قال نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام إن النظام في دمشق ليس حليفا لإيران بل «أداة استراتيجية» بيدها. ودعا الجيش إلى البقاء خارج الصراع السياسي الدائر بين الشعب «والأسرة الحاكمة»، واصفا رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري بأنه كان بمثابة «وزير خارجية لسورية» قبل اغتياله العام . وقال خدام إن اتصالاته مع جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة تعود إلى ما قبل إعلان انشقاقه عن النظام. وشدد على أنه يخطط للعودة إلى دمشق «قريبا». وأوضح أن حزب الله ارتكب خطيئة بدخوله العمل السياسي من دون أن يضع سلاحه بتصرف الدولة اللبنانية.
وكان خدام يتحدث خلال زيارته لندن للمشاركة في مؤتمر «جبهة الخلاص الوطني» التي شكلها مع المراقب العام لـ «الإخوان» علي صدرالدين البيانوني ومعارضين آخرين في مارس/ آذار الماضي في بروكسل.
وعن تصوره لكيفية حصول التغيير الذي يطالب به في سورية، وخصوصا أن أميركا كررت مرارا أنها لا تريد تغيير هذا النظام بل تريده أن يبدل سلوكه، قال خدام «إن تغيير النظام يمثل مصلحة وطنية سورية قبل كل شيء، فهذا النظام أفقر شعبنا وأضعفه وفكك لحمته الوطنية».
وأضاف «نحن نعمل لتغيير وطني من أجل مصلحة سورية وليس من أجل مصلحة أية جهة خارجية ونرفض أن يتم التغيير المنشود عبر القوات المسلحة والانقلابات العسكرية، لأن كل البلدان التي جرت فيها انقلابات عسكرية أو التي قاد فيه العسكريون السلطة أوصلوا بلادهم إلى الضعف وإلى الانكسار والهزيمة». ونفى أن يكون زار لندن قبل انشقاقه أو أن يكون التقى أي مسئول بريطاني أو أميركي.
ويأتي ذلك في وقت افتتح فيه خدام والبيانوني «مؤتمر الهيئة التأسيسية لمؤتمر جبهة الخلاص الوطني» في لندن أمس. وفيه حذر خدام من أن تصبح سورية لقمة سائغة للطامعين، فيما أكد البيانوني أن التغيير لم يكن يوما سهلا ولا ممهدا ولاسيما في الظروف الراهنة.
ومن المقرر أن يختتم مؤتمر جبهة الخلاص الوطني المعارضة أعماله اليوم (الاثنين)
العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ