العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ

"إسرائيل" تقطع الاتصالات مع الفلسطينيين وشارون يلغي اجتماعه بعباس

المحكمة العليا تقرر بناء الجدار في منطقة الرام المقدسية وتقبل ادعاء النيابة كاملا

الأراضي المحتلة-محمد أبوفياض 

17 أكتوبر 2005

فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي ابتداء من منتصف الليلة قبل الماضية، قيودا مشددة على تحركات المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، شملت منع السيارات المدنية الفلسطينية من التحرك على شوارع الضفة بشكل مطلق، تقريبا، والسماح للفلسطينيين بالتنقل بواسطة سيارات الأجرة فقط، اضافة الى إعادة نشر الحواجز على الطرقات الداخلية وفرض الحصار الداخلي على المدن الفلسطينية، ووقف كل المحادثات الجارية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية ووقف تسليم المسئوليات الأمنية عن المدن الفلسطينية للسلطة الفلسطينية. ونقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون انه قرر الغاء اللقاء الذي كان مرتقبا عقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر المقبل، وذلك ردا على العملية الفدائية التي وقعت على مفترق مجمع مستوطنات "غوش عتصيون"، أمس الأول، والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح خمسة قدرت جروحهم بين خطيرة ومتوسطة. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية ان هذه الخطوات التي اقرها وزير الأمن، شاؤول موفاز، مساء أمس الأول، تأتي في إطار سياسة دفاعية على المدى القريب وعمليات احباط هجومية سيتم تنفيذها على المدى الطويل. وهاجم المصدر الأمني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبرا انه يعمل في فراغ ولا توجد قيادة تدفعه الى العمل ضد "الارهاب". وكان موفاز اصدر تعليمات بفرض القيود المشددة، خلال جلسة المشاورات التي عقدها مع جهات أمنية، اثر وقوع العملية أمس الأول. وجاء ذلك اثر تهديده للفلسطينيين برد كاسح على العملية، قائلا "إنهم سيشعرون بوجود الجيش الاسرائيلي بينهم وأن "إسرائيل" ستفعل كل ما بوسعها من أجل توفير الأمن للإسرائيليين ومن أجل منع مثل العمليات التي شاهدناها". كما قررت المحكمة العليا الإسرائيلية موقف النيابة العامة للدولة العبرية وسمحت باستكمال بناء الجدار بجانب منطقة ضاحية البريد "الرام" في شمال القدس الشرقية المحتلة، بحجة ان هناك حاجة أمنية ملحة لبناء الجدار في المنطقة. وقبلت المحكمة أيضا موقف الدولة القاضي بوجوب بناء سور مكان الجدار العادي لأن الجدار من الممكن ان يخترق في فترة زمنية قصيرة، كما ادعت النيابة العامة للدولة. ومن المفترض ان يمر السور في المسار الشمالي للمنطقة ومن بين ساحات البيوت ونتيجة هذا البناء سيتم هدم بعض الساحات وسيتم ترتيب مداخل أخرى للبيوت من تلك المنطقة. وألزمت المحكمة العليا الإسرائيلية، مجلس "مسغاف" الإقليمي على إعادة توفير المواصلات لنقل طلاب قريتي الكمانة والحسينية إلى مدارسهم في نحف. وأصدرت المحكمة أمرا احترازيا في هذا الشأن، بعد التماس قدمه مركز "عدالة" - المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في الداخل، اثر قيام المجلس بوقف توفير المواصلات لطلاب القريتين، لإجبارهم على الانتقال إلى المدرسة التي أقامها لهم المجلس في وادي سلامة. وفي موضوع آخر، عبرت السلطة الفلسطينية أمس عن تخوفها من اتخاذ العملية الفدائية التي وقعت في الضفة الغربية، محذرة من أن "إسرائيل" ستتخذها ذريعة لاعاقة فتح معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة وتمكين الفلسطينيين العالقين في الجانب المصري الى ديارهم. وادعى وزير الاتصالات الفلسطيني صبري صيدم المكلف بمتابعة ملف المعبر ان اللقاءات بين الجانبين كانت إيجابية والأمور تسير بالاتجاه الصحيح لكن الصورة تغيرت الآن ولا نعرف كيف ستسير الأمور خلال الأيام المقبلة. وفي موضوع آخر، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس أن الفصائل الفلسطينية في غزة تعكف على إعداد وثيقة شرف تطرح محاور تزيد على ما طرحته وثيقة الشرف التي أعدتها الفصائل الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية والمتعلقة بالانتخابات التشريعية واحترام نتائجها. وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية جميل المجدلاوي إن وثيقة غزة ستتناول ثلاثة محاور، هي: أولا: تنظيم حمل السلاح المنتشر بكثافة في قطاع غزة وحماية سلاح المقاومة والمحافظة عليه بعيدا عن الخلافات الداخلية شخصية أو عائلية أو الاقتتال الداخلي. أما المحور الثاني، فيتعلق بآلية التعامل مع أفراد وعناصر المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، والمحور الثالث هو المرجعيات التي تحكم ذلك على ضوء وضع السلطة الوطنية الراهن غير القادر على توفير الأمن للمواطن الفلسطيني ودعم القوى الوطنية والإسلامية لجهود وقف الانفلات الأمني وتوفير الأمن والأمان والحفاظ على السلم الأهلي للمجتمع الفلسطيني بعد رحيل الاحتلال عن غزة.


الرئيس الفلسطيني: الاتصالات مع "إسرائيل" تستأنف قريبا

باريس - أ ش أ

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اعتقاده بأن الاتصالات التي قررت "إسرائيل" تجميدها مع الفلسطينيين ستستأنف قريبا. وقال الرئيس الفلسطيني - في تصريحات له عقب اختتام مباحثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء أمس في قصر الاليزيه - أن هناك الكثير من الموضوعات التي تحتاج إلى مناقشة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وجدد "أبومازن" إدانته للهجمات الفلسطينية التي أسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، مؤكدا أن هذه الأعمال تلحق الضرر بالهدنة التي تعهدت المنظمات الفلسطينية باحترامها. ومن جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن أمله في أن يعطي الانسحاب الإسرائيلي من غزة دفعة جديدة للعملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وان يتيح لدولتين - فلسطينية وإسرائيلية - العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن

العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً