العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ

أهل الفن يرسمون لوحات المعاناة ويعبرون جسور الأمل

مواطنون ومقيمون يعلنون تضامنهم مع ضحايا التعذيب...

«لاتزال والدة (ع. م) تتذكر ذلك اليوم الذي شاهدت فيه جسد ولدها البكر وقد تلون بألوان الشقاء والعذاب، وتتكون هذه الصورة في أعين الكثير من الزوجات والأمهات والآباء، فتلك الحقبة السوداء، تركت انطباعاً عميقاً ليس في القلوب فحسب... بل على الأجساد».

وينشط الحقوقيون والناشطون منذ سنوات، في إحياء اليوم العالمي لمناصرة ضحايا التعذيب الذي يصادف يوم يونيو / حزيران من كل عام لإيصال صوت هؤلاء الذين تعرضوا لظلم شديد في حركة الغاية منها الحصول على تعويضات لأولئك الذين كانوا ضحية لممارسات قانون أمن الدولة المقبور.

فالبحرين وللعام السادس على التوالي تنشط من خلال عدة من الفعاليات التي تتضامن لمناصرة ضحايا التعذيب، ومنها الفعالية السنوية «المرسم الحر» الذي ينظم من قبل جمعية المرسم الحسيني للفنون الإسلامية والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، والذي حمل شعار «أوقفوا التعذيب».

ونتابع في الحلقة الثانية من هذا الاستطلاع ما هتف به الفنانون التشكيليون والنشطاء السياسيون والحقوقيون البحرينيون ممن شاركوا وزاروا المرسم الحر لمساندة ضحايا التعذيب، ويجمعون بفرشاة واحدة ولوحة واحدة على مساندة ضحايا التعذيب بهتاف واحد هو «وقف التعذيب في العالم بأسره».

ندق ناقوس الخطر بهتافنا

وأضافوا «نريد أن نرسم بفرشاتنا فهماً مغايراً يدق ناقوس الخطر بشأن الممارسات التي تقوم بها بعض الدول والمنظمات من تعذيب منهجي للمعتقلين والموقوفين بل وحتى المشتبه فيهم».

«نافذة السجن» نتمنى ألا تعود للبحرين

وفي الجانب الآخر من المعرض استوقفتنا عدد من اللوحات الفنية هذه المرة لفنانات تشكيليات وليست لفنانين، إذ للمرأة مشاركتها أيضاً، وفور تحركنا باتجاه لوحة الفنانة شيماء محمود قامت بترك فرشاة الرسم، لتتحدث معنا، فأول ما سألناها عن عنوان لوحتها، قالت: «نافذة السجن»، لأعبر عن عذابات السجناء المظلومين، وتوضح انها المشاركة الثانية لها في يوم مساندة ضحايا التعذيب، وحملت لوحتها في المشاركة السابقة «عذابات السجن».

وقامت واقفة بعد أن طال بنا الحديث لتحدثنا بوضوح عن الرسالة التي تتمنى أن تصل إلى المجتمع الدولي، وهي ألا يكون هناك أي نوع من أنواع التعذيب يستخدم لأي إنسان في العالم وخصوصاً في البحرين.

كرسي التعذيب يشرح العودة للتعقل

ولم ننته من الجانب الذي ضم الفنانات التشكيليات البحرينيات، بل واصلنا مع الفنانين التشكيليين الذين ضمهم المرسم ففي الجانب الآخر توقفنا مع الفنان التشكيلي جليل الحايكي الذي كان مدمجاً وسألناه عما تحمله لوحته التي تحمل عنوان «كرسي التعذيب» من معان فأجاب: إن العناصر التي استخدمتها في لوحتي واضحة، إذ أصف الإنسان في حال التعذيب وهو مكبل اليدين ومقعد على كرسي كهربائي، وما هي حاله بعد انتهاء المعذبين من التحقيق معه.

وفيما لم تختلف رسالته عن بقية زملائه من الفنانين فإنه وجهها إلى العالم بأكمله مطالباً أن تتوقف كل أساليب التعذيب التي وصفها بأنها ليست مجدية في عصر الديمقراطية قائلاً: «على الحكومات أن تعود إلى التعقل، وتمعن في إعطاء الإنسان حقه من الكرامة والاحترام، ليأتي اليوم الذي ينال فيه الإنسان كل حقوقه».

معرض خاص بـ لوحة

حصلت لوحة الفنان التشكيلي فيصل خلف الذي حصلت لوحته على المركز الأول في تقييم لجنة تحكيم معرض مساندة ضحايا التعذيب، توقفنا معه إذ كان مفترشاً الأرض وهو في حال من التماهي مع ألوان لوحته، التي ما لبث أن لونها باللون الأسود القاتم، والتي شملت عناصر من إنسان يحتضن حمامة من تحت القضبان، وحمامة أخرى من أسفل القضبان، وعلامة استفهام رسمت بحبل والمقصود بالحبل، من المسئول عن حريات المجتمع في العالم ككل؟ وحبل آخر يرمز للمشنقة قصد فيه الفنان هلاك الإنسان الذي يطالب بحرياته وحقوقه، ومما تحمله اللوحة من المعاني أن الإنسان والحرية مكبوتان.

سألنا خلف عن سر مشاركته في المعرض لأول مرة، فقال: «إن مشاركتي تأتي بلوحة ستحمل عنوان (مطلب الحرية)، لم أكن لأشارك إلا من إلحاح الزملاء الفنانين لي، فقررت أن أشارك لأعبر عن معاناة ضحايا التعذيب ليس فقط ما يحدث في السجون، بل لكل المعذبين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من معاناة قد تصيب الإنسان».

ويشير إلى أن المعرض الخاص به سيشمل لوحات توضح معاناة ما يحدث الآن في العالم بأكمله من معانات للشعوب، وطمس كرامة الإنسان، ونهب حقوقه.

وفي جانب من زوايا المعرض، تتجول إحدى الزائرات التي قالت إنها أتت للمجمع متقصدة زيارة المعرض، إذ أبدت إعجابها بفكرة مساندة ضحايا التعذيب بمثل هذه الفعالية الفنية، وحشد هذا الكم من الفنانين التشكيليين، إذ قالت إنه مكان مناسب جداً لإقامة مثل هذه الفعالية إذ في مثل هذه الأماكن التجارية تجد مختلف الأعمار والجنسيات وبمختلف المستويات.

ورأت أن موضوع المعرض مناسب جداً خصوصاً في عصر الديمقراطية الجوفاء، إذ تستخدم الحكومات مختلف وسائل التعذيب وفي عدة جوانب.

ويعبر أحد الزوار بالقول إنه من واجب كل الفنانين التعبير عن ما يحصل من ظلم على الأبرياء في كل القطاعات وخصوصاً في سجون العالم العربي.

أمام الملصق الخاص، توقفنا مع رئيس جمعية المرسم الحسيني عبدالنبي الحمر الذي صرح بأن الجمعية تقيم هذه الفعالية للعام السادس على التوالي بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، لذلك فإنها تقيم مثل هذه الفعاليات من فن المرسم الحسيني، انطلاقاً من الواجب الإنساني، لتوصل رسالة إلى الحكومات والمجتمع الدولي في العالم بأكمله، ومن خلال المرسم عن الرفض التام لكل أنواع التعذيب، رافعة شعار «أوقفوا التعذيب بجميع أصنافه». ويعطي بعداً آخر للمشاركة فيقول: «إن مشاركتنا تأتي انطلاقاً من وصايا الإمام الحسين، ومن رسالته بالمطالبة بالإصلاح... فالمرسم الحسيني - انطلاقاً من رسالة الحسين -يناشد كل الأمم والحكومات لكي توقف كل أصناف التعذيب، موضحاً أن هذه الرسالة حملها اليوم معنا لفيف من الفنانين والفنانات والأطفال ممن شاركوا في الفعالية التي نظمتها الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المرسم الحسيني في الفترة - يونيو، وهناك مشاركون من دول الخليج، إذ شارك فنانون وفنانات من الكويت والسعودية وشارك أيضاً افراد من الجالية الهندية

العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً