قتل ثلاثة متظاهرين على الأقل قبيل فجر أمس الجمعة (27 مايو/ أيار 2011) في داعل (ريف درعا، جنوب سورية) بنيران رجال الأمن فيما شهدت مدن سورية أخرى تظاهرات احتجاج فرقت قوات الأمن بعضها بالقوة غداة توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين «القمع الدموي» في سورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «رجال الأمن أطلقوا النار على متظاهرين في قرية داعل قبيل فجر الجمعة لتفريقهم». وأضاف أن «الأمن أطلق النار على بعض المتظاهرين الذين اعتلوا أسطح الأبنية لإعلاء صوت التكبير ما تسبب بوفاة ثلاثة أشخاص على الأقل» في هذه القرية التابعة لمدينة درعا معقل موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس/ آذار.
وأشار المرصد إلى أن «أصوات التكبير علت عند منتصف ليل الخميس في بانياس الساحلية (غرب) وحمص (وسط) وحماه (وسط) ودوما (ريف دمشق) واللاذقية الساحلية (غرب) ومدن سورية أخرى» عشية النداء إلى المشاركة في التظاهرات في يوم «جمعة حماة الديار».
وفي وقت لاحق ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن شخصين قتلا على الأقل عندما فرقت قوات الأمن تظاهرة احتجاجية في مدينة قطنا، القريبة من دمشق، شارك فيها المئات. وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن «شخصين على الأقل قتلا عندما قام رجال الأمن بتفريق تظاهرة في مدينة قطنا شارك فيها المئات». وأورد عبدالرحمن أسماء القتلى.
كما أعلن رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي أمس «وردت لنا أنباء أن قوات الأمن السورية أطلقت النار في الهواء لتفريق نحو 5 آلاف متظاهر التقوا في وسط المدينة بعد أن خرجوا من جامع العرفي ومنطقة الصالحية».
وأضاف أن «قوات الأمن استخدمت القوة لتفرق مئات المتظاهرين في حي ركن الدين وضربتهم بالهروات». وتابع أن «قوات الأمن قامت أيضاً باستخدام القوة لتفريق مئات المتظاهرين الذين خرجوا في منطقة صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)» التي بقيت لغاية الآن بمنأى عن موجة الاحتجاجات.
كما أشار الناشط إلى «مظاهرة في منطقة الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها نحو 400 طفل وهم يحملون العلم السوري بطول 25 متراً مرددين النشيد الوطني السوري»، لافتاً إلى خروج مظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) شارك فيها الآلاف. وخرجت مظاهرة مناهضة للنظام في عامودا (شمال شرق) شارك فيها نحو 2500 شخص، بحسب ريحاوي.
من جهته، أورد التلفزيون السوري الرسمي في شريطاً إخبارياً عاجلاً نقلاً عن مراسليه في المحافظات السورية أن عشرات الأشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام أمام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة. كما أفاد عن قيام «عناصر مسلحة بإطلاق النار على القوى الأمنية وإصابة أحد العناصر بجروح».
ولفت التلفزيون إلى عدة «تجمعات» ضمت 150 شخصاً في القامشلي و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية (شرق) والعشرات في طرطوس الساحلية (غرب) و150 شخصاً في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في رأس العين (شمال شرق).
من جهة ثانية، قال دبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين لهما حق النقض في مجلس الأمن عبرتا عن قلقهما أمس الأول من مسعى أوروبي لإدانة سورية في مجلس الأمن الدولي بسبب حملتها الدموية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وعلى رغم ردود الفعل السلبية في بادئ الأمر من موسكو وبكين قال دبلوماسيون غربيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم إنهم يأملون ألا يعرقل الروس والصينيون مشروع قرار وزعته كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال على المجلس المؤلف من 15 عضواً يوم الأربعاء الماضي. وقال دبلوماسي «لدينا تسعة أصوات في الوقت الراهن». وأضاف «سنحاول الحصول على موافقة جنوب إفريقيا والبرازيل والهند. لم تهدد أي دولة باستخدام حق النقض ولكن سيتحتم علينا القيام ببعض الجهد لإقناع الروس والصينيين بالامتناع عن التصويت»
العدد 3185 - الجمعة 27 مايو 2011م الموافق 24 جمادى الآخرة 1432هـ