صدرت مؤخراً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمَّان المجموعة الشِّعريَّة الجديدة: «مري كالغريبة بي» للشَّاعر والإعلامي الفلسطيني أنور الخطيب، وقد وقعت المجموعة في 270 صفحة من القطع المتوسط.

بهدوء يشبه انسلال الماء إلى نصله، ينسل الخطيب إلى جملته الشعرية ليكونها، يتأمل، ينسج، يعجن، ثم يذري اللغة لتكون أناه كما يحبها أن تكون، وبين الواقع والممكن يطلق جملته التي تمر من على أصابع ذاكرتك مخلفة دهشتها التي سرعان ما تملئ سلالك بالأسئلة. تتضمن المجموعة 48 نصاً شعرياً راوحت بين الشعر الحر والتفعيلة. وقسّم الشاعر مجموعته إلى خمسة أجزاء حملت عناوين «مفردة واحدة لحبيبتي، وأوجاع الليل، وظل الله، وظل ووطن، وبالأبيض والأسود».

ويقع تحت كل عنوان مجموعة من النصوص الشعرية، التي راوحت بين العاطفية والصوفية والوطنية والإنسانية، أما الإهداء فكان: «إلى أمي.. وهي تعدُّنا واحداً واحداً للمنفى»، حيث يسود موضوع المنفى والغربة والحب والوطن معظم قصائد المجموعة.

من أجواء المجموعة، يقول الخطيب في قصيدة مهداة إلى أمه «وددت لو يُشترى الغياب لاشتريت مضجعك.. لو أُجن حتى أخطفك.. لو تصيرين هواء لأستنشقك.. لو أعود طفلا فأبكي وأتبعك.. وددت لو لم تكوني، كي لا أكون فأجهلك.. تمنيت لو لم يراودك أبي ولم يعشقك.. سادر في غيابه.. حاضر في ترمّلك».

ومن قصيدة «مري كالغريبة بي» التي حملت عنوان الديوان يقول الخطيب: «لا تعانقي هامتي في صالة الانتظار.. ولا تبحثي في سهل وجهي عن قطيع الوداع.. لا تشمي شعر صدري.. لا تقبّلي رقبتي.. ففي لحظة الوداع أخسر كل رائحتي.. أفقد وجهتي، جنون فكرتي، إيقاع جملتي.. وكفاي تخدران.. وأصابعي تصاب بالعمى.. لا تصافحيني.. فبعد الانتهاء من حقائبك الثقيلة، مري كالغريبة بي..».

يذكر أن هذا الديوان هو الثالث في إصدارات الخطيب الشعرية، والـ18 في إطار إصداراته القصصية والروائية. ويقول الخطيب إن الديوان يضم نصوصاً تمثل تجربته في الكتابة الشعرية خلال السنوات الـ10 الماضية، وسيصدر قريباً ديوان آخر بعنوان «شجر ذاهب للريح» كي يتفرغ لإعادة كتابة رواية أنجزها أخيراً