رفض المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيدعلي خامنئي أمس ضمنا عرض الدول الكبرى مقابل تعليق إيران تخصيب اليورانيوم، معتبراً أن على طهران ألا تتنازل عن «تقدمها العلمي» مقابل «رشى» وألا تخضع «للتهديدات». ولوح المرشد في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الإمام الخميني (قدس) أيضاً باستخدام سلاح النفط في حال تعرضت بلاده لتحرك أميركي. وفي المقابل، عرضت الولايات المتحدة رفع بعض عقوباتها الاقتصادية عن إيران في إطار المقترحات التي سيعرضها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على طهران، كما كشف دبلوماسيون في فيينا أمس.
طهران – وكالات
رفض المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيدعلي خامنئي أمس ضمناً عرض الدول الكبرى مقابل تعليق إيران تخصيب اليورانيوم، معتبراً أن على طهران ألا تتنازل عن «تقدمها العلمي» مقابل «رشى» وألا تخضع «للتهديدات». وقال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون: «حققنا الكثير من الإنجازات العلمية (...) وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين بخضوعنا لتهديدات الأعداء وألا نخدع برشى الأعداء». ولوّح أيضاً باستخدام سلاح النفط في حال تعرضت إيران لتحرك أميركي. وحذر أعلى مسئول في الجمهورية الإسلامية من أنه «إذا ارتكبتم خطأ واحداً في حق إيران فأكيد أن التزويد بالطاقة سيكون في خطر كبير».
ووصف خامنئي الذي ألقى خطابه بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الإمام الخميني، البرنامج النووي بأنه «استثمار تاريخي». ولم يشر خامنئي صراحة إلى تخصيب اليورانيوم في الكلمة، غير أنه قال: «لدينا التزام تجاه مصالحنا الوطنية ومن يهددها سيجرب حدة غضب هذه الأمة». كما أشاد بجهود العلماء النوويين الإيرانيين في تطوير تكنولوجيا نووية محلية الصنع، ووصفها بأنها «خطوة شجاعة»، ورفض حملة الغرب ضد البرنامج النووي للبلاد.
وتحدث خامنئي من على منصة كتب عليها كلمات الخميني «أميركا لا تستطيع أن تفعل شيئاً». وعدّد ما وصفه بإخفاقات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية وأنحاء أخرى من المنطقة. واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على تقديم عرض لإيران في محاولة لإقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم. وسينقل هذا العرض الذي لم يكشف فحواه الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيي رسولانا شخصياً إلى المسئولين الإيرانيين خلال ساعات.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن مساء السبت أن مسألة تخصيب اليورانيوم ليست موضع تفاوض وإن كانت طهران مازالت مستعدة للنظر في مقترحات القوى العظمى.
ويتوقع أن يتضمن عرض الدول الكبرى إجراءات تحفيزية وكذلك إجراءات لاحقة ملزمة يتخذها مجلس الأمن في حال رفض إيراني. وبدا خامنئي وكأنه يشير إلى ذلك عندما تحدث عن «رشى» و»تهديدات». ولدى تطرقه إلى هذا الاحتمال الأخير، حذر من أن «من يهدد مصالحنا سيلقى جام غضبنا». وشكك في إجماع المجتمع الدولي على إرغام إيران على تعليق نشاطاتها الحساسة. واعتبر أن «ليس ثمة إجماع ضد إيران» لأن الضغط على الجمهورية الإسلامية «يمارسه الأميركيون وحلفاؤهم فقط». وأكد أنه يمكن لإيران في المقابل أن تعوّل على دعم دول عدم الانحياز والدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وتابع أن الأوروبيين الذين «يتحركون كوسطاء ويتبنون تحت الضغط المواقف الأميركية فإنهم يقولون لنا سراً إنهم لا يؤمنون بأن ثمة إجماعاً». ويبدو أن إيران تراهن على وجود اختلاف مصالح بين الولايات المتحدة من جهة والأوروبيين والروس من جهة أخرى. إذ أكد خامنئي «لدينا علاقات جيدة وصحيحة مع أوروبا وستتحسن هذه العلاقات أكثر في المستقبل القريب لأنهم في حاجة إلى ما ننتجه من غاز». أما روسيا فإنه اعتبر أن إيران تتقاسم معها «مصالح مشتركة» ولاسيما معارضة الأميركيين. ومن بين الأميركيين تحديداً، قلل وزير الدفاع رامسفيلد أمس في سنغافورة من أهمية رفض الرئيس الإيراني التفاوض بشأن ما يعتبره «حقاً كاملاً» في إنتاج الوقود النووي. وقال المسئول الأميركي قبل أن يدلي خامنئي بتصريحاته، إن الإيرانيين لم يتلقوا بعد عرض الدول الكبرى و»بالتالي فإنهم لا يستطيعون الرد قبل الاطلاع على فحوى هذه المقترحات».
واشنطن – أ ف ب
قللت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أمس من التهديدات الإيرانية باستخدام سلاح النفط في مواجهة المجتمع الدولي على خلفية البرنامج النووي.
وصرحت رايس لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية «أعتقد أنه ينبغي عدم إعطاء أهمية كبيرة لتهديد مماثل، لأن إيران في أي حال تعوّل كثيراً على العائدات النفطية». واعتبرت أن هذا التهديد النفطي قد يرتد على إيران في حال تنفيذه.
وقالت «أعتقد أن نحو ثمانين في المئة من موازنة إيران تتأتى من العائدات النفطية، ومن المؤكد تالياً أن تعطيل السوق النفطية سيكون مشكلة بالغة الخطورة لإيران»
العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ