لم تحسم "الأرقام الأولية" التي وزعتها المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق أمس مصير الدستور الذي لايزال معلقا بانتظار معرفة نتيجة محافظة نينوى. وقال المسئول في المفوضية فريد ايار: إن "نسبة التأييد بلغت أكثر من 90 في المئة في محافظات البصرة وكربلاء وميسان وذي قار والنجف وواسط". وأضاف أن محافظة صلاح الدين، "رفضت بغالبية 80 في المئة المسودة بينما رفضها 54 في المئة فقط في ديالى". وكثرت التوقعات بشأن احتمال نجاح الاستفتاء في نينوى، وأوضح عضو الجمعية الوطنية محمود عثمان أن "مصادر غير رسمية توقعت نجاحه في نينوى، إذ أشارت إلى أن 60 في المئة من الأصوات التي تم فرزها كانت إيجابية"، مؤكدا أن "صلاح الدين والانبار رفضتا الدستور لكن نينوى تشكل بيضة القبان". وأكد أن "العرب السنة يشكلون غالبية في "نينوى" لكن يجب ألا ننسى أن جزءا منهم يؤيد المسودة نظرا إلى الثقل الأساسي الذي يتمتع به الحزب الإسلامي هناك". وفي وقت لاحق أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أنها تجري تدقيقا للنتائج في عدد من المحافظات لأن النسب "مرتفعة كثيرا". وأضافت أن ذلك سيؤدي إلى تأجيل النتائج لبضعة أيام. في غضون ذلك، توجه وفد أمني من الجامعة العربية للعراق تمهيدا لزيارة الأمين العام عمرو موسى، في حين جمع رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي عددا من قادة الأحزاب تحت شعار "الوحدة الوطنية". من ناحية أخرى، استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البريطاني لتبلغه احتجاجها على المزاعم البريطانية بتدخل إيران في شئون العراق.
بغداد - وكالات
أشارت توقعات أمس إلى احتمال نجاح الاستفتاء على الدستور العراقي في نينوى التي ستحسم مصيره وسط تكتم المفوضية العليا للانتخابات بشأن النتائج على رغم الصخب الإعلامي وتحذيرات السنة من "التزوير". وقال مسئول كردي إن هناك توقعات بفوز الـ "نعم" في الاستفتاء في نينوى "شمال". وأوضح عضو الجمعية الوطنية محمود عثمان "أن مصادر غير رسمية توقعت نجاح الاستفتاء في نينوى إذ أشارت إلى أن 60 في المئة من الأصوات التي تم فرزها كانت إيجابية". لكنه شدد على أن "هذه المعلومات ليست رسمية أو مؤكدة لأن عملية الفرز لاتزال مستمرة"، موضحا أن "محافظتي صلاح الدين والانبار رفضتا الدستور على ما يبدو لكن هناك نينوى التي تشكل بيضة القبان". وأكد عثمان ردا على سؤال أن "العرب السنة يشكلون غالبية في المحافظة "نينوى" لكن يجب ألا ننسى أن جزءا منهم يؤيد المسودة نظرا للثقل الأساسي الذي يتمتع به الحزب الإسلامي هناك". وأكد أن الموصل "تشكل معقلا وخزانا بشريا للحزب". وأدى تضارب المعلومات بشأن نتائج الاستفتاء في المحافظات السنية والمعلومات التي أكدت سقوطه في محافظتي صلاح الدين والانبار إلى تدخل المفوضية العليا للتحذير من "التكهنات والتسريبات". ولاتزال المفوضية تلتزم الصمت حيال تواتر النتائج غير الرسمية وتضاربها مع تأكيد جهات من السنة أن الغالبية رفضت الدستور في مناطق وجودهم وبنسبة كبيرة. ويلتزم العاملون في مكتب المفوضية في نينوى التكتم بعد أن نفى معلومات نشرتها وسائل إعلام تؤكد نجاح الاستفتاء في المحافظة. وأعلن مدير مكتب نينوى ظاهر حبيب الجبوري أن "المكتب لم يدل بأي تصريح بشأن النتائج"، مؤكدا ان "إدخال البيانات إلى قاعدة المعلومات يحتاج إلى عدة أيام لإظهار النتائج النهائية". وكان مصدر في المفوضية أعلن أن "نسبة المشاركة في صلاح الدين بلغت 88 في المئة رفضت نسبة 71 في المئة منهم الدستور". لكنه شدد على أن هذه "النتيجة أولية وليست نهائية". وفي الانبار، تضاربت المعلومات الأولية بشأن نسبة المشاركة. فقد أعلنت مصادر المفوضية أن ما بين 150 و180 ألفا من أصل 206 آلاف ناخب صوتوا، رفضت غالبيتهم العظمى الدستور أوضح بيان للجيش الأميركي أن المشاركين كانوا بحدود مئة ألف فقط. وفي محافظة ديالى، حيث خليط من العرب السنة والشيعة والأكراد والتركمان، وصلت نسبة المشاركة إلى 66 في المئة مع غالبية مريحة تأييدا للدستور، بحسب المعلومات الأولية من مصادر المفوضية. وأوضحت المفوضية أن "الأرقام الصادرة من بعض المكاتب قد تكون تكهنات أو اجتهادات مبنية على افتراضات أو أرقام جزئية لا يمكن اعتبارها نتائج نهائية أو تقريرية والمفوضية غير مسئولة عنها". وأكدت أن "المكان الذي تظهر فيه النتائج هو المركز الوطني للمفوضية من بغداد وليس من المحافظات". في غضون ذلك، انتقد مجلس الحوار الوطني، إحدى هيئات السنة البالغ عددها 21 حزبا وحركة، تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس بشأن ترجيح إقرار الدستور "بشكل يستبق اعلان المفوضية العليا". وندد المجلس في بيان بـ "محاولات الغش والتزوير التي تمارسها أطرافا مختلفة "..." فلدينا إحصاءات عملية دقيقة عن النتائج وحجم الرفض الكبير الذي واجهته المسودة "..." التي رفضها شعبنا". وتابع "نحذر من أن ذلك سيولد ردود فعل لا يمكن احتواء نتائجها". كما قال المسئول في المفوضية عبدالحسين الهنداوي: "إنني مندهش من تصريحات رايس" وأضاف "حسبما اعرف، فهي لا تعمل مع المفوضية". وأظهرت أرقام غير رسمية ولا نهائية تفاوتا في نسبة المشاركة وخصوصا من حيث التوزيع الجغرافي. وأعلنت رئيسة دائرة مساعدة الانتخابات في الأمم المتحدة كارينا بريلي أن مشاركة ثماني محافظات في الجنوب والوسط لم تكن واسعة. إلا أنها شددت على أن هذه النتائج "ليست نهائية". من جهته، أعلن المدير العام للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات عادل اللامي أن عاصفة ترابية عرقلت عملية نقل صناديق الاقتراع بالطائرات من المحافظات إلى المركز في بغداد
العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ