حثت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الكونغرس على تفادي تشديد العقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع النفط والغاز في إيران قائلة «إن ذلك قد يضر بالمبادرة الدبلوماسية التي تقوم بها دول كبرى تجاه طهران».
وقال وكيل وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي: «قد نكون على شفا التفاوض مع إيران بشأن برنامجها المستقبلي للأسلحة النووية». وذكر بيرنز في وقت لاحق انه لا يعني الإيحاء بانفراجة وشيكة، لكنه استطرد «نحن الآن في مرحلة من دبلوماسيتنا (...) لأننا لا نريد أن نضعف التحالف الدولي الذي خلقناه».
إلى ذلك، أعلن نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للشئون الدولية جواد وعيدي أمس أن طهران تعتبر «أن تعليق نشاط تخصيب اليورانيوم لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا للمفاوضات مع الدول الكبرى أو نتيجة مثل هذه المباحثات».
عواصم - وكالات
قال نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للشئون الدولية جواد وعيدي إن إيران لا تفكر في وقف برنامجها لإنتاج الوقود النووي حتى بعد أية مفاوضات مع القوى الكبرى. من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني أمس عن تفاؤله بشأن التوصل إلى حل سلمي بخصوص الخلاف النووي الذي تواجهه بلاده مع الغرب، ولكنه في الوقت نفسه حذر من التحرك مجددا تجاه المواجهة.
وقالت السفارة الإيرانية في فيينا انه أسيء نقل تصريحات نائب المفاوض النووي الإيراني في ترجمة إلى اللغة الألمانية لكلمة ألقاها أمس الأول طرحت إمكان أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم كنتيجة للمفاوضات. ووفقاً لنص مصحح لكلمته قدمتها السفارة الإيرانية قال وعيدي لمركز أبحاث نمسوي: «إيران لا تفكر في تعليق تخصيب اليورانيوم لا كشرط مسبق للمحادثات ولا كنتيجة لمثل هذه المحادثات».
وأضاف «وتعتبر طهران في هذا الإطار استمرار المحادثات من دون أي شروط مسبقة الحل السلمي الوحيد للقضية لتبديد مخاوف إيران والثلاثي الأوروبي» في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكان نص الترجمة الألمانية الذي وزعته السفارة بعد الخطاب ترجم عن وعيدي بطريق الخطأ قوله: «إيران لا تفكر في تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للمحادثات وإنما في أفضل الأحوال كنتيجة لمحادثات». وقال متحدث باسم السفارة: «الخطأ في الترجمة هو خطؤنا».
ولم تقدم السفارة نصا بالانجليزية ولكن ترجمة شفهية لاقت تصفيقاً حاداً في المركز البحثي المؤيد لإيران. ولم يتسن الوصول إلى مسئولين إيرانيين عقب الخطاب. وقال وعيدي أيضا إن إيران تأخذ وقتها للرد على العرض الذي قدمته القوى الغربية ويشمل حوافز اقتصادية لوقف أنشطتها النووية بهدف «إتاحة أكبر فرص للنجاح أمام العرض».
وأعلن وعيدي خلال اجتماع نظمه اليمين المتطرف النمسوي في فينا الليلة قبل الماضية أن امتلاك القنبلة الذرية «ليس من مصلحة إيران الأمنية والوطنية». وأضاف أن امتلاك مثل هذا السلاح سيحمل الولايات المتحدة على توحيد الدول المجاورة لإيران «تحت مظلة عسكرية» ضد طهران، ما سيغير ميزان القوى في المنطقة، على ما ذكرت وكالة الأنباء النمسوية. وقال وعيدي إن احتمال امتلاك إيران هذا السلاح سيعطي «إسرائيل» ذريعة للمراهنة على أسلحة الدمار الشامل.
من جانبه، قال رفسنجاني أثناء خطبة الجمعة في طهران إن «الأرضية مهيأة لإجراء مفاوضات حقيقية وأن الوضع أكثر ملاءمة من ذي قبل». وأوضح «أنه من سوء الحظ أن هناك مؤشرات جديدة تفيد بأن بعض الدول تعتزم تعكير مناخ الصفو للتوتر مجدداً»، مشيرا إلى تهديدات الرئيس الأميركي جورج بوش بإرسال الملف الإيراني النووي إلى مجلس الأمن الدولي في حال رفض إيران المقترحات الغربية.
إلى ذلك، كشف بيان صادر عن الأمم المتحدة أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان استعداد بلاده للجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تسوية أزمة ملفها النووي وذلك من دون وضع شروط مسبقة .
وفي سياق متصل، حثت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الكونغرس على تفادي تشديد العقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع النفط والغاز في إيران قائلة إن ذلك قد يضر بالمبادرة الدبلوماسية التي تقوم بها دول كبرى تجاه طهران والتي تمر بمرحلة حرجة.
وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ: «قد نكون على شفا التفاوض مع إيران بشأن برنامجها المستقبلي للأسلحة النووية». وأبلغ بيرنز «رويترز» في وقت لاحق انه لا يعني الإيحاء بانفراجة وشيكة، لكنه استطرد «نحن الآن في مرحلة من دبلوماسيتنا (...) نريد فيها أن نحول اهتمامنا إلى الإيرانيين (...) لأننا لا نريد أن نضعف التحالف الدولي الذي خلقناه».
من جانب آخر، يتوجه وزير الخارجية التركية عبدالله غول مساء اليوم (السبت) إلى طهران لإجراء مباحثات بشأن البرنامج النووي كما أفاد مصدر دبلوماسي تركي في أنقرة. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: «تأتي هذه الزيارة في إطار الدور (التسهيلي) الذي تقوم به تركيا في هذا الخلاف بناء على رغبة المجتمع الدولي» وتحديداً الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا.
لندن - رويترز
نقلت صحيفة «جارديان» البريطانية أمس عن علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله إن الولايات المتحدة مصممة على إسقاط الحكومة الإيرانية مهما يحدث في المحادثات بشأن خططها النووية.
ونقلت الصحيفة عن لاريجاني قوله إن «القضية النووية مجرد ذريعة، إذا لم تكن القضية النووية فكانوا سيخرجون بشيء أخر». واتهم لاريجاني واشنطن بالاعتماد على القوة لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط وقال إن السياسات الأميركية في العراق والأراضي الفلسطينية عقّدت أيضاً جهود التوصل إلى صفقة بشأن الطموحات النووية الإيرانية، وقال «إذا استمروا على النهج نفسه فإن ثمن النفط سيرتفع بشدة وسيعزز ذلك عزيمتنا. إنهم يريدون إشعال النار في المنطقة (...) الإستراتيجية الأميركية تقضي باستخدام القوة لتأمين مصالحهم»
العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ