العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ

تبادل الاتهامات يستنفد صبر الأفغان

إلى من يوجه اللوم، إلى الشرطة أو المعارضة أو إلى المحرضين والمجرمين والانتهازيين أو إلى الجنود الأميركيين الخائفين أو لمكابح سيارة متعطلة.

على مدار أسبوع ومنذ وقوع أعمال شغب ضد الأميركيين تناثرت الاتهامات في كابول لتسقط العاصمة الأفغانية في براثن حال من الفوضى لعدة ساعات على إثر الحادث الذي تسببت فيه شاحنة عسكرية أميركية.

وقال شرطي بارز إن الشاحنة الأميركية قتلت خمسة أفغان على الأقل، فيما قال الجيش الأميركي إنها أصيبت بخلل في المكابح. وقتل سبعة في الحوادث التي أعقبت الحادث بعضهم برصاص الجنود الأميركيين.

وقوضت الاضطرابات بصورة أكبر سلطة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي الذي يصفه البعض بأنه «رئيس بلدية كابول» بسبب ضعف الحكومة.

وقال الوزير الأفغاني السابق حميد الله طرزي: «إذا فقدت ثقة الناس من الصعب جداً استعادتها... لسوء الحظ أنه فقد هذه الثقة لعدم وفائه بوعوده».

قال المسئول السابق في حكومتي قرضاي و«طالبان» وحيد موزهدا: «كلما تحدثنا أكثر عن التقدم والديمقراطية كلما أثرنا غضب الشعب لأننا لم نستطع تحقيق ما يصبو إليه ولم نفِ بما تعهدنا به».

ويرى الأفغان كيف أن قلة حققت الثراء ويرون قادة الفصائل السابقة وهم يبنون المراكز التجارية ويرون سيارات الدفع الرباعي الغالية الثمن تمر جوارهم في الطرق ويتابعون الحياة المريحة لمستشارين غربيين وعاملين في الإغاثة. ولكن في اقتصاد مصطنع تدعمه المعونة والمخدرات تقل الاستثمارات في قطاع الإنتاج وتتساءل الغالبية إذا كانت ستعود عليها بأية فائدة.

وأدان معظم الأفغان أعمال العنف التي وقعت الاثنين الماضي، وقالوا إن مجرمين ومحرضين ومتسكعين وطلبة مدارس استغلوا الاحتجاجات على الحادث.

وكان رد فعل قرضاي توزيع الاتهامات ونشر القوات الأفغانية في الشوارع للحفاظ على النظام بدلاً من قوة الشرطة التي يقول كثيرون إنها على أحسن تقدير تفتقر للكفاءة وعلى أسوأ الفروض أنها إجرامية.

وحتى أمس الأول فرض الجيش حظراً للتجول أثناء الليل وتحرك قرضاي لتطهير الشرطة ووزارة الداخلية فأقال رئيس شرطة كابول وعشرات من الضباط.

كما أدان قرضاي استخدام القوات الأميركية السلاح في الحوادث التي أعقبت حادث الشاحنة. وقال الجيش الأميركي الذي يحقق في الوقائع ان جنوده أطلقوا النار فقط دفاعاً عن النفس.

وأضر الحادث بالعلاقات بين القوات الدولية وخصوصاً الأميركية والأفغان، ولكن لايزال معظمهم يرى ان وجودها ضرورة بغيضة.

ولا يقلق هؤلاء أعمال العنف والهجمات التي تشنها «طالبان» والتي تمر بأكثر مراحلها دموية خلال أربعة أعوام ونصف العام، بل يخشون أن تنزلق أفغانستان نحو حرب أهلية كما حدث عقب الانسحاب السوفياتي في العام ما لم تلزم القوات الأجنبية القادة العسكريين السابقين بالهدوء

العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً