العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

قالت الصحف

من أوصل العراق إلى حافة الهاوية؟

مازالت الصحف الأميركية في دوامة تداعيات الحرب على «الإرهاب» عموماً والحرب على العراق خصوصاً على الداخل الأميركي. وهناك من حمل مسئولية الكارثة التي حلت بالعراق إلى زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي، وإلى نظام صدام حسين. واللافت هنا تجاهل أية مسئولية للاحتلال الأميركي وتصوير الوضع الكارثي في العراق كأنه ثمرة سياسات صدام والزرقاوي فحسب وان الأميركيين لم يلعبوا أي دور في إيصال البلد إلى حافة الهاوية.


الزرقاوي الإرهابي الأكثر نجاحاً

واعتبر جورج ويل في «واشنطن بوست» ان أبومصعب الزرقاوي كان الإرهابي الأكثر نجاحاً إذ انه استطاع تنفيذ مخططاته على نحو فعال. إلا انه استدرك بأن تسمية الإرهابي الناجح مازالت تنطبق على زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن لأنه بفضل تفجيرات سبتمبر/ أيلول نجح في جر الولايات المتحدة إلى حرب أمنت فرصة الظهور للزرقاوي. وتابع ملاحظاً ان هذا الأخير نجح أيضاً في تقويض الأساس الذي بنت عليه الولايات المتحدة استراتيجيتها في العراق وهو ان العراقيين هم قوميون عرب وليسوا مذهبيين. وهو افتراض استطاع الزرقاوي إثبات نقيضه عبر تنفيذ عمليات تفجير وقتل وخطف طالت جميع الفئات المذهبية في العراق وخصوصاً الشيعة وأبرزها تفجير مقام الإمامين العسكري وعلي الهادي (ع) في سامراء الذي رأى الكاتب أنه كان أخطر تفجير منذ هجوم سبتمبر بسبب نجاحه في تأجيج المشاعر الطائفية وتأليب الطوائف على بعضها وتذكية العنف المذهبي في العراق.


ثمرة سياسات صدام والزرقاوي

تفجير المقام الشيعي أدى إلى تقسيم العراق إلى كتل سنية وشيعية تريد كل واحدة منهما النيل من الأخرى، لافتا إلى ان ضحايا العنف المذهبي في العراق بلغ حتى الآن عراقي، هذا من دون احتساب ضحايا السيارات المفخخة. غير ان ويل، شدد في الختام على ضرورة الانتباه إلى ان الكارثة التي حلت بالعراق ليست من صنع الزرقاوي وحده بل ان نظام صدام حسين الذي «فتت» الشعب العراقي بواسطة «الإرهاب» والطغيان مسئول أيضاً عن الوضع الذي يشهده هذا البلد. واللافت هنا ان جورج ويل استثنى الاحتلال الأميركي من المسئولية عن الأزمة العراقية وصور الوضع الكارثي في العراق كأنه ثمرة سياسات صدام والزرقاوي فحسب وان الأميركيين لم يلعبوا أي دور في إيصال البلد إلى حافة الهاوية.


«الحرب الشاملة على الإرهاب»

واستغرب أوجين روبنسون في «واشنطن بوست» كلام الرئيس بوش بعد زيارته الأخيرة لبغداد، عن مواصلة المسيرة الأميركية في «الحرب الشاملة على الإرهاب»، متسائلاً ما نوع هذه المسيرة وإلى أين ستقود الولايات المتحدة؟. وإذ أكد ان هذا السؤال يقض مضاجع الأميركيين، حاول أن يسلط الضوء على بعض الجوانب التي قد توضح مصير هذا التوجه. فعدد جملة من الحوادث الدراماتيكية التي تعتبر من الشواهد على طبيعة هذه الحرب الجارية على الإرهاب، التي شهدت أخيرا انتحار ثلاثة معتقلين في غوانتانامو يصر سجانيهم على الإيحاء بأن هذا الانتحار هو اعتداء على الأميركيين ويستهدف تشويه صورتهم وهو جزء من الحرب على الأميركيين! ويلفت الكاتب أيضا إلى أسلوب اغتيال زعيم تنظيم «القاعد» في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي فيقول ان سلاح الجو الأميركي استخدم في هذه الحرب قنبلة تزن كلغ لتتخلص من رجل ما كان ليولد لولا الحرب الأميركية على العراق.


الإرهاب سيتواصل بعد رحيل بوش

ويتوج الكاتب الأميركي سخريته بالإشارة إلى مجزرة الحديثة التي أدت إلى مقتل مدنيا عراقيا على يد قوات «المارينز» الذين أبدوا أسفا على المدنيين أكثر بكثير مما فعلوا إبان انكشاف فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب. وتابع معرجا على البريطانيين حلفاء الأميركيين في العراق، إذ ان هذه الحرب استدعت من رئيس الوزراء طوني بلير الحليف الرئيسي لبوش اعتذارا لأن شرطة لندن جرحت شخصا بريئا خلال عملية مداهمة في إطار حملتها لمحاربة الإرهاب. وتوقف ليلاحظ ان أسف بلير هنا كان أقل بكثير، مما فعل بعد تفجيرات مترو الأنفاق في لندن عندما قتلت قوات الشرطة البريطانية عن طريق الخطأ مواطنا برازيليا بريئا في محطة «ستوكويل» لقطارات الأنفاق. وشدد على ان العراق ليس سوى أحد المسارح التي تخاض فيها «حرب» بوش، فأفغانستان عادت من جديد لتحترق بنيران هجمات حركة طالبان في وقت بدأ الصومال يخضع لسيطرة ميليشيا إسلامية قد توفر الملاذ والملجأ لمقاتلي «القاعدة». من هنا رجح أن تتواصل تداعيات «الحرب على الإرهاب» لفترات طويلة بعد رحيل بوش وأن تتسع رقعتها لتشمل أماكن أخرى من العالم

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً