تدفق آلاف البحرينيين والخليجيين في المملكة أمس على المصارف وشركات الوساطة الموكل إليها استقبال أوامر البيع وفتح الحسابات للتداول في أسهم مصرف الريان الإسلامي القطري الذي يبدأ التداول عليه صباح اليوم (الاثنين) في سوق الدوحة للأوراق المالية.
المنامة- علي الفردان
تدفق آلاف البحرينيين والخليجيين في المملكة أمس على المصارف وشركات الوساطة الموكل إليها استقبال أوامر البيع وفتح الحسابات للتداول في أسهم مصرف الريان الإسلامي القطري الذي يبدأ التداول عليه صباح اليوم في سوق قطر للأوراق المالية لسقف سعري مفتوح، فيما توافدت عشرات المواطنين على مكتب التوثيق التابع لوزارة العدل لعمل توكيلات تجيز لهم التصرف في أسهم الريان التي يملكها أقاربهم أو ذووهم.
وقال مصرفيون إنهم عملوا طوال العشرة أيام الماضية على تلقي طلبات فتح الحسابات لدى شركة دلالة، وهي شركة وساطة قطرية ، التي أوكلت ثلاث جهات للإنابة عنها في تسلم أوامر البيع وفتخ الحسابات في المملكة، لكنهم قالوا إن اليومين الآخرين شهدوا حشوداً كبيرة من قبل آلاف المواطنين البحرينيين والخليجيين لفتح حسابات لهم وإعطاء أوامر البيع التي تراوحت بين ريالاً إلى ريال قطري تقريباً.
وأوكلت شركة دلالة كلاً من شركة طيب للأوراق المالية التابعة لبنك طيب وبنك مسقط الدولي وجلف إنفستمنت للأوراق المالية تسلم طلبات حملة أسهم بنك الريان القطري الإسلامي، وتتراوح رسوم الطلب من ثلاثة إلى عشرة دنانير.
يشار إلى أن عدد المكتتبين في مصرف الريان بلغ نحو ألف مكتتب، منهم الف مكتتب قطري، وأكثر من ألف مكتتب من دول مجلس التعاون، وتم تخصيص سهماً لكل فرد خليجي وألف سهم لكل فرد قطري.
وقال أحد العاملين في وزارة العدل إن غالبية معاملات التوثيق تمت لصالح توكيلات التصرف في أسهم مصرف الريان الإسلامي القطري، ويرجع تدني حركة التوثيق لتوكيلات الريان الآن مقارنة مع فترة الاكتتاب التي شهدت ازدحاماً شديداً جداً إلى تضمين التوكيلات السابقة حق الموكل إليه بيع وشراء الأسهم ما قلل التوكيلات الحالية.
وحذر مراقبون من التلاعب في توكيلات الريان إذ يسمح التوكيل للموكل إليه البيع والتصرف في جميع الأسهم حتى من غير الريان مما قد يستدعي مساءلات قانونية عند أية مشكلات قد تطرأ مستقبلاً، كما يتم استخدام بعض التوكيلات من أجل التلاعب في الأسهم والمضاربة بها عن طريق أسماء الغير. وأبلغ رئيس الخدمات المصرفية الخاصة بالوكالة في بنك مسقط الدولي باسم علي «الوسط» أن المصرف تسلم آلاف الطلبات لفتح حسابات وبيع أسهم بنك الريان القطري، وقال: «نشهد زحاماً كبيراً لفتح هذه الحسابات خصوصاً خلال الأيام الأخيرة التي تشهد إقبالاً أكثر واستعدينا تماماً لذلك من خلال توظيف عدد من الموظفين المؤقتين وعمل ورشة عمل للتدريب على إجراءات تسلم الطلبات من الناس، كما اننا نعمل لساعات متأخرة من الليل لتلقي جميع الطلبات».
وأردف علي قائلاً: «عملية تسلم الطلبات بدأت من عشرة أيام لمدة ثلاثة أشهر إذ سيكون من حق الوكلاء في جميع دول الخليج أن يتم عن طريقهم ببيع ما بحوزة الناس من أسهم بنك الريان القطري، وستتيح للناس بيع ما يرغبون فيه من أسهم دون الذهاب إلى الدوحة لفتح حسابات لدى شركة وساطة قطرية هناك وتحمل مشقة السفر».
وذكر «في حال رغب المستثمر بيع ما بحوزته من أسهم الريان بعد ثلاثة أشهر وتحديداً بعد سبتمبر/ أيلول المقبل سيكون عليه فتح حساب شخصياً عن طريق أحد الوسطاء في قطر أو فتح حسابات عن طريق الإنترنت لأحد شركات الوساطة هناك ولكن قبل ثلاثة أشهر سنقبل طلبات فتح الحسابات وأوامر بيع الأسهم».
وقال إن الوكالات ستسهل كثيراً عملية بيع وتداول أسهم الريان وعدم حدوث تزاحمات، مشيراً إلى أن الأوراق المطلوبة من قبل المستثمر لفتح حساب وبيع الأسهم هي شهادة التخصيص الأصلية لأسهم مصرف الريان القطري وصورة من جواز كل شخص مكتتب وإذا كان هناك توكيل يجب أن تكون مصدقة من قبل محاكم البحرين.
وأكد علي أن المصرف يتسلم الآن جميع طلبات المستثمرين في المملكة لبيع أسهم الريان بكل سهولة ويسر وأن المصرف اتخذ اللازم لضمان سلاسة الإجراءات.
وذكر أن على المستثمرين تحديد سعر الأسهم المطلوب لبيعها عند تقديم الطلب لدى المصرف لفتح الحساب لدى الوسيط في قطر وإعطاء أمر البيع، إذ يقوم الموظفون بإدخال بيانات المستثمر والسعر الذي حدده عن طريق نظام خاص أتاحته شركة دلالة القطرية لوكلائها عبر شبكة الإنترنت.
وقال رئيس الخدمات المصرفية الخاصة بالوكالة في بنك مسقط الدولي: «الكثير يطلبون تغيير أسعار البيع المحددة التي اختاروها سابقاً وقمنا فعلاً بتغييرها وذلك يتطلب توقيع الزبون ولكن إذا ما تم الإدراج فإن ذلك سيتم عن طريق الهاتف فقط، وبعض المستثمرين يسألون الموظفين عن السعر المناسب ويبقون في حيرة إذ تتفاوت الأسعار بين سعر السوق أو ريالاً وحتى ريال». وأوضح علي أن عملية فتح الحسابات وإعطاء أمر البيع بالمبلغ المحدد يتم في الوقت نفسه عن طريق شبكة الإنترنت لدى الوسيط في قطر، وقال إنه بعد إتمام عملية البيع سيتم تحويل المبالغ إلى حساب الزبون أو عن طريق شيكات مصرفية.
وأضاف علي أن المتابعة يجب أن تكون ثنائية من قبل المصرف والزبون للتأكد من تنفيذ أمر بيع الأسهم وإتمام ذلك، وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة استمرار الإقبال على فتح الحسابات وإعطاء أوامر الشراء.
وذكر مصرفيون أن بعض الفترات قد يصيب النظام بعض البطء بسبب الضغط الكبير عليه إلا أن فترات ما بعد المساء يعمل النظام الإلكتروني بصورة اعتيادية جداً.
من جهته، قال مدير الأسواق الإقليمية في شركة جلف انفستمنت للأوراق المالية عصام نورالدين، التي تتسلم شركته كذلك طلبات فتح الحسابات لبيع أسهم الريان: «بدأت جلف انفستمت بتسلم الطلبات منذ ثلاثة أيام إذ كنا بانتظار النظام التي توفره شركة دلالة في قطر وذلك لإدخال البيانات لفتح الحسابات وإعطاء أوامر البيع في الوقت نفسه، وقمنا بإستئجار مكان مخصص في مجمع يتيم التجاري لتسلم الطلبات، واتوقع أن نشهد إقبالاً كبيراً يوم غد مع بدء التداول في أسهم المصرف».
واستطرد نورالدين «العملية جداً سهلة ولا تستغرق الكثير من الوقت أو الجهد، وسوق قطر للأوراق المالية أعطى تعليمات لشركات الوساطة في قطر لإيجاد وكلاء لهم في دول الخليج لكيلا تشهد قطر التزاحم الذي حدث عند الاكتتاب في أسهم بنك الريان والذي وصل فيه عدد المكتتبين إلى نحو ألف مكتتب». وأكد نور الدين أن النظام التي وفرته شركة دلالة سيكون متوافراً لثلاث أشهر.
وعن السعر الافتتاحي المتوقع بعد الإدراج يقول نور الدين: «من الصعب تحديد السعر ويبقى أن ننتظر بداية التداولات لكن الحديث المتداول يركز على سعر إلى ريالاً قطرياً» وأضاف «هناك بعض المستثمرين يحملون آمالاً كثيراً ويعولون على أسعار كبيرة عند الإدراج». واستطرد نورالدين «لو كان الاكتتاب في أسهم بنك الريان القطري في هذا الوقت تكون فيه الأسواق الخليجية مرتفعة ربما تكون الأسعار أفضل من الآن، فالبيئة الآن غير مناسبة للأسهم الجديدة أو الاكتتابات الجديد». وتوقع نورالدين أن يرتفع سعر سهم الريان في بداية التداولات لكنه توقع أن يعاود الانخفاض في نهاية التداولات بسبب ضغوط البيع التي قد تكون كبيرة.
وذكر أنه من الممكن مستقبلا إجراء التداولات للمستثمرين خارج السوق القطرية عن طريق الإنترنت. من جانبها، توقعت شركة طيب للأوراق المالية التي تتسلم طلبات فتح الحسابات ان يكون عدد البحرينيين المكتتبين في أسهم بنك الريان قد يتجاوز الـ ألف مكتتب.
وكانت طيب للأوراق المالية أعلنت عن صفقتها في الاشتراك في بيع أسهم بنك الريان في قطر لعملائها من دول الخليج ولمواطني مملكة البحرين فقط.
وقال رئيس شركة طيب للأوراق المالية علي عبدالله البستكي في وقت سابق: «نحن مسرورون بهذه الخدمة التي تعكس صورة طيب للأوراق المالية كأحد الوسطاء الرائدين في التعامل بالأسهم الخليجية». وأضاف البستكي أن «هذه الخدمة هي بداية لخدمات أخرى في المستقبل للتسهيل على عملاء المصرف». يذكر أن الطرح العام الاولي لبنك الريان القطري الذي امتد أسبوعين وأغلق في يناير/ كانون الثاني شهد اهتماما قويا فيما اندلعت مشاحنات مع تدافع المستثمرين من قطر ودول خليجية أخرى للاكتتاب في استاد بالعاصمة القطرية (الدوحة). وخصص في المئة من حجم الاصدار للقطريين والباقي كان متاحا لغير القطريين، إذ طرح مليوناً و ألف سهم من أسهم رأس المال للاكتتاب العام بقيمة اسمية قدرها عشرة ريالات للسهم الواحد، يدفع في المئة منها في الاكتتاب العام، إذ تبلغ القيمة الاسمية لرأس المال المطروح مليارات و مليون ريال قطري والتي تشكل في المئة من رأس مال المصرف المصرح
العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ