العدد 3162 - الأربعاء 04 مايو 2011م الموافق 01 جمادى الآخرة 1432هـ

غارات «الأطلسي» الجوية في ليبيا تثير تساؤلات بشأن أهدافه

أثارت غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي - قالت طرابلس إنها أسفرت عن مقتل أحد أبناء معمر القذافي - تساؤلات جديدة بشأن إلى أي مدى يعتزم الغرب الذهاب للتخلص من الزعيم الليبي.

وهذا الهجوم على ما يبدو ثاني غارة جوية للحلف قرب القذافي خلال 24 ساعة. وقال متحدث باسم الحكومة الليبية إن ثلاثة من أحفاد القذافي قتلوا أيضاً في الهجوم. ونفى حلف الأطلسي استهدافه لأي أفراد قائلاً إن هذا الهجوم جزء من استراتيجيته لشل قدرة القذافي على تنظيم وتنفيذ هجمات على المدنيين خلال تمرد دموي ضد حكمه. وسارعت بريطانيا بالدفاع عن حملة حلف الأطلسي التي تلعب دوراً قيادياً فيها.

وقال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن هذه الضربات الجوية تدخل تماماً في نطاق تفويض الأمم المتحدة الذي يدعو لاستخدام وسائل عسكرية لحماية المدنيين. وقال كاميرون «سياسة الاستهداف الخاصة بالأطلسي واضحة للغاية. إنها تتماشى مع قرار الأمم المتحدة». وأضاف «إنها تتعلق بمنع سقوط ضحايا مدنيين من خلال استهداف آلة الحرب التابعة للقذافي وهي بوضوح ليست الدبابات والمدافع وقاذفات الصواريخ فحسب ولكن أيضاً (مراكز) القيادة والسيطرة». لكن روسيا وهي منتقد صريح للتدخل في ليبيا اتهمت الأطلسي بمحاولة اغتيال القذافي. وأوضحت القوى الغربية أنه لا مكان لقيادة القذافي في أي حل سلمي في ليبيا ووجهت إليه الدعوة مراراً للتنحي. لكن هل ستذهب هذه القوى إلى حد محاولة اغتياله؟ يقول خبراء إن تصريحات كاميرون يمكن أن تشير إلى أن قادة الاطلسي مستعدون على الأقل للمخاطرة بضرب الزعيم الليبي أثناء مواصلة حملتهم العسكرية.

وقال شاشناك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية بلندن « يتعين أن تقر بأن الأطلسي عرف أنه يخوض مخاطرة الاغتيال بالصدفة واعتبر أنها (مخاطرة) مقبولة». وما يؤكد هذا الرأي حقيقة أن مسئولي الأطلسي قالوا مراراً في الأيام القليلة الماضية إن منشآت «القيادة والسيطرة» تمثل أولوية للضربات الجوية. لكن هل يحاول الأطلسي عبر إنكاره استهداف القذافي مباشرة إخفاء تحول في استراتيجيته باتجاه تسريع نهاية الحرب الأهلية بالقضاء على الزعيم الليبي؟ وبعد أكثر من شهر من الضربات الجوية الغربية لا توجد مؤشرات تذكر على تحول ميزان القوة لصالح المعارضة المسلحة المناهضة لحكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود، في حين تتزايد مشاعر القلق بشأن الحملة في الغرب. ويمكن أن تكون إحدى الإجابات هي أن القوى الغربية تأمل ببساطة في اثارة ذعر القذافي من أجل الاستسلام. وقال توماس فالاسيك من مؤسسة (يوروبيان ريفورم) «يبدو بوضوح شديد أن الائتلاف يستخدم ضغطاً سياسياً ومادياً حقيقياً على القذافي». وأضاف «من الواضح أنهم يريدون أن يشعر بأنه غير آمن وأن مستقبله محفوف بالمخاطر». لكن حقيقة أن سيف العرب نجل القذافي الذي يزعم أنه قتل في غارة جوية السبت كان معروفاً بحب الحفلات أكثر من السياسة تشير إلى شيء آخر. ومن الواضح أن إلحاق الأذى بالقذافي أو حتى أي مظهر من مظاهر تبني الأطلسي لمثل هذه الاستراتيجية سيكون أمراً محفوفاً بالمخاطر. وقال جوشي «تساورني الشكوك في أنها كانت محاولة اغتيال». ومن شأن أي محاولة صريحة لقتل القذافي أن تؤدي حتماً إلى تعميق الخلافات بشأن الحرب ويمكن أن تدفع بمرور الوقت بعض الدول للانسحاب من الائتلاف الغربي الذي تقوده الآن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتضغط الحكومات الثلاث بالفعل من أجل مزيد من المشاركة من جانب أعضاء آخرين في الإئتلاف. لكن بعض الدول تمتنع حتى الآن -أو تعارض بشكل صريح كما في حالة ألمانيا- التدخل على نطاق أوسع بذرائع تتراوح من الكلفة إلى الشعور بالقلق من التورط في حرب طويلة أخرى على غرار أفغانستان.

وقال جوشي إن «الاغتيال لا يحظى بتأييد واسع... والأطلسي يريد توحيد الائتلاف». كما سيثير تساؤلات بشأن دعم التدخل في ليبيا في العالم العربي الذي تحرص الحكومات الغربية على الحفاظ عليه. وبدأت الإدانة الدولية لغارة الأطلسي يوم الأحد عندما قال عضو في البرلمان الروسي إنها تثبت أن الائتلاف يتجاوز تفويض الأمم المتحدة وهو حماية المدنيين من خلال غارات جوية وفرض حظر للسلاح وحظر للطيران فوق ليبيا. ولن يضع اغتيال القذافي بالقطع نهاية سريعة للقتال في ليبيا مع قدرة أبنائه بما في ذلك سيف الإسلام الذي تلقى تعليمه في الغرب على تولي دوره القيادي. وقال جوشي «ليس بإمكانك مواصلة التخلص منهم واحداً بعد الآخر»

العدد 3162 - الأربعاء 04 مايو 2011م الموافق 01 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً