من المعروف أن الزوج هو المسئول الأول عن نفقات زوجته وأطفاله، ولكن ما يحدث اليوم، يبدو عكس ذلك تماما، فهناك الكثير من الزوجات يعشن تحت سقف واحد مع أزواج لا ينفقون عليهن، فإذا تكرم وأنفق فإنه ينفق على البيت والأولاد، أما الزوجة وما تحتاج إليه من أصغر أمورها إلى أكبرها فالزوج يتصرف وكأن الأمر لا يعنيه!
في الواقع إن هذه المشكلة أصبحت حقيقة تعاني منها الزوجة، فما الحل يا ترى؟! لسنا هنا بصدد تقديم الحلول ولكنا نطرح المشكلة لنقول إنها موجودة فعلا في مجتمعنا البحريني، إن الزوجة كثيرا ما تجد الحرج في أن تطلب من شريك حياتها حاجاتها الضرورية، على رغم أن السنين مرت عليهما وهما يعيشان معا، هذا واقع، وواقع مؤسف لاشك، وهناك زوجات تضطرهن الحاجة إلى النطق، ولكن بعد أن ينكسر شيء داخلها، فهي ترى أن هذا حقها ولا حاجة بها إلى الطلب على أساس أنه لابد للزوج أن يفكر في زوجته، وثمة زوجات يحولن البيت إلى جحيم من مجرد طرح مسألة المصروف... إذ نجد ان الكثير من الأزواج يردون على هذه المسألة بأنهم يسلمون مبلغا من المال مع عبارة رنانة (مصروف البيت والأولاد) وهم يقصدون بأنها لكل الضروريات، الزوجة عليها أن تتفهم وان تدرك مع الوقت أن ذلك يشملها، فهذا الزوج أخرج المبلغ بعد ان قسم الراتب وبعد ان انهارت نفسيته لأن المبلغ يتقلص ويكاد يصبح لا شيء وهو مطالب بمصروفات كثيرة، ولكن أيضا من باب آخر... ماذا يخسر الزوج لو أرضى زوجته بكلمة بسيطة؟ يجب أن يعلم أنها تحتاج إلى سماعه وهو ان هذا المبلغ خاص لك، مثلا منذ متى لم تذهبي للسوق وتشترين ما تحتاجين؟ إنها كلمات بسيطة لا يتوقع أي زوج مدى أهميتها بالنسبة إلى المرأة، أو ماذا تترك فيها من أحاسيس.
إن المشكلة لا تبدو واضحة إذا كانت الزوجة تعمل وتشارك في بناء كل صغيرة وكبيرة، ولكن بالنسبة إلى ربة المنزل فهي حساسة أكثر تجاه المصروف.
ان مسألة إنفاق الزوج على زوجته وإن كانت تعمل مسألة ضرورية، فهي تحتاج إلى أن تشعر بأنها مسئولة من هذا الزوج وهو يحتاج إلى ان يشعر أنه مسئول عنها، لذلك من الرائع أن يتم النقاش في هذا الموضوع بهدوء وروية، نقاش يطرح فيه الزوج أفكاره وتطرح هي ما تريده وتفضله، ربما تكون المسألة بسيطة في نظر البعض، ولكنها في نظر الآخرين مشكلة لا يعرفون لها حلا أليس كذلك؟!
مصطفى معتوق القصاب
العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ