 30 فلسا وسط تداولات تعدت الثلاثة ملايين سهم وكذلك سهم بيتك الذي ارتفع بمقدار 60 فلسا وسط تداولات تعدت المليون سهم، كما ارتفع سهم التجاري بـ 40 فلسا وسط تداولات ضعيفة نسبيا. وتركزت تداولات قطاع الاستثمار على سهم المدينة للاستثمار والذي ارتفع مطلوبا بالحد الاعلى بسعر 295 فلسا وسط تداولات تعدت الـ 12 مليونا.

وفي قطاع الأسهم الخليجية تركزت التداولات على سهم الفجيرة الذي يشهد عمليات تجميع ملحوظة عند سعر 390 فلسا وعلى سهم اسمنت الخليج الذي ارتفع مطلوبا بالحد الأعلى وأغلق قطاع الخليجيات متراجعا بـ 29 نقطة.

أسواق الإمارات

وأنهت لأسواق الأسهم الإماراتية أسبوع التداول على انخفاض واضح في الأسعار، عقب الارتفاع الذي سجلته في الأيام السابقة، لتعكس استمرار النمط السائد لتحرك الأسواق منذ فترة طويلة نسبياً أظهرت تذبذباً مستمراً للأسعار مع فترات محدودة جداً للاستقرار النسبي، وهو ما يرجعه الخبراء الى حرص المستثمرين والمضاربين على الجني السريع للأرباح خوفاً من الانتكاس اللاحق للأسعار كما أظهرت حركة الأسواق منذ أشهر.

وأغلق سهم «إعمار» على 15 درهما و«دو» على 6,17 دراهم واللوجستية على 3,78 دراهم وأملاك على 8,45 دراهم وشعاع كابيتال على 6,67 دراهم وتبريد على 3,6 دراهم والاتحاد العقارية على 3,85 دراهم ودبي للاستثمار على 7,65 دراهم وسلامة على 4,45 دراهم ودبي الإسلامي على 13,5 درهماً وبنك الشارقة على 3,27 دراهم والواحة على 12,4 درهماً وسفن على 3,44 دراهم ودانة غاز على 2,6 درهم واسمنت الاتحاد على 5,85 دراهم. وبلغت التداولات 2,025 مليار درهم توزعت بواقع 1,922 مليار درهم تداولات سوق دبي المالي و102,9 مليون درهم تداولات سوق أبوظبي للأوراق المالية. وقالت مصادر السوق: ان مسار حركة الأسهم خلال الفترة المقبلة سيعتمد على طريقة قراءة المستثمرين للوضع الحالي للأسعار، فإذا عادت حال التشاؤم مجدداً ستكون لها انعكاسات سلبية، أما إذا اعتبر المستثمرون أن الأسعار الحالية تشكل فرصاً مجزية للربح فسيكون لذلك تأثير إيجابي في الأسواق.

واعتبرت أنه مع اكتمال صورة نتائج الربع الأول لجميع الشركات المساهمة فمن الممكن ان يبدأ بعض المستثمرين بإعادة بناء مواقعهم تبعاً للنتائج وباتجاه التركيز على الأسهم التي أصبحت أسعارها في ضوء نتائجها المعلنة تشكل فرصاً جيدة للربح، وخصوصاً أن التباين في النتائج بين شركات حققت نمواً ممتازاً في أرباحها وأخرى شهدت تراجعاً في الأرباح سيجعل المستثمرين يعتمدون استراتيجية انتقاء أفضل الفرص في سلوكهم الاستثماري خلال المرحلة المقبلة.

سوق مسقط

في سوق مسقط للأوراق المالية، شهد مؤشر الأسعار تراجعا بمقدار 118,69 نقطة أي بنسبة 2,29 في المئة خلال الأسبوع الماضي ليقفل عند 5058,92 نقطة، على ضوء الضغوط التي تتعرض لها جميع أسواق الأسهم الخليجية، إذ يلاحظ امتداد التراجع في الأسعار في جميع القطاعات، فقد انخفض مؤشر قطاع البنوك والاستثمار 1,14 في المئة ومؤشر الخدمات والتأمين 2,56 في المئة ومؤشر الصناعة 3,92 في المئة. وارتفعت كمية وقيمة الأسهم المتداولة بنسبة 33,4 في المئة و25,9 في المئة لتبلغا 19 مليون سهم بقيمة 15 مليون ريال.

وبلغت حصة السوق النظامي 94,3 في المئة من اجمالي قيمة التداول خلال الاسبوع الماضي والسوق الموازي 5,1 في المئة. كما تصدر قطاع الخدمات والتأمين التداول في السوق بحصة قدرها 47 في المئة من قيمة التداول ثم قطاع المصارف وشركات الاستثمار 39 في المئة والصناعة 15 في المئة. وتصدرت الشركة العمانية للاتصالات قائمة الشركات الأكثر نشاط في السوق بحصة قدرها 24,4 في المئة من إجمالي قيمة التداول يليها بنك مسقط 19 في المئة ثم المها لتسويق المنتجات النفطية 13,2 في المئة. كما كان سهم مصنع مسقط للخيوط الأعلى ارتفاعا في السوق وبنسبة 9,97 في المئة ثم الفجر العالمية 7,14 في المئة والأهلية للصناعات التحويلية 6,19 في المئة. بينما كان سهم النهضة للخدمات الأكثر انخفاضا في السوق وبنسبة 22,22 في المئة ثم بنك مسقط 16,91 في المئة ثم العمانية للاتصالات 14,29 في المئة.

سوق الدوحة

وواصل مؤشر سوق الدوحة للأوراق المالية تراجعه خلال الاسبوع الماضي بضوء عمليات جني أرباح واسعة، إذ انخفض المؤشر بمقدار 301,99 نقطة أي بنسبة 3,20 في المئة ليقفل عند مستوى 9142,45 نقطة. وانخفض مؤشر قطاع المصارف 3,20 في المئة ومؤشر قطاع التأمين 1,62 في المئة ومؤشر قطاع الصناعة 1,39 في المئة ومؤشر قطاع الخدمات 4,72 في المئة. وانخفضت قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 16,15 في المئة لتصل إلى 1,51 مليار ريال كما انخفض عدد الأسهم المتداولة بنسبة 18 في المئة ليصل إلى 26 مليون سهم، فيما انخفض عدد العقود المنفذة بنسبة 16 في المئة ليصل إلى 27,794 عقداً.

وانخفضت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة في السوق في نهاية الاسبوع الماضي بنسبة 1,6 في المئة لتصل إلى 258,7 مليار ريال. واحتل قطاع الخدمات المرتبة الأولى من حيث قيمة الأسهم المتداولة، إذ بلغت حصته 37,05 في المئة، يليه قطاع البنوك بنسبة 34,21 في المئة، ثم قطاع الصناعة بنسبة 24,23 في المئة وأخيرا قطاع التأمين بنسبة 4,51 في المئة. ومن حيث الشركات المتداولة، قادت شركة بروة تعاملات الأسبوع الماضي بحصة بلغت نسبتها 15,95 في المئة من قيمة التداول الإجمالية، يليها مصرف قطر الإسلامي بنسبة 12,09 في المئة، وحلت ثالثاً شركة صناعات قطر بنسبة 11,75 في المئة. هذا وقد أدت تداولات الاسبوع الماضي إلى ارتفاع أسعار أسهم 3 شركات من الشركات الثلاثة والثلاثين المدرجة في السوق خلال الأسبوع، بينما انخفضت أسعار أسهم 3 شركة.

سوق البحرين

وفي سوق البحرين للأوراق المالية، شهد التداولات انتعاشا قويا في آخر يوم للتداول وذلك مع بدء تداول أسهم مصرف السلام، الا أن السوق لم يتأثر بتحركات السهم السعرية كونه خارج حساب المؤشر وذلك وفقا لقرار السوق، إذ أعلنت عن إنشاء سوق خاص للأسهم الجديدة يتم تداول فيها هذه الأسهم من دون حد أدنى لمدة ستة شهور. و بلغ حجم التداول 8,4 ملايين سهم بقيمة 5,2 ملايين دينار.

بينما أقفل مؤشر السوق منخفضا بنسبة بلغت 1,59 في المئة أي بمقدار 33,95 نقطة وأغلق عند مستوى 2106,05 نقطة، إذ تفاعلت السوق بشكل عام سلبا مع التراجعات التي تشهدها أسواق الأسهم في المنطقة، كذلك مع إعلانات الأرباح الفصلية لشركة الاستيراد وأدى الى انخفاض مؤشر قطاع الاستثمار 0,93 في المئة كما انخفض مؤشر قطاع الخدمات 4,96 في المئة متأثرا بانخفاض سهم بتلكو، كذلك مؤشر قطاع البنوك 0,25 في المئة أثر انخفاض سهم البنك الأهلي المتحد على رغم إعلان المصرف زيادة كبيرة في أرباحه للفصل الأول، كذلك بنك البحرين والكويت.

كما انخفض مؤشر قطاع التأمين 2,25 في المئة. وتم خلال الأسبوع الماضي التعامل في أسهم 23 شركة، ارتفعت أسعار أسهم 5 منها. بينما انخفضت أسهم 10 شركات. وقطاعيا استحوذ قطاع البنوك التجارية على المركز الأول، إذ بلغت حصة قيمة أسهم شركاته المتداولة 65,5 في المئة من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة. أما المرتبة الثانية، فكانت من نصيب قطاع الاستثمار الذي بلغت حصته 16,3 في المئة من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة في السوق وجاء قطاع الخدمات في المركز الثالث بحصة قدرها 14,4 في المئة.

أما على مستوى الشركات، تصدر مصرف السلام قائمة الشركات الأكثر تداولا في السوق من حيث القيمة، إذ بلغت حصته نسبة 46,68 في المئة من قيمة الأسهم المتداولة وجاء في المرتبة الثانية شركة البحرين للاتصالات بحصة قدرها 13,08 في المئة