قال مصدر أمني عراقي أمس الخميس (5 مايو / أيار 2011) إن 21 شرطياً عراقياً على الأقل قتلوا وأصيب 75 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزاً للشرطة في مدينة الحلة جنوب بغداد، وذلك بعد أيام قليلة من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان على أيدي قوات أميركية. وأضاف المصدر أن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة هاجم مديرية نجدة الحلة وفجر نفسه عند الباب الرئيسي ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الشرطة».
وفي وقت لاحق أعلنت مصادر طبية في مستشفى الحلة الجراحي «مقتل 21 شخصاً وإصابة 75 بجروح حالة بعضهم خطرة في الهجوم الذي استهدف مركز الشرطة». وعلقت لائحة بأسماء ضحايا الهجوم عند مدخل المستشفى.
وقد خلف الهجوم الذي وقع حوالى الساعة السابعة صباحاً (04,00 ت غ) حفرة بعرض مترين وأصاب مبنى المديرية في وسط المدينة (95 كلم جنوب بغداد) وعدداً من المباني المجاورة بأضرار جسيمة، وفقاً لمراسل «فرانس برس».
وقال رئيس مجلس محافظة بابل التي تتبعها الحلة، كاظم مجيد التومان أن «السيارة كانت محملة بمئة وخمسين كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار».
بدوره أشار مسئول اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، حيدر الزرزور إلى أن «الهجوم وقع أثناء عملية التعداد الصباحي لمنتسبي المديرية».
وأضاف أن «الانتحاري استغل توقيت تبادل الوجبات (تغيير الأفراد) حيث يجرى تعداد في الساحة الرئيسية لتسليم واستلام المهام، فاقتحم الباب الرئيسي وفجر نفسه بعد أن تمكن من الدخول لمسافة أربعة أمتار داخل الباحة».
ويعتبر هذا الهجوم الأعنف منذ مقتل 58 شخصاً في تكريت في أبريل حين هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» مقر المحافظة.
ووقع هجوم أمس بعد حوالى عام من سلسلة تفجيرات استهدفت الحلة وقتل فيها 50 شخصاً، وقبل أشهر قليلة من انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
كما جاء بعد أيام قليلة من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان على أيدي قوات أميركية خاصة، وسط مخاوف من عمليات انتقامية قد يشنها التنظيم.
وفي النجف أعلن مدير الإعلام في الشرطة، مقداد الموسوي «اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الشرطة وبعض المرافق المهمة في المدينة تحسباً لأي طارئ أو أي عمليات انتقامية قد تقوم بها القاعدة».
واتخذت معظم المحافظات العراقية سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة تحسباً لوقوع هجمات انتقامية مماثلة.
وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء المجاورة للحلة إن «أجهزتنا الأمنية حالياً في حالة استنفار وانتشرت في مداخل المدينة القديمة وشددت من إجراءاتها في دخول السيارات».
وبشأن توقعه بخصوص استهداف كربلاء قال «العراق كله ليس بعيداً عن حملة القاعدة الانتقامية (....) لكننا أعددنا خططاً استباقية تعتمد على معلومات استخبارية لتجنب ذلك».
وقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح أمس في بغداد في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في شارع نضال بمنطقة الكرادة.
في موازاة ذلك أعلنت الشرطة العراقية في قضاء الطوز جنوب كركوك (شمال) أن مدير الأمن الكردي في المنطقة، الرائد نوزاد كريم فارس أصيب جراء استهداف موكبه بعبوة ناسفة، فيما قتل شخصان وأصيب خمسة من مرافقيه.
وفي الموصل (370 كلم شمال بغداد) أعلنت الشرطة مقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة لاصقة بسيارته في حي الحدباء شمال المدينة
العدد 3163 - الخميس 05 مايو 2011م الموافق 02 جمادى الآخرة 1432هـ