العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ

قالت الصحف

أليس هو محور بوش - بلير - أولمرت؟

أثارت الصحف الأميركية المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة الحديثة العراقية، إذ أقدمت عناصر مشاة البحرية الأميركية على قتل مدنيا عراقيا غالبيتهم من النساء والأطفال. فاستذكرت «إنجازات» إدارة الرئيس جورج بوش في العراق من فضائح سجن أبوغريب إلى الانتهاكات التي رافقت كل أعمال جيش الاحتلال. ولم تنس الملف الأفغاني إذ سقط ومازال يسقط المئات من المدنيين على أيدي «القوة العسكرية الأسمى والقدوة» أي «المارينز». لكن أحدهم أرخ للانتهاكات الأميركية واعتبر أن الإدارة الحالية تمارس الإرهاب الدولي لينتهي إلى السؤال عن محور الشر الحقيقي: أليس هو محور بوش بلير أولمرت؟


ماذا حصل في الحديثة؟

وفي افتتاحية تحت عنوان «ماذا حصل في الحديثة؟» دعت «واشنطن بوست» الحكومة الأميركية إلى فتح تحقيق شامل في مجزرة الحديثة. ورأت في هذه المجزرة ضربة أخرى لصورة الولايات المتحدة بعد فضائح سجن أبوغريب، مؤكدة ان ما من شيء يبرر ارتكابات «المارينز» هناك. ولكنها اعتبرت ان التخفيف من فداحة الجريمة وتداعياتها ممكن عبر الإسراع في إجراء تحقيق في ملابساتها والكشف عن أية تفاصيل تتعلق بها ومحاسبة المسئولين عنها. غير أنها شككت في إمكان حصول تحقيق شفاف فقيادة المارينز لم تباشر تحقيقاتها عن الجريمة إلا بعد صدور تقرير مجلة «التايم» الذي كشف حقيقة ما حصل هناك، علما بأن المجزرة كانت قد وقعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأعربت الصحيفة عن قلقها أيضا من التقارير الصحافية التي كشفت أن عددا من القادة العسكريين الأميركيين كانوا قد علموا بسقوط عدد كبير من المدنيين في الحديثة، غير أنهم لم يحركوا ساكنا ولم يسارعوا إلى التحقيق في الجريمة. واعتبرت ان هذه المعطيات تثير أسئلة بشأن كم الجرائم التي شهدها ويشهدها العراق وتجاهلها، يتجاهلها القادة الأميركيون. وختمت بتكرار الدعوة إلى محاسبة كل المتورطين في المجزرة وأيضا أولئك الذين قاموا بتغطية الجريمة أو السكوت عنها.


شرف الأمة يتطلب التحقيق

و«شرف الأمة يتطلب تحقيقا شاملا في مجزرة الحديثة» هو عنوان افتتاحية «يو.أس.إي. توداي» التي دعت سلطات الاحتلال إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في المجزرة التي وصفتها بأنها فضيحة، إذ لا ينبغي أن تبلغ الولايات المتحدة المستوى الذي وصل إليه «المتمردون» في العراق الذين ينفذون عمليات قتل منظم بالأبرياء. ورأت ان مواجهة واشنطن للفظائع التي ارتكبها المارينز في حق العزل في الحديثة عبر التحقيق في الحادث ومحاسبة المسئولين، من شأنه أن يزيل جزءا من العار الذي لحق بصورة الولايات المتحدة نتيجة التصرفات غير الأخلاقية وغير المبررة لجنودها في العراق.


«كاونتر بانتش»: إدارة بوش تمارس الإرهاب

واتهم أفيل ويذين وهو مساعد وزير الخزانة الأميركية في إدارة ريغان، في موقع «كاونتر بانتش» الأميركي، إدارة بوش، بأنها تمارس الإرهاب الدولي، فهي مسئولة عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين وعدد غير محدد من المواطنين الأفغان خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيراً في هذا السياق إلى مجزرة الحديثة التي ارتكبها المارينز الذين لفت إلى أنهم من المفترض أن يكونوا القوة العسكرية الأسمى والقدوة والأعلى شأنا في الجيش الأميركي، غير انهم يخضعون اليوم للتحقيق بسبب إقدامهم على قتل عائلات بأكملها. لافتا إلى ان الممارسات غير القانونية لهؤلاء العناصر بلغت حدا دفع قائد المارينز الجنرال مايكل هاغ للسفر إلى العراق لإعطاء جنوده دروسا في كيفية استخدام القوة بطريقة أخلاقية والامتناع عن قتل المدنيين.

ووصف مسئولي الإدارة الأميركية بمجرمي الحرب الذين قتلوا من العراقيين عددا يفوق ضحايا صدام حسين فضلا عن تسببهم بسقوط ألف جندي أميركي بين قتيل وجريح. واستغرب كيف تصنف إدارة بوش بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية والعراق ضمن «محور الشر». فإيران لم تعتد على أحد، وكذلك كوريا الشمالية، أما العراق الذي أقدم على اجتياح الكويت قبل خمسة عشر عاما فقد أعطته الولايات المتحدة نفسها الضوء الأخضر، متسائلاً عن محور الشر الحقيقي أليس هو نفسه محور بوش بلير أولمرت؟ فبوش وبلير أقدما على الاعتداء على بلدين هما العراق وأفغانستان إذ ارتكبا المذابح بحق المدنيين في وقت يحض إيهود أولمرت واشنطن على مهاجمة دولة ثالثة هي إيران.


أولمرت يحض على مهاجمة إيران

وتساءل أيضا عمن يشكل خطرا أكبر على العالم؟ إيران الدولة الصغيرة المتدينة، إذ النظام متشدد ومتمسك بالتقاليد القديمة؟ أم الولايات المتحدة التي تتحكم فيها البروباغندا وحيث الطبقة السياسية تتملص من المسئولية؟ وإذ أشار إلى ان الأميركيين زجوا بصدام حسين في السجن لأنه قمع المتمردين على حكمه، توجه إلى الأميركيين متسائلاً ما إذا كانوا واثقين من ان السلطات لن تطلق النار عليهم إذا نزلوا إلى الشارع وأعلنوا التمرد على إدارة جورج بوش؟

العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً