منذ أن دشنت وزارة الأشغال والإسكان في فبراير/ شباط مشروع «النافورة» وهي تتلقى أسئلة كثيرة من المهتمين بهذه النافورة عن آلية ومواعيد تشغيلها والأسباب التي تجعلها تبدو أقل ارتفاعاً من ارتفاعها الحقيقي في بعض الأوقات.

وقبل حفل التدشين بأيام قليلة، بلغ ارتفاع النافورة متراً. وبعد الحفل بسبعة أيام، تمّ قياس ارتفاع النافورة مرة أخرى إذ وصل ابتداءً من أنبوب الدفع الرئيسي إلى متراً. ولم يكن هذا التباين في الارتفاع نتيجة أي تغيير في الخصائص الميكانيكية للنافورة، بل كان نتيجة تأثير الرياح.

متراً في ليلة هادئة

وإيضاحاً لذلك، فإنه عندما يزداد ارتفاع رشّاش المياه تقل سرعة قطرات المياه المكونة للنافورة كلما ارتفعت عموديا بحيث تتسبب الرياح في نقلها بشكل أفقي ما يمنع رشاش الماء من بلوغ أقصى ارتفاع له.

وتعتبر الرياح في حالات كهذه ذات تأثير أساسي في ارتفاع النافورة، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال الرسم البياني المرفق والذي تمّ التوصل إليه بعد عمل عدة دراسات لعدد من النافورات ذات الارتفاع الكبير.

وبالإضافة إلى دور الرياح في خفض ارتفاع النافورة، فإنها تعمل أيضاً على زيادة المسافة التي يبلغها رذاذ ماء النافورة. وحتّى لا يتسبب هذا الرذاذ في إلحاق أي ضرر على الإنشاءات الموجودة على اليابسة، فقد تمّ تصميم نظام التحكم بالنافورة بآلية تعمل على خفض الارتفاع بشكل أوتوماتيكي. ففي حال ازدياد سرعة الرياح، فإن نظام التحكم يعمل على تقليل ارتفاع النافورة، أما عندما تبلغ سرعة الريح أوجها، فإن النظام ذاته يقوم بإيقاف عمل النافورة بشكل أوتوماتيكي. وعلى أية حال، فإن عملية إيقاف النافورة تعتمد على اتجاه الريح، إذ لا يتم إيقاف النافورة عن العمل إذا ما كان رذاذ الماء يتحرك باتجاه البحر. إن أنظمة التحكم هذه تتفاعل مع تأثير قوى الطبيعة ويمكن أن تتدخل من وقت لآخر في آلية عمل النافورة، وبالتالي قد تؤدي إلى الخفض من ارتفاعها.

إن برنامج التشغيل الأوتوماتيكي للنافورة كما هو معد حاليا لا يديرها إلى درجة أن تبلغ أقصى ارتفاع لها طوال فترة تشغيلها التي تبلغ ساعتين، إذ إن هناك أوقات لا تعمل فيها إلا حلقة المرشات المائية الموجودة عند قاعدة الفتحة الرئيسية للنافورة. وبالمثل، هناك أوقات تعمل النافورة بحيث لا يصل فيها ارتفاع رشاش الماء إلا إلى النصف فقط، ولا تبلغ النافورة ارتفاعها الكلي إلا لمدة دقيقة ضمن الساعتين اللتين يتم تشغيل النافورة خلالهما.

وقامت وزارة الأشغال والإسكان بوضع برنامج جديد يعمل خلاله أنبوب الدفع الرئيسي معظم فترة التشغيل، ومواعيد التشغيل لهذا البرنامج هي الآتي:

- من السبت إلى الخميس: من : إلى : صباحا، ومن : إلى : ظهرا، ومن : عصرا إلى منتصف الليل.

- أيام الجمع: من الواحدة ظهرا إلى : عصرا، ومن : عصراً إلى منتصف الليل.

وتسمح أنظمة التحكم اليدوي بتشغيل النافورة في أي وقت آخر ولأي فترة من الزمن، ما يمكن القائمين عليها من تشغيلها متى شاءوا في حال دعت الحاجة لعرضها لضيوف وزوار المملكة أثناء زيارتهم للبحرين أو خلال الاحتفالات والمناسبات الوطنية والخاصة.

وخلال الفترة من الرابعة مساءً وحتى الثانية عشرة عند منتصف الليل تتوقف النافورة عن العمل كل ساعتين وذلك لفترة قصيرة من أجل السماح للقيام بأعمال التنظيف الآلية، وبالتالي ضمان عدم تأثر أداء النافورة بسبب وجود أي عوائق في أنابيب الدفع.

وبعد مضي شهر كامل من الفحوصات المنتظمة سواء على الأجزاء الداخلية للنافورة أو تلك المغمورة تحت سطح الماء، تبين عدم تسرب أي جسم من البحر إلى الأنظمة الداخلية للنافورة، ويعود ذلك إلى التصميم الدقيق لفتحات الأنابيب والذي يضمن التدفق البطيء لتيارات الماء عبر المضخات بحيث لا يمكن حتى لأصغر الأسماك حجماً أن تُمتص إلى داخل النافورة.

ولهذا السبب فقد تمت وبشكل مستفيض مناقشة عما إذا كان من الضروري إجراء عمليات تنظيف منتظمة، إلا أنه تم الاتفاق على اتباع هذا النظام من باب الاحتياط وذلك تجنباً لوقوع أي طارئ.

وتعد هذه الطريقة في حماية مستوى أداء النافورة أحد أهم الأمور التي أُخذت في الاعتبار أثناء عمليات التصميم والإنشاء التي مازالت قائمة منذ السنتين الماضيتين.

وتضمنت اشتراطات تصميم وبناء النافورة، إلى جانب الارتفاع المطلوب، شروطا بأن لا يحدث تصميم النافورة أي ضرر ممكن على قاع البحر أو البيئة البحرية المحيطة، وبحيث أن تكون هناك حرية الاختيار الأخير لموقع النافورة فيما بعد حتى وإن كان ضمن مناطق حساسة بيئيا. ولقد أدى ذلك العرض إلى التوصل إلى تصميم حاوية عائمة تحتوي على جميع الآليات والأنابيب اللازمة لإمداد أنبوب الدفع الرئيسي بالطاقة اللازمة كي يبلغ رشاش الماء الارتفاع المطلوب، والذي يختلف نوعاً ما عن تقنية معظم النافورات عالية الارتفاع والتي هي عبارة عن بناء ثابت مرتبط بأعلى الأنابيب طولا وأكثرها استقامة.

وتتمثل المشكلة الأساسية في هذا التصميم غير الاعتيادي في قصر الوقت الذي يحتاجه الماء بعد خروجه من المضخات لكي يستقر وليسمح لجزيئاته بالالتحام ببعضها بعضا لفترة كافية من أجل الحصول على الارتفاع المطلوب. وكنتيجة لذلك، يتم توجيه الماء الوارد من مضختي الدفع إلى حوض لتقويم التيار يقع مباشرة تحت قاعدة أنبوب الدفع الرئيسي، إذ يتم حجز تياري الماء المتعاكسين وتثبيتهما بواسطة مجموعة من المراوح والحواجز الداخلية قبل اندفاع تيار الماء عبر الفتحة بسرعة تفوق كم/ الساعة.

وقد وضع حوض التقويم هذا تحت اختبارات عدة لتحديد النموذج المناسب، والتي شملت إنشاء نموذج شفاف ليسمح بالمتابعة المرئية للتغييرات التي تحدث لتدفق الماء والناتجة للتغييرات في التصميم الداخلي لحوض التقويم.

حوض التقويم

يتجلى نجاح هذه التقنية تحديداً في قدرة التصميم على تجاوز الارتفاع المطلوب بحسب المواصفات المحددة.

وقد شكلت السلامة جزءا رئيسيا في عملية التصميم. ففي حين كان استخدام الجهود الكهربائية العالية سيسمح باستخدام مضخات أكثر فاعلية، فإنه تم الاتفاق على استخدام محركات ضخ تعمل على جهد كهربائي منخفض، ما يؤدي إلى التقليل من تعرض عمال الصيانة للخطر والسماح في الوقت ذاته بإجراء أعمال الصيانة بشكل أكثر سهولة.

إن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الدخول إلى حاوية النافورة هي فقط عبر استخدام مفتاح يعمل كزر تشغيل موجود ضمن أجهزة التحكم المثبتة على اليابسة. لذلك فلا يمكن لأية أجهزة أن تعمل خلال وجود عمال الصيانة على الحاوية، إلاّ إذا قام العمال أنفسهم بتشغيلها من الحاوية نفسها.

وقد تم توفير إشارات إنذار مرئية ومسموعة قبل بدء برنامج تشغيل النافورة، كما أن الأذرع الطافية تمنع الوصول إلى الحاوية.

ويتولى مصنّعو النافورة حالياً عملية تشغيل النافورة لفترة تصل إلى أشهر سيقومون أثناءها بتدريب عمال تشغيل من وزارة شئون البلديات والزراعة الذين سيستلمون مهمة التشغيل من صانعي النافورة فيما بعد. ويلزم العقد المصنّعين بتقديم خدمة الصيانة الكاملة للنافورة للسنوات الثلاث الأولى من التشغيل