أدلى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، بحديث الى صحيفة «الشرق الأوسط»، ينشر اليوم (الاثنين) تناول فيه أبرز القضايا المحلية، والاقليمية والدولية. وبشأن سؤال عن البرلمان المقبل، وقدرة الحكومة على التعامل معه، أجاب سموه «المعارضة الوطنية تسعى معنا لإنجاح أهدافنا وتطلعاتنا في النمو والازدهار الاقتصادي وتحقيق دولة الرفاهية والتقدم ستكون بالطبع محل تقديرنا وسيكون التعامل معها ايجابيا في مزيد من الأفكار البناءة لدعم هذه التوجهات في حاجة الى كل الطاقات والآراء ومختلف وجهات النظر بما يساعدنا في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، ويدفعنا الى الأمام ويحافظ على ما حققناه من مكاسب وانجازات».
المنامة - بنا
أدلى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، بحديث الى صحيفة الشرق الأوسط، ينشر اليوم (الاثنين) تناول فيه أبرز القضايا المحلية، والعربية والدولية. وركز اللقاء في كثير من جوانبه على العلاقات المتميزة التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في المجالات كافة. كما تناول سموه في الجانب المحلي البعد الاقتصادي والخطوات التي تنهجها المملكة لتنويع مصادر الدخل، وأشار خلال اللقاء الى مشاركة المعارضة في البرلمان المقبل، كما عرّج سموه على موضوعات حرية التعبير والصحافة، اضافة الى البرنامج النووي الايراني، والتقارير التي تتحدث عن قرب قيام علاقات دبلوماسية بين البحرين و«اسرائيل» ومدى صحتها.
وفيما يلي نص الحديث الصحافي:
* صاحب السمو... كيف تقيمون العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الآن؟
- إن هذه العلاقات المبنية على الأخوة والمحبة الصادقة ليست بحاجة إلى تقييم فهي نموذج للعلاقة التي نأمل أن تسود الأمة العربية كلها، علاقة التعاضد والتكاتف والتلاحم، العلاقة التاريخية التي بناها الآباء والأجداد على أسس راسخة من التعاون والتكامل في إطار أسرة واحدة لا يفصل بينها حواجز أو حدود.
فنحن في البحرين نقدر ونثمن المواقف الكبيرة المشرفة للمملكة العربية السعودية تجاه بلادنا ومهما قلنا فلن نوف المملكة حقها فقد وقفت بجانبنا وساندتنا في كل الأوقات والظروف وقدمت الدعم لمشروعاتنا الصناعية والاقتصادية وحرصت على أمننا واستقرارنا ولم تتأخر في تقديم العون لنا في كل مشروعاتنا التنموية، فهي مواقف تعكس وتترجم دور المملكة العربية السعودية الرائد وإسهاماتها في مد مظلة الخير والمحبة للجميع من منطلق مفاهيم إنسانية عميقة مستمدة من مكانة المملكة موطن الرسالة السماوية السمحة.
* كيف ترون سموكم إمكان تطوير التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وهل أنتم راضون عن مستوى ما وصل إليه هذا التعاون؟
- نحن لا نراه تعاوناً اقتصادياً بين دولتين وإنما هو تعاون الأخوة الأشقاء، ورجال الأعمال من المملكة العربية السعودية الشقيقة يعاملون في بلادنا مثل إخوانهم رجال الأعمال في البحرين وأية مشروعات مشتركة بين رجال الأعمال في المملكتين تجد ترحيباً ودعماً كبيراً فهي مشروعات مضمونة النمو وتتم من خلال عمل منظم ومدروس يترجم العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين.
وآمالنا لا حدود لها في مزيد من التعاون لأن هذا هو الوضع الطبيعي والمنطقي بين بلدين ارتبطا تاريخياً بالكثير من القواسم المشتركة، وإذا كانت الاستثمارات السعودية في بلادنا قد زادت عن مليون دينار فإننا نتوقع أمام الفرص الاستثمارية الجديدة بالمملكة التي عرضتها وزارة الصناعة والتجارة على المستثمرين السعوديين بأن هذه الأرقام ستتضاعف في غضون فترة قليلة، فهناك الكثير من المشروعات التي تم الاتفاق عليها فعلاً والجاري اتخاذ الخطوات التنفيذية بشأنها حالياً.
* وماذا عن الواقع العربي المعاصر... هل تعتقدون أن العمل العربي قد فشل؟
- نحن لا نقول إنه قد فشل، لكن نقول إنه افتقر إلى الآلية السليمة التي تجعل المواطن العربي يشعر بقيمة وأهمية هذا التعاون، وهذه الآلية كان لابد أن توجه إلى تنمية اقتصادية وبشرية حقيقية في العالم العربي، فمن دون المصالح الاقتصادية القوية القائمة على الإنسان المدرب والمستعد لهذه الشراكة بالمستوى نفسه والأساليب سيصبح الحديث عن التعاون مجرد أمان وشعارات، ولقد كان هناك تباعد في السياسات الاقتصادية بين الدول العربية في فترة من الفترات أفقد هذا التعاون مضمونه وجعله شبه مستحيل، أما الآن مع تغير القوانين ومع الانفتاح الذي ساد العالم كله، ومع تغيير التشريعات الاقتصادية فإننا نعتقد أن من الممكن صوغ تعاون اقتصادي فعال بين الدول العربية يكون مدخلاً عربياً مشتركاً يحقق مصالح الشعوب.
* سموكم يركز كثيراً على البعد الاقتصادي دون البعد السياسي عند حديثكم دائماً... هل تعطون البعد الاقتصادي الأولوية؟
- البعد الاقتصادي أساسي وضروري لنجاح أي عمليات إصلاح، فمن دون تنمية بشرية وبنية تحتية ومرافق متطورة تشكل قاعدة أساسية للاقتصاد ومن دون حرية في تنقل رؤوس الأموال وقوانين وتشريعات تحمي المستثمر فإن الازدهار والرخاء يصبح مستحيلاً، والرخاء هو الذي يحقق الأمن والاستقرار، وإذا لم يكن هناك أمن واستقرار على مستوى ملائم فإن ذلك سيكون عائقاً أمام نجاح وتطوير الأفكار والممارسات السياسية.
* كيف تنظرون إلى البرنامج النووي الايراني؟
- لقد أكدنا موقفنا مراراً في الدعوة إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، فشعوب هذه المنطقة في حاجة إلى تكثيف الجهود من أجل التنمية والتطور، لكننا طبعاً نجد أن من حق أية دولة أن تمتلك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
* تتحدث تقارير كثيرة عن قرب قيام علاقات دبلوماسية بين البحرين و«إسرائيل»... فما مدى صحة ذلك؟
- لا أعتقد أنه يوجد جديد في مسألة العلاقات مع «إسرائيل» فنحن نلتزم بمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت التي اشترطت لقيام علاقات طبيعية مع «إسرائيل» انسحابها من الأراضي العربية المحتلة.
* مازال سموكم يحرص على عقد مجلس أسبوعي مفتوح تلتقون فيه بالمواطنين... كيف ترون هذه اللقاءات؟
- هذا جزء من تراثنا وعاداتنا ولا شيء يمنحني السعادة قدر الالتقاء مع أهلي من أبناء هذا الوطن استمع إليهم وإلى آرائهم وأفكارهم وأتعرف على وجهات نظرهم في كل القضايا والموضوعات المثارة، وعلى رغم أنه تصلني تقارير متابعة دورية من جميع المسئولين إلا أنني احرص دائماً على اللقاء الشخصي المباشر الذي يكون فرصة طيبة للتعرف مباشرة على كل الآراء.
* هناك مخاوف من تجدد أعمال العنف في البحرين... هل تشعرون بالقلق على الوضع الأمني؟
- أؤكد لكم أن الأوضاع الأمنية مستقرة تماماً في بلادنا، وما يحدث من تجاوزات يتم التعامل معها أمنياً في الحدود المناسبة، لكننا لن نسمح أبدا بتعريض سلامة الوطن والمواطنين والممتلكات العامة والخاصة للخطر فهذه مسئوليتنا وهذا واجبنا تجاه وطننا وشعبنا.
* البعض يتحدث عن البرلمان القادم ويصفه ببرلمان المعارضة... هل تعتقدون أنكم ستكونون قادرين على التعامل مع هذا البرلمان؟
- لقد كانت توجيهاتنا إلى جميع الوزراء والمسئولين منذ تشكيل البرلمان الحالي قبل سنوات بضرورة تعاون السلطة التنفيذية الكامل مع المجلس النيابي إيماناً منا بأن هدفنا واحد في النهاية وهو خدمة مصالح هذا الوطن حتى وان اختلفت الوسيلة والطريقة لتنفيذ ذلك. والمعارضة الوطنية التي تسعى معنا لإنجاح أهدافنا وتطلعاتنا في النمو والازدهار الاقتصادي وتحقيق دولة الرفاهية والتقدم ستكون طبعاً محل تقديرنا وسيكون التعامل معها إيجابياً في مزيد من الأفكار البناءة لدعم هذه التوجهات، في حاجة إلى كل الطاقات والآراء ومختلف وجهات النظر بما يساعدنا في تحقيق أحلامنا وطموحاتنا ويدفعنا إلى الأمام ويحافظ على ما حققناه من مكاسب وإنجازات.
* ماهي استراتيجيتكم في تنويع مصادر الدخل القومي واضعين في الاعتبار محدودية المصادر؟
- لدينا استراتيجية وليدة سنوات مضت منذ بدأنا خطوات تحديث الدولة، فلقد كنا على قناعة بأن الإيرادات النفطية وحدها لن تحقق لنا ما نتطلع إليه من تنمية ورخاء لشعبنا، واعتمدنا في ذلك سياسات واضحة كان أهمها أن تكون للبحرين بنية تحتية متقدمة من المرافق والخدمات والاتصالات التي تتيح الفرصة لمجالات جديدة لتنويع مصادر الدخل، ونجحنا بذلك في أن نكون مركزاً مالياً ومصرفياً وتجارياً للمنطقة، ونجحنا في أن نوجد صناعة سياحة متطورة واستطعنا خصوصاً أن نستفيد من الإمكانات البشرية المؤهلة في بلادنا أن نقيم عدداً من الصناعات الحيوية مثل البتروكيماويات والألمنيوم ما ساعد كثيراً في زيادة مصادر الدخل القومي من عدة موارد أخرى.
* تتبع البحرين استراتيجية مرنة في جلب الاستثمارات الأجنبية، إلى أي مدى ستواصلون تخفيف القيود باتجاه جذب مزيد من هذه الاستثمارات؟
- لا أعتقد أن لدينا قيوداً من أي نوع تجاه الاستثمارات الأجنبية في بلادنا، وبلادنا مفتوحة لأي استثمار أجنبي يساهم في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، فالفائدة مشتركة لهم ولنا، ولقد قلنا ونؤكد دائما على أن ما لدينا من تشريعات وقوانين تحمي حقوق الجميع ولا فارق أمام القانون بين مستثمر أجنبي وآخر محلي، ولعل هذا ما يشجع دائما على الاستثمار في بلادنا والاطمئنان إلى المستقبل.
* ألا تعتقدون أن بعض الحوادث الأمنية ربما يكون لها تأثير سلبي على جذب الاستثمارات؟
- الحوادث الأمنية التي تقع تواجه برفض وإدانة من كل فئات المجتمع، وهي حوادث نتعامل معها بثقة في أن الذين يحرضون عليها أو يقومون بها سيدركون وينتبهون إلى أنها تعطي انطباعاً سلبياً عن المجتمع في وقت نحن ندعم فيه كل توجه نحو الاستثمارات المشتركة وجذب الاستثمارات الأجنبية من أجل تنشيط وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
* كيف تواجهون ما يكتب في الصحف م
العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ