العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ

قالت الصحف

التأييد الدولي لـ «إسرائيل» جاهز... ساعة تشاء!

وهناك أيضاً نصائح بالجملة لأولمرت لتنفيذ مشروعه الأحادي والناصح على يقين من التأييد الأميركي والدولي. والدليل الحافز هي تجربة الانسحاب الأحادي من جنوب لبنان، إذ واكب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان هذه الخطوة بإعلان ان «إسرائيل» نفذت القرار () كاملا من دون الرجوع إلى تفاصيل الانسحاب، وهكذا سيفعل مع الخروج الإسرائيلي من بعض الضفة فسيعتبر القرار () ناجزاً لأن الغموض الذي يعتري هذا القرار سيسمح باستغلاله فهو لا يحدد ما إذا كان على «إسرائيل» الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة العام أو بعضها!.

إذ باستطاعة «إسرائيل» حشد التأييد الدولي ساعة تشاء وكيفما تشاء!

محاولات تفشيل الإخلاءات

وأعربت «هآرتس» في افتتاحيتها عن تأييدها لقرار بيرتس إخلاء أربع مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية، وحذرت من محاولات تفشيل الإخلاءات لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على الحملة الدعائية لخطة أولمرت في الضفة. فمن يخفق في إخلاء أربع مستوطنات سيفشل بالتأكيد في تنفيذ انسحابات مستقبلية، تعلق لتشير إلى ان الأنظار مركزة حالياً على قضية تفكيك المستوطنات العشوائية لذلك لابد من إنجاحها. وشددت على ان إخلاء هذه البؤر الاستيطانية ليس خطوة أمنية كبيرة ولكن يجب عدم التقليل من أهميتها من الناحية الأخلاقية. فهي تؤكد ان «إسرائيل» قررت أخيراً احترام القانون الدولي والعمل لما فيه مصلحة السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. فهناك ديْن أخلاقي على «إسرائيل» تسديده للفلسطينيين الذين عانوا كثيرا من مضايقات المستوطنين.


فرصة حشد الدعم الأميركي والأوروبي

واعتبر جيروم سيغال في «هآرتس» انه ما زال أمام إيهود أولمرت الفرصة ليحشد الدعم الأميركي والأوروبي لخطة الانطواء وبالتالي الحصول على تفويض من الأمم المتحدة لتنفيذها. مؤكداً أن هذه الخطة يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لوقف النزاع إذا كان أولمرت مهتماً فعلاً وبشكل جدي بخوض مفاوضات الوضع النهائي مع منظمة التحرير الفلسطينية. غير أنه أعرب عن عدم تفاؤله بذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتخل بعد عن هدفه الحقيقي وهو تقليص رقعة النزاع من دون مفاوضات. لذلك دعا أولمرت إلى قراءة تجربة الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من جنوب لبنان من أجل استقاء الدروس والعبر لخطته في الضفة الغربية. واستعاد هذه التجربة ليشير إلى ان اعتراف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي آنذاك بأن انسحاب «إسرائيل» من جنوب لبنان في العام يشكل نهاية الاحتلال، يعود إلى تدخل الأمم المتحدة في القضية. فقد رفع كوفي عنان تقريرا إلى مجلس الأمن أكد فيه ان «إسرائيل» نفذت القرار () الذي يدعو الدولة العبرية إلى الانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية. وقد صدق المجلس آنذاك على تقرير عنان وأعلن ان الـ () قد نفذ كليا. وبناء على التجربة مع لبنان والدعم الذي حصلت عليه من المنظمة الدولية، ونظرا إلى ان القرار () لا يحدد، بحسب سيغال، ما إذا كان على «إسرائيل» الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة العام أو من بعضها فحسب، اقترح أن يستغل أولمرت هذا الغموض في القرار الدولي للفوز بالدعم الأميركي لخطة الانطواء شرط أن تتخذ «إسرائيل» قرار الانسحاب إلى خط تعترف الأمم المتحدة بأنه يضمن تنفيذ كل متطلبات ().


مفاوضات بشأن ملفي القدس واللاجئين

وبإمكان أولمرت، أيضاً أن يحصل على التزام أميركي بالعمل إلى جانب «إسرائيل» للفوز بدعم مجلس الأمن للخط الذي ستقترح الانسحاب إليه والذي يسمح لها بضم مناطق بمحاذاة الخط الأخضر. وعرض تصوره للخطوات التي من المفترض بـ «إسرائيل» القيام بها للحصول على قرار أممي يؤكد تنفيذها القرار () وهي: أن تنسحب من في المئة من الضفة الغربية، وأن تعوض الفلسطينيين عن المساحات التي ستضمها وذلك عبر مقايضة الأرض (مشروع مقايضة التكتلات الاستيطانية بنقل أراضٍ يقطنها فلسطينيو إلى السيادة الفلسطينية) وأن توافق الحكومة الإسرائيلية على الدخول في مفاوضات بشأن ملفي القدس واللاجئين، وأن تتعهد بعدم الإقدام على أي مشروع بناء في القدس من شأنه استباق أي حل مستقبلي لملف المدينة.

وخلص إلى انه إذا ما تبنى أولمرت هذه الاقتراحات فمن الأكيد ان الفلسطينيين سيعلنون دولتهم وهو أمر سيؤدي إلى انتخابات جديدة ستكون نتائجها لصالح «إسرائيل» بغض النظر عن الجهة التي تفوز. فإذا كانت «حماس»، يرجح سيغال أن تعلن موافقتها على هدنة لثلاثين عاماً مقبلة! وهو أمر يرى انه سيوفر الاستقرار لـ «إسرائيل»، أما إذا فازت «فتح» فستقرر خوض مفاوضات سلام مع الدولة العبرية على أساس حل الدولتين

العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً