مع بداية مسيرة المنتخب البرازيلي لكرة القدم في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليا في الأرجنتين، شاهد أنصاره وعشاقه وحتى منافسوه العديد من الألوان البراقة والأسماء الرنانة البارزة ولكن أداء الفريق كان بلا لون أو مذاق. وارتدى لاعبو البرازيل خلال مباراتهم الأولى بالبطولة أمام المنتخب الفنزويلي أحذية ذات ألوان متعددة براقة إذ ارتدى داني ألفيش، على سبيل المثال، حذاء يضم ألوان البنفسجي والأصفر والبرتقالي بينما فضل روبينهو ونيمار في حذاءيهما ألوان الأبيض والأزرق والوردي وأضاف بعض اللاعبين إلى كعوب أحذيتهم لونا أخضر ساطعا (فوسفوريا).
ولكن الفريق فشل في تقديم عرض براق يشبه هذه الألوان العديدة وسقط في فخ التعادل مع نظيره الفنزويلي. وإزاء هذا التعادل المخيب للآمال، بدأ المدير الفني للمنتخب البرازيلي المدرب مانو مينزيس في توضيح الطريقة المثلى لاستعادة الفريق لبريقه داخل المستطيل الأخضر مشيرا إلى أن الفريق يحتاج إلى التعامل مع مباراته القادمة أمام باراغواي بشكل مختلف. وأوضح مينزيس إن الفريق يحتاج إلى تقليص حجم الأخطاء وأن يصبح أكثر إصرارا وكفاحا مما كان عليه في مباراة فنزويلا.
ولكن هل يستمر مينزيس في إتباع طريقة اللعب 4/2/3/1 أم يدفع منذ البداية بلاعبه إيلانو للتحرك كثيرا في وسط الملعب وربط الناحية اليمنى باليسرى ؟ وأصبح الدفع بإيلانو ضمن التشكيل الأساسي للفريق في المباريات المقبلة أمرا منطقيا وضروريا على الرغم من البداية غير الموفقة في المباراة الافتتاحية للبطولة. وأصبحت العبارة الأكثر تداولا في معسكر المنتخب البرازيلي بمدينة لوس كارداليس الواقعة على بعد 60 كيلومترا من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس «مع اللعب أمام الفرق الأقوى، سيدفع مينزيس باللاعب إيلانو على حساب أحد المهاجمين أو على حساب لاعبي خط الوسط المهاجمين».
وإذا شارك إيلانو بالفعل ضمن التشكيل الأساسي للفريق سيكون على حساب أي من غانسو أو نيمار أو روبينهو أو ألكسندر باتو. والأمر المثير هو أن المرشح الأبرز للخروج من التشكيلة الأساسية وهو باتو كان الأفضل من بين هؤلاء المهاجمين الأربعة خلال مباراة الفريق أمام فنزويلا وكان الأكثر فعالية على المرمى والأقرب لهز الشباك كما تصدت العارضة لإحدى تسديداته. ومع ظهور باتو بهذا المستوى الجيد في المباراة الأولى، من المرجح أن يلجأ مينزيس لإخراج نيمار أو غانسو من التشكيل الأساسي إذا قرر الدفع بإيلانو، علما بأن غانسو ونيمار لعبا على مدار التسعين دقيقة في المباراة الأولى، بينما استبدل روبينهو في وسط الشوط الثاني وباتو قبل ربع ساعة من نهاية المباراة.
وعلى رغم ذلك، يواجه مينزيس مأزقا حقيقيا قبل المباراة المقبلة أمام باراغواي لأنه سيحتاج إلى تغيير الأسلوب الخططي للفريق والذي كان قائما على الهجوم الكاسح والضاغط مستعينا بالعدد الكبير من مهاجمي الفريق وبمعاونة لاعبي خط الوسط المهاجمين. ولكن هذا التغيير قد يجلب للفريق البرازيلي الانتصارات التي فقدها في المباراة الأولى أمام فنزويلا عندما دفع بأربعة مهاجمين في آن واحد
العدد 3224 - الثلثاء 05 يوليو 2011م الموافق 03 شعبان 1432هـ