العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ

بعض البلاد سرابٌ

تاريخها لا ينتهي

تاريخها بحر وأسماءُ...

سنة بعد سنه...

يحلم الشوك بأن يصبح فلاًّ

وبقايا سوسنه...

ليتني أعرف كيف البحر

إذ تبكين يغتال الضفافْ...

ولهذا... عندما تهطل عيناك... أخافْ...

أغلقتُ عنك جميع أبوابي...

ونسفت أعتابي...

لكنك امرأة

اذا سُدَّتْ جميع منافذ الدنيا

تمرُّ اليَّ من نبضي وأعصابي...

أي امرىء

لا ينحني لجمال سيدة

عميلٌ للنقيض من الصفهْ...

حريتي سببٌ وجيهٌ كي أغنّي ...

بابان لي...

وفضاءُ روحي لم أجدْه ...

صفتي ذهابٌ في التمنّي...

أي «شرق» صار مني؟

أي «غرب»لا يغادر غُصّة

في منشأ التكوين؟

ليَ السحاب وصيّة

سأخط فيها ما أشاء

من المياه وفكرة التنزيل...

لي السجّيل إن لم نحتكم للوقت

فأرفع راية لأراك منكسرا أمامي...

كغنيمة نثرت على لوح الرخام...

لا المقهى يرنُّ

إذا تأخرت الصبيّة عن مفاتنها...

ولكنّ المدى محض افتراء

حين لا تأتي

فقم لنباهل الأشياء

والسور المقيم، وعدّة العرّاف

في المقهى البعيد هناك

يبدو الوقت مثل كمنجة كسرتْ...

أي الممر اليك يفضي

كي أهندس خطوتي؟

أي الدفاع يحول

دون هواء سكّان مضوا؟

ها أتعمّد الأخطاء أحيانا

لأسأل: كيف يمكن

أن أحلّ اللغز من هذيانه؟

أي الخطى السرو؟

والنعناع ما انكسرت فيه المياه

وماءٌ فيك يشتعلُ...

هذا الهواء ثقيل

كلما ارتفعتْ روحي الى الله

أعضائي مسمّرةٌ على الطريق اليه

ليتني أصل...

الليل يصعد بي

نحو الممرّ

ولا ضوء يعلّمني بحر النشيد

ولا حضن ولا قُبَلُ ...

كأن شمس جهاتنا

صفة لليل عابر

والمستحيل يحط في العبثي مما نشتهي

إنْ لم نُصبْ بإقامة فينا

سنذوي مثلما الكلأ الشحيح

وبيتنا السفرُ...

ونجيء من وترين:

من وتر غريب جارح

ومساء إسماعيل في أضحيّة المعنى

وفي الضجر المعلق من أهلّته

سلاما أيها الضجرُ...

بعض البلاد سراب

رغم حجّتها على الخريطة

بعض الأرض أغنية لا حزن فيها...

أتحتمل الصوت كل الشظايا

التي في الغناء؟

أتحتمل الفأس كل الضجيج

الذي في الشجر؟

أي نهاية ستمر مني

حين كل مدائني عبث؟

كل الناس في آلامهم يتشابهون

كفرصة الأخطاء

بعض الصدى، صوتٌ

وبعض الصوت لا صفة له...

عجباً لهذا البحر

يخلع جلده المائيَّ

كل تموّجين بفوج غرقى...

ذهبوا الى النعم المريضة

والفضاء له عويلْ...

في ذلك الليل الطويلْ...

وإذا خنقت البحرَ

من أين امتياز الموت يأتي؟

آه من هذي الأعالي حين تنتصرُ

لا البحر يأخذني الى فسطاطه

لا الظل لا الشجرُ ...

مطرٌ على الأبواب

أي مدينة ستدسّ

هذا العاهلَ المائيَّ في أوصالها؟

جهة لانتمائي...

جهة بين نارٍ وماءِ...

جهة لما أذن الله من غصّة...

جهة للندى في اغتراب المحبينْ...

جهة للصدى...

جهة خانني كل أبنائها المبعدينْ

جهة لانكسار الحنينْ...

قالني في حواسْ...

ثم مد على ضجر شرشف اللحن

رحنا نغنّي

وبعد انطفاء الحواس التي قالني

ثم مد له نايه...

ثم قال: اجلد اللحن ياصاحبي

ثم تهنا معاً في بكاء

العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً