العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ

مهاجمة القوات الأميركية في العراق تستهدف منع تمديد بقائها

يرى محللون أن الهجوم الذي قتل فيه خمسة جنود أميركيين وسط العراق جزء من مخطط جماعات متمردة لدفع بغداد وواشنطن نحو عدم التوافق بشأن تمديد بقاء القوات الأميركية في البلاد.

ويأتي حادث مقتل الجنود الأميركيين الخمسة وهو الأكثر دموية ضد القوات الأميركية منذ أكثر من عامين، في وقت ترتفع وتيرة أعمال العنف بشكل عام وتلك الموجهة ضد الأميركيين بشكل خاص، بحسب مصادر الجيش الأميركي وشركة أمنية خاصة.

ومن المقرر أن تنسحب القوات الأميركية من البلاد في نهاية العام الجاري، وفقاً لاتفاقية موقعة بين بغداد وواشنطن.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حميد فاضل لوكالة فرانس برس إن «الهدف من هذه الهجمات هو الضغط على الإدارة الأميركية من خلال الرأي العام الأميركي لكونه لا يتحمل خسائر في الجنود الأميركيين».

وأضاف أن هذا الأمر «سيولد ضغوطاً مضاعفة على الإدارة الأميركية كونها تريد الانسحاب استجابة للرأي العام الأميركي ولتنفذ الوعود التي قطعتها» على نفسها.

وأعلنت القوات الأميركية في بيان مختصر أن «خمسة جنود أميركيين قتلوا في وسط العراق الاثنين»، من دون أية تفاصيل إضافية.

غير أن مصدراً في وزارة الداخلية العراقية أكد أن «خمسة صواريخ سقطت على مقر مشترك للقوات العراقية والأميركية في منطقة البلديات في شرق بغداد» قبيل صدور البيان الأميركي.

وأضاف المصدر لـ «فرانس برس» أن «مسلحين قتلا عندما انفجرت قاعدة الصواريخ المثبتة في شاحنتهما أثناء عملية إطلاق الصواريخ».

ولم يتضح ما إذا كان الجنود الأميركيون الخمسة قد قتلوا تحديداً في هذا الهجوم الذي لم تتبناه أية جهة حتى الآن.

وقال مسئول عراقي رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب لـ «فرانس برس» إن «هناك عدة جماعات تقود هجمات ضد الأميركيين في هذه المرحلة، لذا لا يمكننا أن نحدد الجماعة المسئولة عن هذا الهجوم».

ورأى أن «الهدف من هذا الهجوم على كل حال هو تسريع انسحاب الجنود الأميركيين من العراق».

وحصيلة القتلى الأميركيين الاثنين هي الأعلى خلال يوم واحد منذ أكثر من عامين حين قتل خمسة جنود أيضاً في 11 مايو/ أيار 2009.

وارتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه ربيع العام 2003 إلى 4459 قتيلاً، وفقاً لتعداد تجريه «فرانس برس» استناداً إلى أرقام موقع إلكتروني مستقل.

وأكدت المتحدثة باسم الجيش الأميركي، الرائد أنجيلا فونارو لـ «فرانس برس» أن الجماعات المتمردة تعمل على تصعيد العمليات التي تستهدف الأميركيين في الشهرين الماضيين، وبشكل خاص في بغداد وجنوب البلاد.

ورفضت إعطاء أرقام محددة عن أعداد الضحايا من قتلى ومصابين في الجيش الأميركي، لكنها أشارت إلى أن وتيرة الهجمات ضد هذه القوات لا تزال أقل بعشر مرات من ذروتها التي بلغتها في بداية العام 2007.

وقال المحلل البريطاني في شركة «إيه كي آي» الأمنية، جون دريك إن أعمال العنف في أنحاء العراق ارتفعت منذ بداية العام الجاري، من أربع إلى خمس هجمات في اليوم الواحد في يناير/ كانون الثاني إلى أكثر من عشرة هجمات خلال مايو/ أيار الماضي.

وقال المحلل علي الصفار من الوحدة الخاصة لمجلة «الإيكونومست» البريطانية إن هدف الجماعات المتمردة من زيادة عملياتها هو محاولتها إظهار أنها تجبر القوات الأميركية على الانسحاب.

وأوضح «إذا كانت القوات الأميركية تنسحب، وقام أحدهم بمهاجمتها، فإنه سيبدو وكأنه هو من يطردها من البلاد». وتابع أن «ما يحاول المتمردون القيام به هو اللعب على وتر أن الأميركيين قالوا إنهم سينسحبون، لكنهم في الحقيقة لن يقوموا بذلك».

وتتركز مهام القوات الأميركية المتبقية في العراق وعددها أقل من خمسين ألفاً بشكل أساسي على تدريب عناصر الجيش العراقي، رغم أنها لا تزال تشارك في مهمات مشتركة.

ورأى دريك أن «تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق ستكون له فائدة كبيرة في مجالات التدريب والاستخبارات والعمليات المشتركة».

وأعلنت واشنطن رسمياً الصيف الماضي انتهاء العمليات القتالية الكبرى، على أن تسحب قواتها التي دخلت البلاد العام 2003 نهاية السنة الحالية.

غير أن الاطراف السياسيون العراقيون يستعدون لبحث إمكان الطلب من واشنطن التي تنشر أقل من خمسين ألف عسكري في العراق تمديد فترة بقاء جنودها، وسط ضغوط أميركية لتعجيل اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.

وقال صفار إن الهجوم الأخير ضد الجنود الأميركيين «يشكل إنذاراً بأن الأمور قد تتجه نحو الأسوأ في حال أراد المتمردون ذلك».

وأضاف أن «الانسحاب من العراق كان الوعد الأهم للرئيس الأميركي عشية الانتخابات الرئاسية، لذا فسيكون من الصعب عليه اقناع الأميركيين بالبقاء في العراق إذا زادت الخسائر في صفوف قواته»

العدد 3197 - الأربعاء 08 يونيو 2011م الموافق 07 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً