العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ

المناصب... نعمة ونقمة

كل منصب وظيفي... قيادياً كان أو غير ذلك هو تكليف لأداء واجب من خلال هذا المنصب مقابل راتب شهري يتقاضاه هذا الموظف لقاء خدمته المواطنين، وإن اختلفت تسميات ومواقع الموظف عن الآخر من مواقع المسئوليات والمهمات والأدوار التي تقع على كاهل كل موظف في وظيفة كبيرة كانت أو صغيرة.

ولأن جلوس أي موظف على كرسي الوظيفة هو تكليف لأداء واجب أو رسالة عليه أن يؤديها بالأمانة والنزاهة والصدق، فإن على هذا الموظف أيضاً أن يكون في مستوى الدور الذي يؤديه وفي مستوى المنصب الذي يشغله بعيداً عن الكبرياء والتعامل مع الآخرين باعتبارهم موظفين مرؤوسين لديه أو مراجعين يأتون لإنجاز معاملاتهم، فالأشخاص الذين يتغيرون في المنصب لن يجنوا من الآخرين سوى التذمر والابتعاد عنهم، لأنهم - أي هؤلاء الأشخاص - صاروا خاضعين لإغراء المنصب و«كشخته» اللذين ليسا دائمَين لأي إنسان ولن يدوم إلا الذكر الطيب الذي يتركه التواضع والكلمة الطيبة التي يتعامل بها أي قيادي مع غيره من دون النظر إلى مستوى هذا الإنسان.

هناك قيادات بحرينية وصلت إلى المناصب فأعطته هيبته ومكانته ودوره في الإنجاز وخدمة المواطنين وفي التعامل الطيب معهم ومع بقية المواطنين لديه، هؤلاء لم يتركوا المنصب يغريهم أو يبدّل معدنهم لأنهم جاءوا في اللحظة الصحيحة وساروا في الطريق الصحيح من دون تدخلات خارجية... لكن هناك آخرين من القيادات كانوا مغمورين في وظائفهم القديمة لكنهم حين وصلوا إلى كرسي القيادة في وظيفتهم تحولوا إلى سلاطين زمانهم بعد أن تناسوا وظائفهم وماضيها وتنكروا حتى لأقرب المقربين لديهم ومن الموظفين هؤلاء اعتبروا المنصب الوظيفي تشريفاً لهم ولم يعلموا أن المنصب القيادي لا يريد الآخرون منه أموالاً وهدايا أو صكوك الغفران، لكنهم يريدون منه أسلوباً راقياً في التعامل واحتراماً لمكانة الآخرين وإنسانيتهم والنظر إليهم نظرة تليق بمكانتهم كبشر فوق الأرض، لا نظرة ازدراء فيها ترفع عنهم لإشعارهم بأن طبيعة المنصب تتطلب الكبرياء والغطرسة والعياذ بالله وادرك هذا الصنف وأمثاله ان المناصب زائلة وأن عليهم أن يتذكروا مواقعهم الوظيفية قبل أن يأتوا إلى هذا المنصب لعرفوا أن التواضع واحترام الآخرين وتقديرهم يزيد من مكانتهم في قلوب من حولهم ويزيد احترام الناس لصاحب المنصب.

فتواضعوا يا من بيدكم المناصب، وتذكروا أن المناصب زائلة وتذكروا أيضاً من كان قبلكم فوق هذه الكراسي.

جمعة جعفر محمد

العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً